001 ألف مسيحى يتمتعون بجميع الحقوق وكنيسة لكل 005 شخص آية الله قمى: نحترم السيد المسيح والتلاحم بين الشيعة والمسيحيين موجود منذ الأزل البطريرك ساركسيان: نصدر جريدة يومية ولدينا أديرة وكنائس وجمعيات خيرية وأندية ونواب فى مجلس الشورى الإسلامى الآراكى: المسيحيون يشاركون فى الحسينيات وقدموا شهداء كالمسلمين مساعد وزير الخارجية الإيرانى: الإيرانيون يعتزون بمواقف البابا شنودة الثالث ويقدرون دوره الوطنى ليس من سمع كمن رأى.. هكذا كان لسان حال أعضاء الوفد الشعبى القبطى الذى زار إيران مؤخراً ليكتشف «الوجه الآخر» للجمهورية الإسلامية، فهذه الدولة بها 001ألف مسيحى يتمتعون بجميع حقوقهم، لدرجة وجود كنيسة لكل 005 مواطن، وتدفع الدولة تكاليف ترميم الكنائس من الميزانية العامة ، «ڤيتو» كانت هناك ومن خلال اللقاءات المتنوعة مع شخصيات إيرانية مختلفة، أدركت مدى التسامح الدينى واحترام الإيرانيين للسيد المسيح روحياً كتقديرهم للنبى محمد، عليهما السلام. واللافت أن مسيحيى إيران يرفضون وصفهم ب«الأقلية» لتمتعهم بالحقوق كافة التى يتمتع بها المسلم الإيرانى. «ڤيتو» التقت خلال الزيارة بآية الله السيد قمى، مساعد آية الله على خامنئى للشئون الدولية، فقال: الثورة الإسلامية الإيرانية أحدثت تجانساً بين جميع أبناء الشعب، ونحن نكن فائق الاحترام والتقدير للسيد المسيح «عليه السلام»، كما نتواصل روحياً مع النبى محمد «صلى الله عليه وسلم» نتواصل مع عيسى عليهما السلام، والقرآن الكريم يحتوى على ألف آية تحث على التواصل والحوار. مضيفاً: المستكبرون من النظام العالمى الجديد - ينهبون ثروات المسلمين والمسيحيين معاً، وهم من جعلوا ثلث سكان العالم -7 مليارات نسمة- تحت خط الفقر، وهناك صراع محتدم بين هذه الفئة المظلومة وبين المستكبرين الطغاة، ونحن - فى إيران - نقف فى صف الفئة المظلومة فى العالم، كما أن المصير المشترك يجمع بين أصحاب الديانات فى هذا الصراع، ويجب على جميع المظلومين الاتحاد ضد الطغاة وضد هيمنة النظام العالمى، فلم يعد مقبولاً سيطرة دولة واحدة على مجريات العالم. ويواصل قمى: أوروبا والولايات المتحدة اتهموا الثورة الإيرانية بأنها لن تنظر إلى تكنولوجيا العصر، ونقول إننا فى خلال 33 سنة من الثورة الإسلامية استطعنا أن نجعل القضية النووية نموذجاً للتطور العلمى، لذا فالغرب يغتال علماء إيران فى مجالات النانو تكنولوجى والصواريخ والبيئة، ونحن نؤمن بأن طلب العلم فريضة، وسوف نواصل مسيرتنا العلمية فى المجالات جميعاً بشبابنا الذين ولدوا بعد الثورة، وهذا التطور العلمى هو سبب اعلان الغرب الحرب على إيران، وقد حدث تطور كبير فى مجال التعليم، فقبل الثورة الإسلامية كان عدد طلاب الجامعات 571 ألف طالب، والآن 4 ملايين و006 ألف طالب جامعى فى إيران. قمى استطرد قائلاً: الغرب اتهمنا بأن الثورة الإسلامية تعزل المرأة، ونقول لهم: إن الطالبات يمثلن 56٪ من عدد طلاب الجامعات، و03٪ من هيئة التدريس نساء فى مجالات