المعبد الإخوانى مليء بالأسرار والخبايا، والعيش بداخل المعبد، الذى يطلق عليه «تنظيم الإخوان» ، كالسراب على حد وصف ثروت الخرباوى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، الذى قالً: «كانت آخر أيامى فى تنظيم الإخوان هى أسعد أيام حياتى، ويا لها من أيام أدرك قلبى فيها أن تنظيم الإخوان كان سراباً يدفعنى نحو التيه». ويكشف الخرباوي في كتابه «سر المعبد» علاقة الإخوان بأمريكا على شكل حوار دار بينه وبين أحد قيادات الجماعة –رفض الإفصاح عنه-، قال فى جزء منه: هو أحد أعضاء مكتب الإرشاد من الإخوة الكبار أصحاب التاريخ، وكانت صلة نشأت بينى وبينه من خلال قضية أسندها لى لأحد أقاربه حين كنت فى الجماعة، ووفقنى الله فى القضية فزاد ذلك من أواصر المعرفة والتواد بيننا، وفى أحد الأيام الأخيرة من عام 2005، ذهبت إليه فى بيته بناءً على موعد بيننا، وفى هذا اليوم رأيته مختلفاً عن السابق، كان ثائراً، مهتاج المشاعر، ساخطاً، وبعد عبارات الترحيب ابتدرنى قائلاً «الجماعة بدأت تسير فى هذه الأيام ناحية طريق خطر» ، تعجبت قائلاً : «كيف» ، فقال: «علاقتنا بأمريكا أخذت فى التطور، بيننا الآن مراسلات واتفاقات، فقلت له: «هذا شيء طيب فى رأيى فأنتم فى أمس الحاجة إلى من يخفف عنكم الضغوط الأمنية التى تمارس عليكم. فقال لى: ولكن الاتفاقات تتجه ناحية تيسير طريقنا نحو الحكم، أمريكا ترغب فى أشياء تريدها منا ونحن نريد منها أشياء، وما تريده منا يخالف الثوابت التى دافعنا عنها لسنوات. فسألته: «ومن منكم يتفاوض مع أمريكا؟ فقال خيرت الشاطر وعصام العريان، وأحياناً يكون هناك أشخاص بأعينهم يقومون بمهام محددة ». فقلت له: وكيف تسكت على هذا الأمر، وكيف يسكت أيضاً الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور محمد حبيب؟!» فأجاب: هذه المعلومات متكتم عليها جداً، حتى إنها لا تصل إلينا ولا نناقشها فى مكتب الإرشاد، وإنما يقوم بها الشاطر من وراء ظهورنا، ووصلت لى رسالة من خلال بعضهم كانت مرسلة من أحد الإخوان المسئولين فى أمريكا إلى خيرت الشاطر بها بعض المعلومات الخطيرة ، هم يطلقون على خيرت BIG أى الرئيس والكبير أو المهم، لذلك الخطاب موجه إلى B . فقلت له : تعرف يا فندم أنا بعتبر أمريكا هى الشجرة المحرمة بالنسبة للإخوان. فقال: بمعنى؟ ، فأجبت قائلاً : بمعنى أنها إمبراطورية الشر فى العالم، شيطان البشر، تبحث عن الثمرات التى فى العالم لتلتهمها، أما ثمرتها هى فشديدة المرارة تجعل من يأخذها يجوع ويعرى، وتنكشف سوءاته، أمريكا إمبراطورية ظالمة طاغية مستبدة، أمريكا هى شجرة الظلم، وشجرة الظلم محرمة علينا جميعاً، لذلك إذا أراد الإخوان الاقتراب منها وقطف ثمرتها بالشكل الذى يفعلونه فسيفقدون نور دعوتهم وخيرية مقاصدهم . فقال لى: «والله كلامك صح، عندك حق خذ هذا الخطاب واقرأه، اقرأه لتنتبه إلى الخطر، لعل تنبيههم يحدث أثراً وينبه الغافلين، فقلت له : «كلامى الآن يثير نقمتهم وغضبهم، هم الذين لا يقبلون نصيحة