سهام مفيد بضيق بالغ: مش معقول كده أبدًا يا حمادة ؟!! أووووف... حمادة معد البرنامج الشهير: إيه بس ياست الكل كفى الله الشر؟ إيه اللى منرفزك كده ع الصبح ومطلع زرابينك؟!! سهام مفيد مسترسلة: يعنى إيه تبقى انت أكبر معد في البلد ومعاك طقم من أجدع المعدين والصحفيين في مصر والبرنامج نسبة مشاهدته بتقل يوم عن يوم؟!! حمادة أبو زيادة: ده طبيعى خالص.. لأن هناك دراسات كتير في أوربا والدول المتقدمة بتقول إن البرامج من النوعية اللى بنقدمها، أو بمعنى أدق.. اللى زى بتاعتنا دى بتبقى موضة وبتشد مشاهدين كتير في أول ظهورها وبعدين الجمهور بينصرف عنها لأنه "مودي" بطبعه بيبحث عن الإثارة والغرابة اللى من الصعب جدًا إننا نفضل نقدمها له بنفس المستوى في كل الحلقات... سهام مفيد بعصبية شديدة: إيه الكلام الفارغ اللى انت بتقوله ده يا بتاع انت ؟!! أنا سهام مفيد إنت عارف يعنى إيه سهام مفيد ؟!! يعنى الشهرة.. يعنى الجمال والجرأة... يعنى الحلاوة.. يعنى لازم البرنامج بتاعى يبقى ولعة.. نار.. والمشاهدين يستنوه قبل ميعاده من أول النهار ويتفرجوا عليه أول مرة وفى الإعادة كمان، مش قادرين ع الشغل قولوا لى العباقرة ما فيش أكتر منهم في البلد دي.. وكلهم متلقحين ع القهاوى وقاعدين ع الأرصفة مش لاقيين ياكلوا، وهايرضوا ويبوسوا أيديهم وش وظهر بعُشر مرتباتكم اللى انتم عمالين تلهفوها عمال على بطال دي.. وتجيبو لى تراجع في نسبة المشاهدة وبلا أزرق على دماغكم.. شدوا حيلكم بسرعة لحسن ودينى أفوركم كلكم.. أنتم فاهمين ولا لأ ؟!! فوجئ كبير المعدين حمادة وسهام مفيد بالمعد وليد شديد يهرول ناحيتهما بسرعة صارخًا: وجدتها.. وجدتها.. حمادة مستوقفًا وليد بيده: إيه يا عم انت رايح فين وإيه هي دى اللى انت وجدتها؟! وليد شديد موضحًا الأمر للمذيعة سهام مفيد وحمادة أبو زيادة: وجدت الجديد اللى هايخلى كل المشاهدين يرجعوا يلتفوا تانى نحون البرنامج ونسبة المشاهدة تزيد أكثر من الأول، لأ.. وهايخلى حبايبنا الحلوين يرضوا عننا كمان ويمكن يساعدونا بإعلانات من ناس تبعهم عشان الأمور ما تبانش يعني.. سهام مفيد وقد كاد صبرها ينفد: بطل رط يا جدع انت وهات المفيد.. عندك إيه؟ انجز.. وليد شديد متحدثًا بفخر: بصى يا ستي.. دى رسالة من واحد اسمه سامح أبو وردة ساكن في السويس في شقة حقيرة تحت الأرض ومضروب بالنار عنده شلل رباعى وإصابة في العمود الفقرى والفقرات القطنية متنيلة بستين نيلة وعامل بحث حالة وكاشف عند أكثر من استشارى ووزارة الشئون الاجتماعية بتقول إنه غلبان ويستحق الشفقة والإحسان وكمان مراته بتشتغل في البيوت خدامة وبتجرى عليه هو وعياله وصاحب الشغل حاول يغتصبها أكتر من مرة وهى في كل مرة تقول أصبر عشان ما اقطعش أكل عيشى و... وهنا قاطعته سهام مفيد منفجرة: انت مجنون يا جدع انت ؟!! انت حمار البعيد؟! أديك بالجزمة يعنى ؟! انت جايبه من أنهى داهية الثور ده يا حمادة ؟!! ما إحنا قدمنا حالات منيلة بستين ألف نيلة أكتر من الحالة المقندلة بتاعتك دى وشحتنا عليهم لما شبعنا.. صحيح إحنا عملنا في الأول سبوبة حلوة وأستكنا شوية بواكي، بس