متعددة، منها: النانو تكنولوجى والطب والهندسة، فى حين أن نسبتهن فى ألمانيا 71٪ فقط، كما أن المرأة وصلت رتبة الفريق فى الجيش الإيرانى، ولدينا 96 جنرالاً من النساء، و7وزيرات ومساعدة لرئيس الجمهورية، و04 ألف سيدة فى المجالس البلدية، كما أن المرأة عضو فى مجلس الشورى الإيرانى. وأشار إلى أن الاتهام الثالث الذى وجهه الغرب للثورة الإيرانية هو أن الأقليات الدينية سوف تتعرض لمشكلات كثيرة موضحاً: نقول لهم إن مجلس الشورى الإيرانى يضم نواباً من الأقليات اليهودية والمسيحية والزرادشتية، وفى إيران كنيسة لكل 005 مسيحى، فى حين أن كل 0054 لهم مسجد، ويوجد لدينا 07 ألف مسجد منها 21 ألف مسجد للسنة، مع أن السنة يمثلون 01٪ من تعداد مسلمى إيران. واختتم القمى كلامه قائلاً: التلاحم بين الشيعة والمسيحيين موجود منذ الأزل، فقد قدم المسيحيون شهداء - كالشيعة - فى أحداث الثورة الإسلامية، ويحتل المسيحيون مناصب رفيعة بالدولة، ولا نعارض وجودهم ضمن أطقم المشروع النووى، والعبرة ليست بالتبعية للدين، ولكن للكفاءة فى التخصص. مسيحيون.. فى «الحسينيات» أما آية الله محسن الآراكى - الأمين العام للمجمع العالمى للتقريب بين المذاهب الإسلامية فقال ل «ڤيتو»: المسيحيون فى إيران لهم حقوقهم، طبقاً لما قاله الإمام «على بن أبى طالب» «لهم ما علينا»، وينص الدستور الإيرانى على أن «أتباع الديانات لهم نفس الحقوق التى يتمتع بها الإيرانى المسلم»، والمسيحيون يشاركون فى العمل السياسى، وأثناء الحرب الأمريكية على العراق قدم المسيحيون شهداء كالمسلمين تماماً، وحقوق المسيحيين مصونة، لذا لم نسمع عن أى مشكلة بين المسيحيين والمسلمين». وأضاف: ولشدة التلاحم بين المسلمين والمسيحيين، فقد شاهدنا المسيحيين يشاركون فى إقامة العزاء أيام عاشوراء، والتى نحتفل فيها بذكرى استشهاد الإمام الحسين بن على بن أبى طالب، وهى التى نسميها «الحسينيات». ماذا يقول نواب الأقليات؟ التقت «ڤيتو» بخمسة نواب بمجلس الشورى الإسلامى، يمثلون الأقليات، ثلاثة منهم مسيحيون، وعضو يمثل اليهود، ونائب للزرداشتيين، وأكد النواب المسيحيون الثلاثة أن المسيحيين الأرمن والآشوريين يختارون نوابهم فى البرلمان، وأن أول إمام شيعى فى إيران كان طبيباً مسيحياً أرمينياً، والدستور الإيرانى يقر بحقوق الأرمن، كما أن أول معاهدة تمت بين الأرمن والإمام على بن أبى طالب محفوظة فى مدينة أصفهان الإيرانية ولم يسجل التاريخ الإيرانى أى حالة اعتداء على مسيحى، خصوصاً بعد الثورة الإسلامية. كما يقر الدستور الإيرانى الحرية للمسلمين والمسيحيين، ونحن نقيم المؤتمرات المسيحية ويفتتحها الرئيس أحمدى نجاد، ولدينا نص فى الدستور يؤكد أن النائب البرلمانى هو نائب عن السبعين مليون إيرانى، وتخصص الجمهورية الإيرانية ميزانية خاصة لأنشطة الكنائس جميعاً ولرعاية المسيحيين سياسياً وثقافياً، ونحن لا نحتاج لبناء كنائس جديدة، حيث يوجد 002 كنيسة لمائة ألف مسيحى، كما توجد لدينا مدارس خاصة يدرس فيها