بذلت جماعة الإخوان المسلمين على مدار السنوات الماضية جهوداً حثيثة للسيطرة على المؤسسات الصحفية واختراق الصحف القومية من خلال مجموعة من الصحفيين المنتمين للجماعة، إلا أن تلك المحاولات باءت جميعها بالفشل بسبب وعى العاملين فى تلك المؤسسات وتصديهم للتحركات الإخوانية الرامية إلى وصول المد الإخوانى إلى صاحبة الجلالة. وفى الأيام الأخيرة كشفت الجماعة عما تخفيه فى نفسها من خلال إعلان رئيس مجلس الشورى الإخواني أحمد فهمي عن إجراء حركة تغييرات صحفية واسعة تشمل كل رؤساء تحرير الصحف القومية وجاء ذلك بالتزامن مع تصريحات نارية من جانب قيادات الإخوان وكان آخرها كلام المرشد نفسه في ندوة ترشيح الشاطر عندما وصف الصحفيين الذين ينتقدون الجماعة ب "سحرة فرعون"، ورغم حالة الغليان والرفض التى قوبل بها الإعلان إلا أن الجماعة نجحت من خلال وسطاء فى امتصاص غضب الصحفيين بالمؤسسات القومية ورمت الكرة فى ملعب نقابة الصحفيين التى شكلت بدورها لجنة تنسيقية لتحديد المعايير المطلوبة فى رؤساء التحرير الجدد. من جانبها، أكدت إيمان رسلان نائب رئيس تحرير مجلة المصور أن الملف الوحيد الذى استعصى على الإخوان منذ زمن طويل وحتى الآن هو الصحافة وبما أن الجماعة لا تستطيع السيطرة على الصحف الخاصة والمستقلة فهى تسعى إلى بسط نفوذها على الصحف القومية من خلال مجلس الشورى الذى يتحكم فيه الإخوان والسلفيون باعتبارهما أصحاب الأغلبية فى تشكيل المجلس. وأشارت رسلان الى أن هناك خطة معدة سلفا فى مكتب الإرشاد ويقوم بتنفيذها مجموعة من الصحفيين المنتمين للإخوان لإسكات أصوات الصحفيين فى المؤسسات القومية وتحويل تلك المؤسسات للحديث باسم الإخوان مؤكدة أن اللجنة التى تم تشكيلها لوضع المعايير الخاصة باختيار رؤساء تحرير تلك الصحف تشهد سيطرة واضحة من الإخوان من خلال النقيب ممدوح الولى وصلاح عبد المقصود مسئول ملف الصحافة فى الجماعة.. وأوضحت أن قيادات الجماعة لا يعنيهم تطوير المؤسسات القومية ولا النهوض بالعاملين فيها قائلة: "الإخوان مش باقيين على الصحف القومية ولا يعنيهم تحسين مستوى الصحفيين القائمين عليها". وأكدت رسلان أن اللجنة المكلفة بتحديد معايير اختيار رؤساء التحرير الجدد تبتز الصحفيين وتهددهم بعدم الحصول على رواتبهم حال اعتراضهم على الشروط التى تم الاتفاق عليها بين أعضاء اللجنة دون الرجوع إلى ممثلى مجالس إدارات المؤسسات القومية المنتخبين. الكاتب الصحفى صلاح عيسى رئيس تحرير جريدة القاهرة الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة أكد أن هناك مناقشات مكثفة تدور الآن داخل لجنة الصحافة فى مجلس الشورى بخصوص إعادة هيكلة المؤسسات الصحفية القومية وتطويرها والجميع من حقه إبداء رأيه فى هذا التطوير سواء من الإخوان أو غيرهم. وأضاف: "قمنا فى المجلس الأعلى للصحافة بمناقشة الموضوع وطالبنا بعدم التسرع فى اتخاذ أى قرار خاص بالصحف القومية لما لها من حساسية فى تركيبة الصحافة المصرية وسيتم عقد اجتماع موسع سنقدم فيه ورقة عمل خاصة بالمجلس الأعلى للصحافة كما ستقدم نقابة الصحفيين ورقه أخرى خاصة برؤيتها بعد أن أجرت العديد من الحوارات مع رؤساء تحرير هذه المؤسسات والمحررين العاملين داخلها كما سيضم الاجتماع مجموعة من خبراء الصحافة والإعلام يقدمون أوراق عمل لتطوير العمل فى هذه المؤسسات. وحول سعى جماعة الإخوان لبسط نفوذها على الصحف القومية قال عيسى: أعتقد أن هناك فصيلا من الإخوان يسعى للسيطرة على هذه المؤسسات ولكن ستكون هناك مقاومة لأى تيار يريد أن يسيطر لأن الأهم هو التطوير الذى يريدون تطبيقه بالصحافة المصرية ومدى قدرته على النهوض بصاحبة الجلالة والسعى بها قدما إلى الإمام.