ولا نقداً». فأخذت منه الخطاب، ثم انصرفت إلى حال سبيلى وفى بيتى فى جوف الليل أخذت أقرأ الخطاب الذى كان كارثياً. وكان نصه كالتالي : «Dear B» السلام عليكم ورحمة الله ، تحياتى وأشواقى لجميع الأخوة، أما بعد. كانت الجهود التى بذلها دكتور برونلى أثراً طيباً فى تقريب وجهات النظر، وظهر لى مستر إيريلى متعتنا إلا أننى أوضحت للأصدقاء الآتى: لن نغير خريطة المنطقة السياسية. نتعهد بالحفاظ على كل المعاهدات والاتفاقيات (أبدى الأصدقاء سعادتهم بتصريحات المرشد عن إسرائيل وقالوا عنه: «He is respectable man» . نقبل وجود إسرائيل بالمنطقة ( وقالوا إنه ينبغى ألا ننظر إلى إسرائيل كما تنظر إلينا، فلا هى محظورة ولا نحن محظورون) . أوضحت لهم إصرارانا على أن تقوم الإدارة الأمريكية بدعم التحول الديمقراطى بالمنطقة، وقد ظهر لهم من نتائج المرحلة الأولى أننا أصحاب الرصيد الجماهيرى . وأوضح الأصدقاء : سعادتهم بجرأتنا فى تناول قضية الحوار مع أمريكا وأن التناول كان واقعياً، إلا أنهم أبدوا استياءهم من مسألة أن الحوار ينبغى أن يتم عبر وزارة الخارجية المصرية، وقالوا :إننا ينبغى أن نتخلص من هذه النغمة . أوصوا بطرح مسألة الحوار مع أمريكا على أوسع نطاق حتى تصبح أمراً واقعياً، وقتها لن يبحث الناس عن شرعية الحوار، ولكنهم سيبحثون عن نتائج الحوار. يجب أن يقدم الإخوان الحزب، وأن يكون هذا خلال عام، وسيمارس الأصدقاء ضغوطاً على الحكومة للموافقة عليه . تدعيم الحوار مع الحزب الوطنى، والتنسيق معه فى القضايا الكلية، ولا مانع من الاختلاف فى الفرعيات . ضرورة الحفاظ على الكيان الحاكم، وعدم خلخلته دستورياً أو شعبياً، وعدم المساعدة فى أى تجمع يسعى إلى إحداث خلخلة للنظام . وينتظر الأصدقاء سفر الدكتور العريان إلى بيروت فى النصف الأول من ديسمبر، لإكمال الحوار، وإن لم يتم سيحضر إليكم صحفى أمريكى وسيقدم نفسه تحت اسم «جون تروتر» بوكالة «s.o.m» مطلوب منه أن يجلس مع الشاطر ومحمود عزت. حامل الخطاب الأخ حسان وهو من السودان، أرجو عدم الثقة بأى شخص من catr والسلام عليكم ورحمة الله ، أخوكم H.a ويكمل بقوله:قرأت الخطاب أكثر من مرة تأكدت أن كاتب الخطاب هو أحد الإخوان فى أمريكا، ويبدو أن معيشة الإخوة فى ظل اللغة الإنجليزية كان لها أكبر الأثر فى تدنى الثقافة العربية لدى إخوان الغرب، إلا أنني وقفت كثيراً عند الجمل التى تفيد أن الإخوان يستعينون بأمريكا من أجل الوصول للحكم. ويضيف الخرباوي: إنه بعد عامين من قصة الخطاب، أدلى عصام العريان بتصريح لجريدة الحياة اللندنية، قال فيه :إن الإخوان إن وصلوا للحكم سيعترفون بإسرائيل وسيلتزمون باتفاقيات السلام معها، موضحاً أن العريان قال نفس الكلام الذى كان مطلوباً منه، والذى تلقى التعليمات بشأنه من الخطاب المجهول، الذى وصل للإخوان من شخصية إخوانية مجهولة تعمل فى الخفاء مع الإدارة الامريكية، وهو ما كشف عنه عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط وهاجم العريان بسببه.