واحدة اسمها زينب مهدى أو زينب المهدى انتحرت... رحمها الله، ليه بس كده ده كده كفر والعياذ بالله.. انتحرت ليه دى كانت بنت كويسة والله.. آه، أكيد الإخوان "المقرفين" هم السب في قتلها.. كانت تلك معظم ردود الأفعال الغافلة عن إقدام فتاة في مقتبل حياتها على الانتحار والتخلص من الحياة التي صارت حملا ثقيلا ونقمة بعدما كانت نعمة ! تغافل الجميع عن أساب هذا الحدث الجلل والذي له وقع مؤلم في النفس لا بسبب أن تلك الفتاة، لم أكن أعرفها شخصيا بالمناسبة، مشهورة أو ناشطة سياسية أو إخوانية سابقا ثم منشقة ثم مكتئبة ثم يائسة حتى وصلت لشفا الانتحار.. إن الكارثة الحقيقية في ذلك هو انتحار أفضل ما فينا، نعم هم كذلك، الشباب الطاهر النبيل الذي خرج لمواجهة ظلم مبارك وفساد وإفساد نظامه القمعي ثم وجد ثورثه تُباع بثمن بخس مناصب معدودة ومقاعد وضيعة بين الإخوان وأركان نظام مبارك... ثم جاهد هذا الشباب مجددًا لإسقاط دولة المرشد الهشة، متمنيًا أن تعم المواطنة وروح العدل وفريضة المساواة في دولته الجديدة فإذا به يجد الاتهام بالخيانة صار مرادفا طبيعيا ومنطقيا له إن لم يكن من المؤيدين والمصفقين والمنافقين على طول الخط ! للأسف لم يهتم الإعلام بزينب وغيرها من الشباب الذي ينحره يوميًا تراكم الغضب والإحباط والتململ المكبوت من تفشى الظلم وقهر الآمال ووأد الأحلام، فقط اهتموا بالست الفاضلة هيفاء وفستانها التي لم تكن ترتديه أو ربما نسيت ارتداء معظمه على خشبة الأكاديمية... طبعًا ليست أكاديمية علمية أو فكرية أو ثقافية أو تربوية والعياذ بالله، بل أكاديمية الأحضان والقبلات والمياعة والتجارة بالبشر وبالعقول البلهاء التي تتابع الوهم راضية مرضية بحماقتها وهروبها من واقع أسود إلى وهم أحمق أبله. ومن تكون زينب تلك... فتاة وانتحرت.. عادى يعنى... لم يدركوا أن تلك المسكينة، رحمها الله رحمة واسعة، ربما فعلت ذلك بنفسها وشبابها احتجاجا على عصر العبث والهلوسة والعجز الذي نعيشه والمزايدة على الوطن في كل شىء، لم تجد سوى جسدها المسجى ليذكرنا جميعا بذنبنا وخطيئتنا وتقصيرنا كمجتمع ونظام في احتواء أنبل وأطهر من أنجبت مصر من شباب يناير وما بعد يناير، لم ينقلبوا إرهابيين أو مدمرين للوطن بل قضوا في سلام أو انتحروا في الصبا أو انزووا في ركن بعيد ناقمين على حظهم العاثر في هذا البلد الغافل أهله... أخشى ما أخشاه أن يتحول بعضهم لقنابل موقوتة مملوءة يأسًا وإحباطًا فتنفجر في الجميع ! ولقد صادف انتحار زينب، حدث جلل آخر ولكنه جلل محبب ومنعش ومبهج وهو ظهور وتجلى أرداف الست هيفاء على الهواء وحصريًا في قدس أقداس الأكاديمية ! طبعًا لم ولن تحظى زينب أو أي زينب بواحد على مليون من الاهتمام بالفاضلة هيفاء وأردافها التي شغلت العرب من المحيط للخليج الذين يشغلون أنفسهم دومًا بنميمة الجنس والحكاوى الحمراء والحبوب الزرقاء حتى يتخلصوا نهائيا من عجزهم الجسدى والفكرى والنفسى عن مواجهة حالهم المتردى في أخاديد الوهم منذ أمجاد يا عرب أمجاد والأرض بتتكلم عربى... خلاص الأرض بتتكلم عبرى وإنجليزى وداعشى ولكنهم مازالوا في وهم وطنى حبيبى الوطن الأكبر.... حقًا صار أكبر في استيراد الراقصات والعرايا من روسيا وأرمينيا وحتى أمريكا اللاتينية، ربما كان لظهور الست هيفاء بهذا الشكل بعد عروبي نبيل حتى تثبت أن مجد العرب ما زال باقيًا حتى ولو بالأرداف ! حق للعالم أن يفعل بنا ما يشاء أو يعتبرنا كائنات نادرة. في الألفية الثالثة ! [email protected]