أبناؤنا الدين المسيحى واللغة الأرمينية، ويصدر الأرمن الإيرانيون ثانى أقدم جريدة فى إيران وهى «آليك» وتعنى «أمواج». وفى لقاء بأسرة تحريرة «آليك»، قال رئيس تحريرها: ل«ڤيتو»: الجريدة تعد مركزاً ثقافياً للأرمن فى إيران، وتصدر يومياً وتطبع 4 آلاف نسخة، وهى الوحيدة باللغة الأرمينية، وتضم مساحة باللغة الفارسية. كما نصدر مجلة باللغة الفارسية كل ثلاثة أشهر واسمها «بيمان» وتعنى «عهد»، وللأرمن ساعة يومياً فى الإذاعة الفارسية، تبث مواد ثقافية وأدبية والفكر الأرمنى. ومن مقر الجريدة إلى أراراط، وهو مركز ثقافى ورياضى للأرمن، حيث التقينا بمدير المركز الذى بادرنا قائلاً: كما ترى فهذه ملاعب لكرة القدم والسلة والتايكوندو، وهذه المباراة بين فريقين من البنات، والأرمن متميزون فى عدد من الرياضات والأنشطة الموسيقية والمسرحية، ولنا مسرح خاص بنا، ويعمل المسيحيون الأرمن فى جميع المجالات التجارية والصناعية. وفى ختام زيارتنا لمركز «أراراط» كانت صالة الأفراح الملحقة به تشهد حدثاً سعيداً، فقد كان حفل زفاف أرمنى، ليس فيه محجبات، والبنات يرتدين ملابس أوروبية ويرقصن على أنغام الموسيقى الصادحة. اقتربنا من فتاة بالحفل تدعى «سالى سالموف» وهى خريجة هندسة قسم عمارة تعرفنا بها فقالت: أنا مسيحية أرمينية، ولا أشعر بضغط لأرتدى الحجاب فى الشارع، والمجتمع الإيرانى يكفل للجميع الحرية المقيدة بالقانون، أنا أعيش مثل أى فتاة فى إيران. فى المقر البطريركى الإيرانى وفى البطريركية، التقت «ڤيتو» ب«الخليفة» ساركسيان، و«الخليفة» لقب يطلقه الإيرانيون على أى رئيس دينى وهو رئيس الأساقفة لإبراشية جنوب وشمال البلاد فى إيران للإيرانيين الأرمن، رحب بنا وتحدث إلينا باللغة العربية الفصحى قائلاً: ميزة إيران كدولة ومجتمع تأتى من التاريخ القديم، فهى مهد الحضارات والتعايش، إيران تهتم بالحوار بين الكنائس وبين المجتمعات، ويوجد بها مراكز للحوار بين الأديان ومركز حوار بين الثقافات، والحوار نمط حياتى فى مجتمعنا اليوم. مضيفاً: للأرمن وجود قوى وتاريخى فى إيران، يعود إلى قرون قبل ميلاد المسيح، وهى من ضمن ما يطلق عليه «هندواوربيان» والأرمن فى إيران من عرق واحد، ويبلغ عدد الأرمن حوالى 001 ألف فى إيران، وتوجد 3 ابراشيات أرمينية، ويوجد دير انشئ فى 7061م فى أصفهان، وتوجد كنائس قديمة ومتاحف، ولدينا أديرة فى أذربيجان، والكرازة جاءت إلى إيران بعير تيدوس «رسول المسيح فى القرن الأول»، ولدى الأرمن نائبان فى مجلس الشورى الإسلامى، و92 جمعية خيرية رياضية واجتماعية وثقافية، وخمس جمعيات نسائية، ويوجد 21 خورياً وآرشميندساً، ولدينا جريدة يومية وهى «آليك» ولنا نوادى خاصة للآرمن مثل «أراراط» بالاضافة إلى 12 مدرسة فى طهران، وسبع كنائس أرمينية أرثوذكسية و4 معابد، وتوجد فى طهران 41 كنيسة، وفى كل إيران 003 كنيسة أرمينية أرثوذكسية و001 كنيسة كاثوليك آشورية، ويرتبط الأرمن بعلاقات متميزة مع السلطات، وعلاقة مع الرابطة الثقافية