»كانت الفراشات الكبيرة الألوان والنقوش البديعة في كل مكان، أما قوس قزح فهو قادر بكل تأكيد علي الإبهار أصبحت لود الثعابين الضخمة والنمور والتماسيح التي يقف بها الباعة الجائلون عند البوابة تثير رعبي«.. هكذا صورت »نفيسة عبدالفتاح« في روايتها الأولي »تراب أحمر« الجو الذي عاشته في زامبيا لمدة عامين.. ناقش الرواية في ندوة »نقابة الصحفيين الأسبوع الماضي الأساتذة: فؤاد قنديل، د.مصطفي الضبع، د.حسام عقل.. واختلف فؤاد قنديل مع رؤيته للرواية بأنها تعتبر من أدب الرحلات، أما د.الضبع فأشار إلي أن الرواية نص أدبي يختلف تماما عن أدب الرحلات الذي يقدم المعلومة لذاتها يبني النص الروائي يقدم المعلومة منقوصة لأنها ليست مقصودة بذاتها ومؤكدا أنه يقرأ للكاتبة للمرة الأولي وأنه مما يحسب لها أنه أمتلكت جرأة الكتابة عن المكان وأن الذين فعلوا ذلك قاموا بدور تنويري بعدها مشيرا إلي تجربة الطهطاوي مؤكدا أنه قرأ رواية »شهرازدية« وأننا أمام شهرزاد المتطورة وليست القديمة حيث كانت شهراد القديمة تحكي لتحمي نفسها من القتل بينما شهرازد الجديدة تحكي لتحمي نفسها من الانهيار وأشار (الضبع) إلي أن الكاتبة كانت جريئة في اختيار اللون الأحمر لعنوان روايتها خاصة أنه يتماشي مع عناوين عدد من الروايات الكبيرة مثل »اسمي أحمر« للكاتب التركي »أورهان باموق« مؤكدا أنها عبرت بصدق عن التجربة وأنها أثارت عدة إشكاليات منها الدبلوماسية المصرية في الخارج وتعاملات أفراد الجالية المصرية مؤكدا أن الطامة الكبري كانت في شيخ الأزهر الداعية الذي لا يجيد الانجليزية وأكد أن كارثة مصر تكمن في »الادارة« من خلال طرح شخصية المدير المصري وأضاف أن الرواية بدأت بصوت المدير وانتهت أيضا بصوته وكأنه يعلن أن صراع الخير والشر سيستمر. أما الروائي فؤاد قنديل فاختلف مع د.مصطفي الضبع من خلال تأكيده علي أن هذه ليست رواية ولكنها أدب رحلة بامتياز ولو تقدمت بها الكاتبة لجائزة فسوف تفوز بها بجدارة وأوضح أن الكاتبة كانت حريصة علي تقديم المكان والزمان والتفاصيل والحكايات والزرع والحيوانات والأشباح وأوضح أن عنوان الرواية ليس أن هناك ترابا أحمر في زامبيا ولكن أنها تشير إلي أراضي أفريقيا كلها التي يحمل ترابها اللون الأحمر وأضاف أن النص له الفضل في التوجه إلي أفريقيا التي ذكرها عبدالناصر واهتم بها وتركناها نحن منذ 30 عاما وأعطيناها ظهورنا فأعطتنا هي أيضا ظهرها.. وأضاف قنديل أن ملايين المصريين ومنهم مبدعون وكتاب يسافرون خارج مصر ولا يكتبون عن تلك البلاد مشيرا إلي أن الكاتبة بدأت مباشرة من قلب التربة ويحسب للعمل عدم وجود ثرثرة. أما الناقد الدكتور حسام عقل فقال: هذه الرواية فيها حنين جارف للوطن كما أن المقدمة والإهداء بها عبارات رومانتيكية وأن الساردة لم تبدأ بضمير المتكلم فبدأت بضمير الجمع ثم تدريجيا استخدمت ضمير الأنا الأنثوي.. والرواية تتحرك علي ملمس نفس رائع بمذاقات الاغتراب والبعد عن الوطن حيث يحضر الوطن بقوة كما أنها لا تخلو من الحس البوليسي الذي أعطي الرواية حسا تشويقيا رائعا وأكد د.عقل علي أن الرواية تتوزع في ثلاث مساحات هي التاريخ وأدب الرحلات والسيرة الذاتية وأن القصة أنقذت ماء وجه الحركة الأدبية بعد ثورة 25 يناير حيث إن كل ما كتب كان نصوصا تقديرية موضحا أن رواية »تراب أحمر« تحمل عبارات رومانسية لكنها تتحدث عن الزمن وتعطينا مفاتيح للقراءة وأن المفارقة والدهشة أمور تميز الرواية وأنها أظهرت قدرة المرأة المصرية علي التصرف في وقت المحنة ولم تخل من خفة الظل وأن الرحلة إلي أفريقيا أعادت اكتشاف عنصر الهوية بداخلنا وهذا ما نراه من مقاطع تتحدث عن الاستماع إلي صوت الأذان وتلاوة الشيخ مصطفي اسماعيل لآيات القرآن الكريم.. الرواية صدرت عن دار الوئام للنشر. وقدم الندوة الزميل الصحفي عادل سعد. بركسام رمضان