الناس قلوبها بقت حجر صوان وزادت عليهم البلاوى وماعدش بياكل معاهم الكلام ده.. يعنى هانبقى زى العيان اللى بيضرب في ميت.. فهمت يا بجم ؟!! وليد شديد وقد افتر ثغره عن ضحكة صفراء: يا سلام يا ست الكل.. يا سلام لو صبر القاتل ع المقتول كان مات لوحده، أنا مش قصدى اللى انت فهمتيه سعادتك ده خالص، أنا قصدى إن الراجل ده يعتبر معجزة عصره إذ مع كل البلاوى اللى هو فيها دى كاتب في آخر الرسالة جملة جميلة جدا بيقول "وأرجو المساعدة بمبلغ ربع مليون جنيه.. وتحيا مصر". سهام مفيد وقد بدأ عقلها يلتقط إشارات وليد شديد: انت قصدك إن الراجل ده رغم كل ظروفه الصعبة دى محوش ربع مليون جنيه ومخبيهم عن كل اللى الناس اللى معاه ومن كثر حبه للبلد قرر يتبرع بيهم لصندوق "تحيا مصر".. الله أما صحيح بنى آدم وطنى بحق وحقيقي.. ولازم نعمل له حلقة ع الهوا مباشرة.. من ناحية عشان نظهر فيها وطنيته، ومن ناحية تانية عشان نزنقه برضه وما حدش من الناس المحتاجين اللى ناحيته يؤثر عليه ويرجع في كلامه ويحرجنا.. يا سلام.. علاوة ألفين جنيه لوليد شديد حالا يا حمادة.. عفارم.. عفارم.. آدى المعدين العباقرة والصحفيين الجهابذة اللى بيخافوا على أكل عيشهم ويحافظوا عليه. حمادة معترضا: بس يا جماعة أنا أظن انكم فهمتوا الموضوع غلط.. أكيد الراجل ده مش قصده كده، وقصده إن هو اللى محتاج المبلغ ده عشان يعمل العملية بتاعته واللى هاتخليه يمشى تانى على رجليه. سهام مفيد حاسمة الموضوع: بس نقطنا بسكاتك انت.. تفهم إيه انت في الوطنية؟ أو في الأمور دى ؟! انت نسيت الولية اللى اتبرعت بالحلق بتاعها وكان كل حاجة تملكها في الحياة لصندوق تحيا مصر قوم ربنا كرمها وعوضها خير والمحافظ طلعها تحج على نفقة الدولة ؟! يمكن الراجل ده فكر أنه لما يعمل كده الدولة تتبنى موضوعه وتسفره بره على حسابها يعمل عمليته وتؤمر له بمعاش شهرى كمان.. عربية وكاميرات فورا وأوردر ع السويس حالا. تذهب سهام مفيد وطاقمها إلى السويس ويستقبلها أهالي المنطقة الفقراء بالتكبير والزغاريد والحمد والشكر لله أنه منّ أخيرا على جارهم الكسيح واستجاب لدعواته وبعث له من ينقذه من عذابه، تظل سهام مفيد طوال الحلقة تمتدح في سامح أبى وردة وفى وطنيته وأنه يجب على كل الناس أن تحذو حذوه وأن تسلك مسلكه والرجل وأهله في استغراب كبير، حتى وصلت سهام مفيد إلى الجملة التالية: والآن حانت لحظة الحقيقة أعزائى المشاهدين لحظة التضحية الكبرى لحظة الاستجابة لنداء الوطن، حيث يتبرع الأخ العظيم سامح أبو وردة رغم ظروفه العصيبة وحالته التي تصعب على الكافر لصندوق "تحيا مصر" بربع مليون جنيه.. وقبل أن تكمل بقية كلامها يفاجأ الجميع بسامح أبى وردة وقد شهق شهقة عظيمة ثم خر مغشيًا عليه لتأخذ الكاميرا "كلوز" على وجهه وقد أغمض عينيه ثم تنتقل على وجه زوجته التي انطلقت مولولة لاطمة خديها: سامح أبو وردة مات خلاص يا مصر.. روحى ياشيخة منك لله.. ربع مليون جنيه إيه اللى نتبرع بيها لصندوق تحيا مصر يا لهوي.. إحنا لاقيين ناكل !! حسبى الله ونعم الوكيل فيك انت والبرنامج بتاعك ربنا ينتقم منكم قادر يا كريم...