استضاف اتحاد الكتاب فرع وسط الدلتا بطنطا، الروائية نفيسة عبد الفتاح لمناقشة أحدث روايتها تراب أحمر بحضور لفيف من مبدعي وسط الدلتا، منهم: الروائي إيهاب الورداني رئيس فرع الاتحاد والناقد، والكاتب محمد حمزة العزوني، وأدار الندوة الكاتب والناقد أحمد طايل. وقد أكد إيهاب الورداني في ورقته النقدية التي حملت عنوان "إشكالية التجنيس وتداخل الأنواع في تراب أحمر "أن الإبداع عمل ذاتي لا يحده شكل ولا يصطفيه موضوع، وأن كل نص روائي له منطقة وفلسفته وسؤاله، ويتساءل الورداني ما الذي فرض هذه البنية المراوغة التي كلما ارتحت إلى توصيفها تحولت إلى بنية أخرى، هل هو انعكاس لواقع الوطن بعيد ثورتين؟ أو أنها رد فعل على الواقع المتردي لدول العالم الثالث الزاخر بالفساد ونهب الثروات والجوع والمرض وكل آفات البنيات السياسية والثقافية والاجتماعية التي تقتك بك ويؤكد الورداني أن النص يدين الجمود السياسي بمصر ودول العالم الثالث وأن الرواية تنفتح على أزمنة وأمكنة بما يمكن تسميته رجرجة الماضي والحاضر للوقوف على اللحظة الراهنة. وأكدت الشاعرة هناء جودة في مداخلتها النقدية التي حملت عنوان "تراب أحمر.. استكناه الذات في مرآة الآخر" أن تجربة الإغتراب تأتى عتبة رئيسية في مضمون الرواية تصنع ضغوطاتها ومفارقاتها مجهرا تسلطه الكاتبة على تحولات النفس البشرية مؤكدة أننا لسنا أمام رواية سرد موضوعى خالص أو سيرة ذاتية خالصة ترسم فيها الأحداث بريشتى المكان والذات فتتماهى تشكلاتهما معا ليصنعا نسيج الرواية متسائلة هل يحق لنا أن نصنف تراب أحمر ضمن أدب الرحلات؟ مشيرة إلى أن أدب الرحلات يعتمد على جغرافية المكان وظواهره بينما تراب أحمر ضفرت بين كل العناصر "المكان والزمان والبشر والتفاصيل والحكايات والزرع والحيوان والأشباح"، مؤكدة أن هناك تراسلا للفنون وتداخلا للأجناس. بينما رفضت القاصة هانم الفضالي مقولة إن الرواية أدب رحلات مؤكدة أننا أمام عمل روائي من الطراز الأول ومشيرة إلى أن الكاتبة قدمت قيما ومثلا عالية تظهر عظمة المرأة المصرية في مواجهة التحديات وأن المصريات هن بنات ناعسة التي يضرب بها المثل في الصبر وقالت الفضالي إن جوهر النص يكمن في جملة "التراب العفي غير قادر على إلغاء تأثير الطقس المغاير" وهى جملة قيلت عن شجرة العنب التي لا تثمر مثلت المعادل الموضوعي للزوج والزوجة وتشير الجملة إلى عدم القدرة على التكيف والارتباط الروحي بالوطن مؤكدة أن الوجه الآخر تمثل في المصرية التي تخلت عن كل قناعاتها بمجرد مغادرة الوطن.