يدرك السجناء والمجندون في الشرطة والجيش وعمال السخرة, معني كلمة "جراية", كلفظ دارج لعدد معين من أرغفة الخبز يصرف لهذه الفئات, أما ( الجراية الجزائية) التأديبية فهي تعطى للسجين لمدة محدودة من الزمن بمقدار يمكنه من البقاء حياً، وبشرط ألا تكون مقترنة بالشغل. اما (اليمك) فهو (الغموس), ففي السجن يحتل الفول والعدس الصدارة, ثم الجبن والحلاوة الرديئة, في الإفطار والعشاء, أما الغداء ف«الطبيخ» سيد الموقف. حكومة الإخوان تؤدب الشعب ب"الجراية واليمك" واستمر هذا التقليد في صرف الجراية داخل السجون, وانتقل من وزير داخلية الي آخر, فشعراوي جمعة استخدم الجراية التأديبية مع الاخوان ليبقيهم علي قيد الحياة, الي النبوي إسماعيل الذي استخدمها مع اعضاء الجهاد الي حسن الألفي الذي استخدمها مع اعضاء الجماعة الاسلامية, وصولا الي حبيب العادلي الذي اقر بزيادتها الي خمسة ارغفة في اليوم, مع تغيير لنوعية الأطعمة التي تصرف للمساجين كتعيينات. ولأن قادة الاخوان المسلمين قد عاصروا شعراوي جمعة في السجون والجراية اليومية من (العيش) التي لا تتعدي ثلاثة ارغفة, والجراية التأديبية التي كانت رغيفا واحدا من (سحل العيش)- كما يسمونه- فقد ابتكروا ما اقره وزير التموين (باسم عودة) في حكومة هشام قنديل الاخوانية توزيع ثلاثة ارغفة علي كل مواطن مصري كل يوم, وذلك عندما اعلن وزير التموين والتجارة الداخلية، تطبيق الحكومة منظومة جديدة للخبز خلال شهرين من خلال توزيع بطاقات ذكية. الوزير«عودة» يشير إلى أن الحكومة لا تعمل من أجل الانتخابات، لكن لإصلاح منظومة «عانينا من فسادها وتتكلف 11 مليار جنيه»، مؤكدًا أن المنظومة الجديدة ستخصص 3 أرغفة لكل مواطن، وسيتم التوزيع في المخابز ومنافذ البيع في الأحياء. إذن فالشعب انتخب الإخوان من أجل (الجراية), وعوضا عن توفير الخبز وإصلاح منظومة تصنيعه, أصبح علي كل مواطن منا ان يستلم جرايته من شاويش السجن (أقصد من حكومة الإخوان), فالجراية كما يراها الاخوان واحدة من اساليب التهذيب والاصلاح, وهي(الجراية التأديبية), ولكن عن طريق الكروت الذكية, ولأن الشعب اصبح رهين الاخوان, واصبح مسجونا في سجون الاخوان, واصبح السجين الذي كان ينتظر كل صباح الجراية من سجانه هو السجان, ليصرف الجراية لشعبه, واصبح كل منا رهين جرايته, بالاضافة الي ان الاسلوب الجديد للاخوان هو سجن المصريين في منازلهم دون ان يدروا, فكل منا لديه اسرة, وعلي عدد افراد اسرته سيأخذ جرايته, من السجان الجديد وهم الاخوان. ولكن حبيب العادلي اقر بزيادة الجراية للمساجين من ثلاثة الي خمسة ارغفة, والاخوان اعادوها الي ايام شعراوي جمعة (ثلاثة ارغفة), فهل يخرج الشعب يوما الي المطالبة بعدل حبيب العادلي؟! وهل من الممكن ان يخرج علينا المرشد, في واحدة من نوبات ضيقه بالشعب المصري وكرهه لمعارضته, ليقرر علينا (الجراية التأديبية) كرغيف واحد في اليوم لكل مواطن؟ ام ترك هذا الامر لمسئولي الاسر الذين سيتولون توزيع خبز الجراية علي المواطنين؟! في عهد الاخوان اختفي (اليمك), ونري اسرا تحلق حول صناديق القمامة لمنافسة القطط والكلاب في طعامهم, وتمني كثيرون دخول السجن ليحصلوا علي الوجبات الثلاث, بعد تولي نظام "النحس" حكم البلاد.