مسلمون وأقباط فى حب النبى، هكذا يعيش أهالى قرية أبا الوقف البلد بالمنيا منذ عشرات السنين، احتفلوا بالمولد النبوى بحلاوة الحب علىمدى 7 ساعات. فرحة الأطفال والكبار لم تتوقف طوال اليوم، ومعها فيض من ذكريات الآباء والأجداد، وكالعادة فالسلفيون قاطعوا الاحتفالات، واعترضواعليها، والإخوان اختفوا عن المشهد، أما الصوفيون فظهروا بكثافة من خلال الطريقتين: البيومية والرفاعية. «فيتو» حضرت الاحتفالات، والتقت الحاج عزت النحاس وابن عمه إبراهيم حيث كانا يتضاحكان ويرويان ذكرياتهما على مدار 04عاما فى المولد - وأوضح لنا الحاج عزت أنه يحرص على ارتياد المولد كل عام، حيث يستقل العربة الكارو مع الأطفال والنساء ويطوفون القرية مؤكدا أن طقوس الاحتفال بالمولد يشترك فيها المسيحيون مع المسلمين. أما زغلول الجزار فيؤكد أن الاحتفال زمان كان يسبق يوم المولد بشهر كامل، فتقام الملاهى والسيرك وكانت البلدة تستضيف الرحالة والزائرين من جميع القرى المحيطة بقريتنا، وفى يوم المولد يتم توزيع الحلوى والمشروبات والكشك المطبوخ واللحم على الجميع، وكان أصحاب المهن يطوفون البلدة، جزارون وبناؤون وخبازون ونقاشون وفلاحون، ولكل هتافه واحتفاله على طريقته. المقدس عماد يوسف مهنى - بسعادة بالغة - يقول : اصطحب أطفالى منذ سنوات ونطوف بالمولد ونهنئ إخواننا المسلمين، جميعنا يحب النبى، وقلة الاقبال على المولد فى البلدة هذا العام ترجع لحزن الجميع على شهداء بورسعيد، وفى احتفالنا بمولد العذراء يتواجد المسلمون بكثافة بجبل الطير ودير الجرنوس، ويقوم المسلمون بنحر الذبائح وتوزيع اللحوم على المسلمين والأقباط، لكن زكى محمد فراج - شيخ الخفراء منذ 04 عاما - له دور مختلف - يقول عنه : كانت مهمتى هى تأمين الأهالى والآلاف المتوافدين على القرية من المدن المجاورة، كنا نشارك الجميع فرحتهم، والأقباط كثيرون فى احتفال المولد النبوى لسنوات طويلة، فنحن جميعا نؤمن ببركة النبى وبركة أولياء الله الصالحين، ويسخر المهندس سمير عطا بقوله: لم يستطع أى متطرف منع احتفالاتنا ولا محبتنا، حاولوا مناشدة عمدة القرية بمنع الاحتفالات لكنه رفض رفضا قاطعا، قالوا له إنها بدعة، ولكن فرحة الأقباط والمسلمين تعطى للاحتفال طعم ومذاق الحب بيننا جميعا. مشهد رائع رأيناه، الأقباط يعانقون المسلمين فرحا بالمولد، يشاركنا فيه شيخ البلد محمد الطوابى بقوله: كنا أطفالا وكبرنا معا على مدى عشرات السنين، نفس الحب ونفس الفرحة، جمال عزيز يتدخل باسما : فرحتى كقبطى بالمولد لا تقل عن فرحة أشقائى المسلمين، أيا يكون الموقف فإننى احصل على اجازة فى هذا اليوم وأطوف ببيوت جيرانى المسلمين ويارب فرحتنا تدوم. جئت من الإمارات خصيصا للاحتفال في قريتنا بالمولد، يوضح أحمد الفشنى،، ويقول: أجمل ما فى الاحتفال هو ترديد الصلاة على النبى والصلاة فى المساجد، لكن مصطفى شعبان «سلفى» يرى أن «هذا الاحتفال بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار، وحاولنا منع الاحتفال بالمولد وفشلنا لأنه تراث وعادات منذ عشرات السنين».