انتقد فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم"، التكلف في إلباس تفاصيل الحياة بلبوس فقهي، وقال إن الحياة واسعة، والشريعة وضعت قواعد عامة وتركت مساحة كبيرة للمسؤولية الشخصية، لأنه لا يمكن أن يرتقي أحد إلى صفاء قواعد الشريعة وحيادها. وأضاف مؤكداً: "فليس ضرورياً أن يدس الفقيه أنفه في كل قضية، بل هناك أمور تسير على نظام الحياة." ونقل موقع اسلام اليوم عن الشيخ سلمان قوله إن المحرمات في الشريعة أنواع ودرجات، "فهناك اللمم الذي لا يمكن أن يعد إثماً ولا يمكن أن يعد مباحاً." كما أن هناك محرمات تحريمها مقاصدي كتحريم الفواحش والخمور، ومحرمات تحريمها تحريم وسيلة ، مثل النظر للمرأة الأجنبية، وغيرها. وفي الجزء الثاني من موضوع "الفن" تناول الشيخ سلمان التطبيقات الفنية المعاصرة ،وابتدأ في برنامجه الأسبوعي"الحياة كلمة" الذي تبثه قناة mbc بالفن التصويري، حيث أشار الشيخ إلى أن الثقافة الإسلامية كانت تجريدية بعيدة عن الصور والتماثيل، لأن الشريعة جاءت بتحريم التصوير في نصوص كثيرة. وقرر الشيخ العودة أن التصوير المحرم في النصوص النبوية هي التماثيل القائمة على النحت والصنع، مؤكداً أن جماهير العلم يكادون يجمعون على تحريمها. واستثنى الشيخ من التماثيل دمى ولعب الأطفال، حيث قال إنها مستثناة بنص جماهير أهل العلم " لأنها ممتهنة "، وأضاف: ويدخل أيضاً في هذا الاستثناء الرسوم الكرتونية إذا كانت ذا هدف نبيل وتربي على القيم الإسلامية فإن الأصل فيها الجواز. وفيما يتعلق بالتصوير الفوتوغرافي، أكد الشيخ وبكل حسم أنها لاتدخل ضمن التصوير المنهي عنه، "لأنها مجرد عكس لصورة قائمة، مثل المرآة." ودعا الشيخ إلى عدم التحرج من التصوير، فقد أصبح فناً قائماً بذاته وأسلوباً قوياً من أساليب التعبير والتأثير . وحول التمثيل والمسرح قال الشيخ سلمان إنه لا يمكن القول بتحريمهما، بل الأصل فيهما الجواز، مشيراً إلى كثيراً من كبار أهل العلم أجازهما، لأنه لايمكن اعتبارهما من الكذب، بل هما تعبير عن حال معينة . ويرى الشيخ سلمان أن الريبة والتخوف العام من المسرح والتمثيل منطلق من كونهما قدما مع الاستعمار، كما استخدم اليهود هذه التقنيات لتشويه صورة الإسلام، وقد تشكلت قناعة لها مايساندها من الواقع أن هذه الوسائل استخدمت لخرق القواعد الدينية والاجتماعية . لكن الشيخ أكد: إن الواقع شي ، والحكم الشرعي شيء آخر، لأن الأصل في القوالب والوسائل الإباحة، بينما يتطرق الحكم الشرعي للمضمون والمحتوى . وفي صعيد متصل، قال الشيخ سلمان إن السينما كانت في يوم من الأيام عبارة عن دور فقط، لكن الآن في كل بيت تلفاز ينقل الأفلام السينمائية .وأضاف: يمكننا أن نوظف التلفاز الآن ببرامج هادفة تحمل الرؤية الإسلامية. وقال: يفترض أن يكون لنا دور من المشاركة في هذه الوسائل، ونقل صورتنا عن طريقها . وأكد الشيخ سلمان على أهمية الفرز والتفريق بين البرامج الخاطئة الهدامة، والبرامج الهادفة المفيدة، مشدداً على أهمية الإشادة بالأعمال الفنية المنصفة المميزة الهادفة بغض النظر عن تفاصيلها التي قد نختلف فيها . وحول موضوع الإنشاد قال الشيخ : إن القول بتحريم الإنشاد مجانب للرؤية العلمية الصحيحة، فهو شعر حسنه حسن، وقبيحه قبيح . ويرى الشيخ العودة أن الإنشاد من ألوان الاستماع الجميل، محذراً من الإغراق فيه. وحول الخلاف الفقهي في مسألة الغناء والموسيقى، قال الشيخ إن ما يحدث الآن في القنوات الفضائية عن طريق عرض أغاني الفيديو كليب التي تعتمد على كلمات الحب والغرام وتتنافس في عرض أجساد النساء للترويج والإثارة لا يمكن أبداً القول بأنها داخلة في الخلاف الفقهي، بل العلماء أجمعوا على تحريم مثل هذا النوع من الغناء . واستطرد الشيخ: لقد اختلف الفقهاء في حكم الغناء، لكن القول الذي عليه جماهير أهل العلم هو القول بالتحريم . وأضاف: إن طريقة تعامل العلماء الأولين مع هذه المسألة وغيرها ، تميزت بالهدوء والاتزان بعيداً عن التهوين والتهويل، لأن الشدة في الحكم قد تؤدي إلى نتيجة عكسية . يذكر أن "الحياة كلمة" برنامج تلفزيوني وإذاعي للشيخ سلمان بن فهد العودة يبث عبر قناة MBC يتناول بغطاء شرعي ومنظار تأصيلي القضايا المتماسة مع الواقع التي تشكل مفاهيم محددة التكوين في أذهان الناس.. كما يتيح الفرصة لاستقبال الفتاوى والمداخلات على الهواء مباشرة من قبل مشاهدي البرنامج . و يبث البرنامج بعد انتهاء صلاة الجمعة بالمسجد الحرام ، بما يقارب الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت مكةالمكرمة ،وسوف يبث أيضاً في نفس الوقت على إذاعة mbc FM وبانوراما