إن المجتمعات التى تسعى إلى إيجاد مكانة لها بين الأمم لا بد أن تهتم بالعلم والتعليم بشكل دائم وتطوير مستمر، ويعتبر العلم فى حياة المجتمعات أساس البناء والنهوض بها لمواكبة التطورات التى يشهدها العالم، ولكن العلم والتعليم بدون تربية حقيقية ليس لهما أى قيمة فى مجتمع له عادات وتقاليد، لذلك على الجميع فى المجتمع الاهتمام بالجوانب الأخلاقية والتربوية للأفراد على قدر الاهتمام بالتطور العلمى، فالعلم والأخلاق يسيران جنبا إلى جنب فى رحلة بناء المجتمعات.. وبعد عرض أسباب التدنى وبعض مقتراحات الحل للتعليم فى مصر فى الجزئين السابقين للمقال استكمل باقى مقترحات الحل لأهم وأكبر مشكلة تمر على مجتمعنا المصرى "التعليم". علينا الاهتمام بتنمية روح القيادة وكيفية صنع القرار والتشجيع على العمل من خلال فرق العمل من خلال المناهج التى تدرس للطلاب وأن يكون هناك قياس مستمر، لأن أهم مشاكلنا فى سوق العمل الآن تتمثل فى غياب القائد الحقيقى وعدم القدرة على اتخاذ القرار، والإحساس بالغربة والقلق المستمر من العمل وسط المجموعات.. ولا بد أن تعتمد المناهج الدراسية على البحث والعرض والابتكار المستمر، والحد من أسلوب الحفظ والتلقين.. والسعى على إنشاء بنك الطالب، لتجميع أفضل مشروعات واقتراحات طلابية لجميع المراحل التعليمية وكيفية استثمارها وآليات التنفيذ بمشاركة أصحاب الفكرة.. مع فتح قنوات اتصال بين المؤسسات التعلمية الحكومية والخاصة بشكل منتظم حتى لا يشعر أحد أن هناك تفرقة بينه وبين الآخر وأن كل فرد فى المجتمع له دور مكمل للآخر وعلينا جميعنا بناء مجتمع مترابط بعادات وتقاليد وقيم وأن التربية تسبق التعليم. ولا بد من الوقوف عند المعلم، أهم أساس فى العملية التعلمية، والاهتمام بتنميته وتطويره المستمر وتعظيم دوره فى المجتمع، ولا بد من إعادة النظر فى مستوى المعيشة له، فهو فرد ينتمى للمجتمع ويؤثر ويتأثر ويحمل أمانة لا تقدر بمال.. وضرورة الاستفادة من مستجدات العصر ومستحدثات تكنولوجيا المعلومات لتوفير مصادر تعليم جديدة. كل ما ذُكر ليس بمستحيل وأن بداخلنا الكثير والكثير من الأفكار والأساليب للتطوير وتصحيح مسار التعليم فى مصر، وبصوت عال وبصرخة قوية منى أنا.. نحن المصريين جميعا نحتاج لقائد وقيادات تعلم أن كل ما فُقِد كان كثيرا ولا وقت للصراعات والنزاعات والتصريحات العقيمة بامتلاكنا الثروات والمصادر لأننا بدون تعليم سنفقد كل ما نمتلكه، وأن التعليم هو بمثابة جهاز المناعة لأية أمة، فكلما ضعف اقتربت النهاية، وكلما زاد قوة كان التقدم والرقى. من يعمل من أجلك يا وطنى الغالى مصر.. ينقش اسمه من نور فى تاريخك العريق، ومن يعمل لنفسه يطويه النسيان مهما خلف وراءه من كنوز.. لك الله يا مصر.