والعلاقات الإسلامية، ومركز حوار تحت اشراف وزارة الثقافة، والعلاقة مع المجتمع هى علاقة حوار. والحوار ليس للحوار النظرى، ولكنه للعيش المشترك، فهو حوار كيانى وليس فقط ظاهرة، ولا يكون الحوار داخل الجدران، ولكن لابد أن نذهب للقاعدة الشعبية «نشعبن الحوار» ونخلق ثقافة حوارية شعبية داخل المجتمع، ونريد نقل الحوار الإسلامى - المسيحى للمجتمع. ويواصل: نحن لا نحب كلمة «أقلية» نحن اصحاب الأرض، وقد يكون هناك بعض الصعوبات، لكن اللافت للنظر هو أن الفكر الإيرانى يحل المشكلات من جذورها، فمثلا فى قضية الأحوال الشخصية قامت الدولة الإيرانية بتشكيل لجنة بأصفهان لحل الخلافات بين الطوائف، وهذه فكرة عظيمة، وعندما تحدث مشكلات يكون الحل بالقانون، وليس هناك مشاكل طائفية فى إيران، وترميم الكنائس هو مسئولية الدولة التى تنفق ملايين الدولارات على ترميم الكنائس وإعادة بنائها والكنائس تدار فى «غيران» من خلال منظور قومى، وآخر كنيسة رممت كلفت الدولة 52 ألف دولار أمريكى، وبنينا كنيستين جديدتين بعد الثورة والدولة تساعد فى البناء، وهناك بعض الأصوات التى تقول كيف تعطون أموال الإسلام للكافرين وهؤلاء أقلية، ولكن الدولة الإيرانية مصرة على موقفها. البابا شنودة الثالث .. حى فى إيران! شعبية البابا شنودة الثالث فى إيران لم تتأثر برحيله حقيقة تخرج بها بسهولة، بعد سبعة أيام من التجول فى لقاءات رسمية وشعبية بين العاصمة طهران محافظة أصفهان، فبمجرد أن تعرف بأنك من أقباط مصر، حتى يذكر على الفور اسم البابا شنودة الثالث، الذى يحظى بحب كبير، لموقفه الوطنى الثابت بمنع الأقباط من زيارة القدس وهى تحت الاحتلال الإسرائيلى، كما يعتز عدد من المسئولين هناك بموقفه المعلن من قيام دولة إسرائيل، حيث فند فى كتاباته فكرة «شعب الله المختار». وقد عبر السيد حسين أمير عبداللهيان- مساعد وزير الخارجية - عن تقديره لدور ومكانة البابا شنودة الذى لم يحد قيد أنملة عن موقفه الوطنى والفكرى من قيام دولة إسرائيل، وأن الإيرانيين يعتزون كثيراً بقداسته، الاشارة المتكررة لهذا الحب عبر عنها أيضاً نائب الآشوريين بمجلس الشورى الإسلامى السيد يونزان بيتروس أكوللا، وأيضاً نيافة المطران سركسيان- رئيس أساقفة طهران للأرمن الأرثوذكس - وغيرهم، الأمر الذى حفز القس عيد صلاح - راعى الكنيسة الإنجيلية الثالثة بالمنيا - أن يعرض على معاون وزير الخارجية تقديم كتابات البابا شنودة وقساوسة الكنيسة الإنجيلية التى كانت أول من وقف ضد إسرائيل لاهوتياً لتترجم إلى اللغة الفارسية مما يزيد من تقارب الشعبين. الوفد الشعبى المسيحى - الذى زار إيران - ضم: القس عيد صلاح - راعى الكنيسة الإنجيلية الثالثة بالمنيا - والدكتور حمدى صموئيل - استشارى التنمية الكاثوليكى، رئيس مركز المليون لحقوق الانسان - وهانى الجزيرى، وأكرم عونى، والكاتبة الصحفية مارى رمسيس، والدكتورة عايدة نصيف - أستاذ الفلسفة. وقد أجرى الوفد حوارات مع قيادات دينية إيرانية ترسخ للتسامح والمحبة.