علي الرغم من انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية والتعليم الأجنبي والخاص إلا أن التعليم العام كان مفتاح الأمل للتقدم والتنمية علي مدار السنوات السابقة.. أفرز نظام التعليم في الخمسينيات والستينيات حتي الثمانينات علامات بارزة في المجالات العلمية المختلفة.. ولمع الكثيرون في الجامعات العلمية العالمية حيث حصل عدد منهم علي جوائز كثيرة وعلي رأسها جائزة نوبل في مجال العلوم والآداب. وفشلت الدروس الخصوصية والمليارات التي تنفقها عليها الأسرة المصرية في إخراج جيل جديد قادر علي خلق فرص العمل لنفسة والمنافسة في دول الخليج التي بنيت علي أكتاف خريج زمان الذي قدس العلم والمعلم فتربي في المدرسة علي القيم والأخلاق التي رفعت من شأنه في جميع دول العالم "أبيض وأسود" رصدت المفارقة بين خريج زمان وخريج اليوم علي أرض الواقع وفي الحياة العملية. في البداية يقول أحمد السيد عبدالحليم بأن التعليم زمان كان يخرج الموهبين في كل المجالات والعلماء الأفزاز بدون أي دروس خصوصية لانها كانت قديماً عاراً علي الطالب الذي يحصل عليها أما الآن فهي امتياز يتفاخر بة الطلبة أمام بعضهم البعض. ويضيف محمد سعيد طالب بأن الدروس الخصوصية الآن حولت العملية التعلمية التي كانت تقوم علي التربية أولاً إلي تجارة بين الطلاب والمدرسين تسببت في الكثير من المشاكل أقلها عدم احترام المعلم الذي كان له قدسية كبيرة زمان والآن أصبح مجرد مقدم خدمة للطالب يعطيه مقابلها. وتطالب مديحة محمود ربة منزل بعودة الضرب للمدارس لأن التعليم زمان كان فيه ضرب ومن ثم هيبة للمدرس الذي كان يربي قبل أن يعلم.. وتؤكد سحر سعد مهندسة علي أن عدد المتعلمين زمان كان قليلا ولكنهم كانوا علامات كل في مجاله ولكن الآن هناك آلاف بالجامعة ولكنهم أصبحوا عاطلين لا يبحثون عن عمل ولا يطورون أنفسهم لسوق العمل. ويقول رامي نجيب تاجر بأن التعليم زمان كان له هيبة كبيرة حيث ينظر إلي المتعلم علي أنه "متربي" ولكن حالياً الدروس الخصوصية جعلت التلميذ يعامل المدرس باحتقار لأن يعطية نظير تعليمة وتؤكد سارة عاطف محامية علي أن جيل المتعلمين زمان كان يقدس العملية التعليمية علي عكس جيل مدرسة المشاغبين الذين لا يرغبون في التعليم ولكنهم يبحثون عن قضاء وقت ممتع ولذلك فقليلاً ما تجد المبدعين والمفكرين والعباقرة في هذا الجيل. وتشتكي راندا أبوالوفا محاسبة من اختفاء القيم الاخلاقية السامية التي كان يفرزها المدرسون في تلاميذهم زمان.. وتحول التعليم إلي مجرد بضاعة يقدمها المعلم الذي تحول إلي تاجر نظير ثمن. وتقول سهير عبدالله بأن نظام التعليم القديم أفرز عباقرة وقيادات عملاقة والنظام الحالي أفرز شباب النت والستالايت الذي يفتقد للقيم والأخلاق. وتؤكد سناء سيد ربة منزل بأن المجاميع زمان كانت صغيرة والكل يجد لة مكاناً في الجامعة ولكن حالياً المجاميع كبيرة ولا تدخل سوي المعاهد.. والعبرة بالتربية التي كانت عنوان التعليم زمان وحالياً تم إلغاء التربية وأصبح التعليم هو الأساس فقط. التربية أولا ومن جانبه يقول الدكتور محمد زيدان الاستاذ بكلية التجارة جامعة المنوفية بأن التعليم زمان كان مقترنا بالتربية والاخلاق وغرس القيم النبيلة في عقل وقلب التلميذ حيث كان التلميذ يخشي الأستاذ والمدرس أكثر من والده ولكن حاليا تجرأ الطلبة علي مدرسهم الذي دفعته الظروف لمد يديه لاستسلام مقابل الدروس الخصوصية بل ان بعضهم يذهب للتلميذ في منزلة مما يقلل من هيبه الأستاذ ويصعب علية مهم التربية وتوصيل الأفكار واقتصر دوره علي توصيل المعلومة فقط.. وتري سحر الخلال موجه قسم بإدارة القاهرةالجديدة التعلمية بأن المناهج الحالية تختلف عن مناهج زمان حيث تحتاج المناهج الدراسية الحالية إلي طرق وأدوات تدريس جديدة لم يتسلح بها الكثير من المدرسين مما تسبب في فجوة بين المدرس والتلاميذ أما في السابق فكان هناك توافق كبير بين المناهج والمدرسين والتلاميذ.. وتؤكد يسر فهيم مدير مدرسة ثانوي بإدارة غرب شبرا التعليمية علي أن الدروس الخصوصية دون هذا الجيل الاتكالي الذي لا يبذل جهداً للنجاح وذلك علي عكس الجيل القديم الذي حارب حتي تعلم وتسلح وتفوق وتغلب علي ظروفه. تشير الدكتورة نادية شريف استاذ التربية بمعهد البحوث التربوية والتابع لوزارة التربية والتعليم بأن التعليم الحالي يعتمد علي الحفظ والصم الذي لم يعد يناسب العصر ولكن التعليم زمان اعتمد الطلاب علي انفسهم وليس الدروس الخصوصية للبحث والاجتهاد وقدم لمصر عباقرة ومفكرين.