قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الأحد: إن بلاده عازمة على التصدي "بكل حزم وقوة"، لكل من يحاول "إشعال الحروب الطائفية أو المذهبية وتشويه صورة الإسلام والمسلمين". وأضاف العاهل الأردني، في خطاب العرش خلال افتتاحه أعمال الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة ال 17، أن الحرب على ما وصفها بالتنظيمات الإرهابية وعلى الفكر المتطرف "هي حربنا، فنحن مستهدفون ولابد لنا من الدفاع عن أنفسنا وعن الإسلام وقيم التسامح والاعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب". واعتبر أن كل من يؤيد الفكر التكفيري المتطرف أو يحاول تبريره "عدوّ للإسلام وعدوّ للوطن وكل القيم الإنسانية النبيلة"، مشيرا إلى أن التنظيمات المتشددة تشن حربها على الإسلام والمسلمين قبل غيرهم. وأوضح الملك عبد الله من جهة أخرى، أن الدين الإسلامي براء من التنظيمات التي قتلت المسلمين والأبرياء والنساء والأطفال، ودعا الملك المجتمع الدولي إلى التصدي للتطرف في المذاهب والأديان الأخرى، مؤكدا أن بلاده ستبقى كما كانت على الدوام ملاذا لمن يطلب العون، ومدافعة عن الحق، ولا تتردد في "مواجهة التطرف والتعصب والإرهاب الأعمى". وفيما يتعلق بالنزاع السوري، قال العاهل الأردني - في خطابه - إن الحل الوحيد يتمثل في التوصل إلى اتفاق سياسي شامل، بمشاركة جميع مكونات الشعب السوري، مشيرا إلى أنه في ظل غياب مثل ذلك الحل، فإن الصراع الطائفي سيكرس على مستوى الإقليم، وفق ما قال. يذكر أن الولاياتالمتحدة باشرت على رأس ائتلاف دولي في الثامن من أغسطس، شن حملة غارات جوية على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية داعش في العراق، ووسعت في 23 سبتمبر، نطاق العمليات الجوية لتستهدف مواقع التنظيم في سوريا بدعم من خمس دول عربية تشمل الأردن وقطر والسعودية والإمارات والبحرين. وأثارت سيطرة مسلحي داعش على مناطق واسعة في غرب العراق، على مقربة من الحدود الأردنية، التي يبلغ طولها نحو 181 كيلومترا، قلق ومخاوف الأردن من تمدد عناصر التنظيم المتشدد إلى المملكة. أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فأكد عبد الله الثاني، أن الأردن سيستمر في التصدي بشتى الوسائل للممارسات والسياسات الإسرائيلية الأحادية في القدس، والحفاظ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، "حتى يعود السلام إلى أرض السلام" - حسب قوله. ومن المقرر، أن يستأنف الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني مفاوضاتهما غير المباشرة قريبا في القاهرة، في مسعى لترسيخ وقف إطلاق النار.