وقفت عند خبر غاية فى الأهمية، "قالت صحفية (كريستيان ساينس مونيتور)، الأمريكية: مصر جاءت فى ذيل الترتيب العالمى للتعليم حيث احتلت القاهرة المركز 139 عالميا من بين 144 دولة وذلك وفقا لما جاء فى تقرير المنتدى الاقتصادى العالمى للمنافسة العالمية 2012 - 2013"!! وفى خبر آخر "الفلبين ضمن أفضل عشر دول فى التعليم"!! حالة من الحزن العميق بداخلى جعلتنى أتذكر أجددنا المصريون القدماء واهتمامتهم بالعلم والتعليم، وسجلوا أول خطوة فى تقدم الحضارة الإنسانية باختراع الكتابة التى كان لها الفضل فى نشر التعليم مبكراً، وسجلوا حضارتهم عن طريق لغتهم القديمة وتراثهم العريق، وأيضاً رفاعة الطهطاوى وعلى مبارك رائدى التعليم، وطه حسين واهتمامه بتطوير التعليم ومجانيته.. كما تذكرت أن طبقة الأثرياء المصريين يفضلون جلب المربيات والخادمات من الفلبين. والسؤال هنا: لماذا وصلنا لهذا المستوى المتدنى غير المقبول، وهل أصبح التعليم غاية ووسيلة للحصول على شهادة تكون مسوغا للتعيين فى وظيفة حكومية أو أداة للبحث عن وظيفة خارج البلاد، ولماذا تدنت نظرة المواطنين إلى المؤسسات التعليمية الحكومية وشاعت بينهم ظواهر سلبية تستهدف تعويض ما يستشعرونه من نقص فى تلك المؤسسات مثل الدروس الخصوصية والغش فى الامتحانات؟ فالتعليم يقوم فى أى مكان من العالم على محاور أو عناصر أساسية، ويمكن من خلالها أن نقف على بعض أسباب تدنى مستوى التعليم المصرى وتتمثل فى إدارة المنظومة التعليمية، المناهج الدراسية، المدرس، المدرسة أو الجامعة ، والطالب". من الوضح للتصنيف الحالى لوضع التعليم أن هناك انهيارا إداريا ممتدا منذ عقود ويحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة وكاملة، وأن هناك كارثة حقيقية يجب الاعتراف بها وإعادة النظر فى "المناهج التعلمية"، والحشو دون التركيز على هدف، وأن هناك فجوة واضحة بين محتويات المناهج ومتطلبات سوق العمل.. "والمدرس" أساس البناء بأسلوبه الذى يؤثر فى نفس الطالب لسنوات العمر، ويمكن أن نقسمه إلى ثلاث شرائح الأول صاحب الرسالة والذى يسعى دائماً لتقديم الرسالة التعلمية بكل إخلاص تحت أى ظروف، الثانى الذى يقدم الرسالة كتحصيل حاصل نظرا لسوء أحوال المعيشة فى البلاد، والثالث الذى يستثمر الرسالة التعلمية بالدورس الخصوصية والتقصير فى العمل الأساسى فى مكان تلقى العلم. "المدرسة أو الجامعة"، والتى أصبحت فى مصر مكانا لحشر الطلاب وبظروف لا تشجع على تلقى العلم فى عصر العولمة والتطور التكنولوجى المستمر.. "والطالب"، الذى عجز عن إخراج ما لديه من مواهب وقدرات خلاقة قد لا تكون موجودة فى غيره، وقد تكون نادرة جداً، وذلك خوفاً من مقابلة تلك المواهب بالسخرية أو الاستهزاء أو حتى العقاب، وتحول عقله لمخزن معلومات يخرجها فى ورقة الإجابة وتنتهى بعدها بلا عودة.