" تَمهَل قليلًا يا الله أريد أن أسكب دمع هاتين اليتيمتين في فنجان "صاحب السعادة " ! أريد أن ألقى بذاتى من النافذة كى أقفز على رأس هذا الرجل صاحب الكرش المُنتفخ الذي قال لي صديقى ذات يوم أن به أقوات المساكين " أريد أن أنظر لمرآتي في وضعها المعكوس ربما أرى شيئًا لم أره من قبل. تَمهَل قليلًا ياالله فأنا أرغب في تصفيف شعرى على شكل "كعكه " لأُدفن رأسي في جريدتنا المترهلة واضعة نظارتى على أرنبة أنفي ؛ محاولة تسجيل احتجاجي لتصريحات هؤلاء ممن تركوا القلم و أمسكوا بالطبلة ! تَمهَل قليلًا يا الله امنحنى مسافة من الوقت ؛ كى أحيا أريدُ أن أرجم طُغاه ؛ لا يحسون الظلم ويجهرون بالإدعاءات على طريقتهم "الرنانة " ! امنحنى حق الإصغاء لأنين طير ؛ يعض على شفتيه من الألم وينوح في وجه شجرته تلك التي هي مسكنه. يا الهى أطلق "كَرمَك " في عروقي تعسًا لها مشاعر البشر يكتسيها البُخل ! وتزداد قتامتها كل يوم " " على عَتبة الأيام ؛ أُسَدد نفقات جنازتى مُقدمًا ليس هناك داع للعجلة للعمر شعر مُستَرسَل ؛ يغزوه خيط عريض من اللون الرمادي ونحن الآدميون أبناء الدنيا بحاجة إلى رثاء بعضنا أحيانًا ! نحن الآدميون بحاجة إلى شذوذ هندامنا أحيانًا ! وتدخين أشعارنا بين الوجبات. " تَمهَل قليلًا ياالله امنحنى زمنًا إضافيًا فأنا الآن وعلى مقربة من كهفين وبيت رملي ؛ أتحسس أشلاء طفل مزقته الحرب و احتضنه الموت في غير رحمة ! اتركنى قليلًا ؛ كى أبتسم في وجه سمراء تُطل قارتها من عينيها. و أقرأ الأسف جيدًا بوجهها المنحوت. " يد عجوز ترتعش في غرابه مُلقاه على كَتف صبية عشرينية ؛ أدنو من لمعتها الظاهرة فأجدها دمع جسد ؛ أغفله الرخاء وتزوجته الوحشة. أقرضنى عمرًا أبيضًا ياالله كى أدلل رغبتها في العيش أو حتى أشاطرها العزاء ".