أكد سامح شكرى، وزير الخارجية، أن المعادلة الدولية أصبحت أكثر تعقيدًا، وأن الأمر لم يعد يقتصر على العلاقات بين الدول فحسب، بل أصبح للكيانات من غير الدول «non-state actors» دور ملموس على الساحة الدولية. وأضاف خلال كلمته بحفل تخرج الدفعة ال47 للملحقين الدبلوماسيين اليوم الخميس، بالمعهد الدبلوماسى في القاهرة: "تنوعت أشكال هذه الكيانات، ما بين جماعات عابرة للحدود، وشركات متعددة الجنسيات، ومنظمات إرهابية تتخفى بستار الدين، ومليشيات مسلحة، فضلًا عن مؤسسات الجريمة المنظمة". وأشار إلى أنه لم تعد قضايا الحرب والسلام وحدها على مائدة مفاوضات الدول، بل تعددت الموضوعات محل الاهتمام العالمى، فتشمل قضايا مكافحة الإرهاب والتطرف، وموضوعات البيئة وتغيرات المناخ، وقضايا أمن الطاقة، وجهود مكافحة الهجرة غير الشرعية. وأكد أن الدبلوماسية لا تعترف بمن يكتفون بالعمل داخل الغرف المغلقة، وإنما تعتمد على استقاء المعلومة من مصدرها الأصلى، والوقوف على طبيعة الأحداث على أرض الواقع، فضلًا عن التواصل مع كل الأطراف ذات الصلة. واستطرد: "البيئة الدولية الجديدة أصبحت تفرض على الدبلوماسى أن يكون متعدد المواهب بما يمكنه من الإقناع والتواصل مع مختلف الأطراف في إطار من المؤسسية والمهنية"، بالإضافة إلى دوره في رعاية مصالح المصريين بالخارج بما في ذلك أعباء ومسئوليات جديدة تشمل الإشراف على الانتخابات التي يتم تنظيمها في سفارات في الخارج، فضلًا عن ضرورة الاهتمام بدور المواطن المصرى في الخارج في دعم الاقتصاد والاستثمار في وطنه الأم. وشدد على أن الدبلوماسى المتميز لا يعمل بمعزل عن مجتمعه، فالتحديات الراهنة تفرض ضرورة التنسيق والتفاعل بين الدبلوماسية ومنظمات المجتمع المدنى.