· مسجد السجن مبني فوق ضريح حفيدة الرسول (صلي الله عليه وسلم) من أخطر السجون الموجودة في مصر سجن الاستئناف الذي يقع في منطقة باب الخلق خلف مديرية أمن القاهرة، ورغم أنه يعتبر من سجون «الترانزيت» أي الانتقالية، حيث يتم ايداع المسجونين فيه بعد الحكم عليهم مباشرة وحتي ترحيلهم إلي السجون الرئيسية، إلا أنه له أهمية خاصة نظراً لكونه السجن الوحيد في مصر من بين 30 سجناً - بحسب احصائية منظمة حقوق الإنسان لمساعدة السجناء - الذي يتم فيه تنفيذ حكم الإعدام، ويتم تنفيذ هذا الحكم في الثامنة صباحاً بواسطة «عشماوي» الذي يعمل في وظيفة مساعد شرطة، ويتم رفع العلم الأسود علي سارية تقع في نهاية الممر الموجود به غرفة الإعدام للدلالة علي تنفيذ حكم بإعدام إنسان. وقد فجرت والدة أحد السجناء بسجن الاستئناف وتدعي خيرية جاد علي مفاجأة من العيار الثقيل، حيث أكدت أنه يتم بيع مواد مخدرة داخل سجن الاستئناف، وأن البلطجية والمسجلين خطراً يديرون هذه التجارة علي مرأي ومسمع من المسئولين عن السجن، بل وبعض هؤلاء المسجونين «البلطجية» يدفعون رواتب ثابتة حتي يظلوا يمارسون تجارتهم داخل السجن ولا يخرجون منه، فقد أصبحت غرفة السجن بمثابة «الفرخة التي تبيض لهم ذهباً». وأكد خالد خليفة شقيق أحد السجناء بالاستئناف ان اللغة الرسمية في التعامل داخل السجن هي «علبة السجائر» فإذا أراد أخي أن يتحدث مع السجان عليه أن يضع في يده أولا علبة سجائر قبل أن ينطق، كما أنه علي كل سجين أن يسلم جميع الأغراض الخاصة به من ملابس وأوراق وأقلام قبل دخول السجن، والطعام الذي نعده لأخي لا يصله، ويقوم السجناء بشراء الأطعمة من حارس السجن لأنه من حق السجين أن يحصل علي 3 أرغفة مع كل وجبة، في حين أن مايحدث هو أنه يتم صرف رغيف واحد لكل ثلاثة سجناء، وأضاف: شقيقي المسجون علي ذمة قضية تعاطي وإدمان المخدرات، طلبنا أكثر من مرة عرضه علي مستشفي الأمراض النفسية إلا أن إدارة السجن لها رأي آخر. وروي خالد قصة طريقة عن المسجد الموجود في سجن الاستئناف قائلاً: هذا المسجد الصغير يضم ضريحا للسيدة فاطمة الزهراء بنت الحسين وحفيدة الرسول، ولم يتم هدم الضريح لبناء المسجد، بل تم بناء المسجد فوق الضريح، وهناك قصص يرويها السجناء حول ظهور السيدة فاطمة الزهراء وهي تبكي غاضبة أثناء تنفيذ أحكام الإعدام، كما أنها تظهر لبعض الصالحين والمظلومين داخل السجن. والتجارة والاستثمار لا تقتصر علي داخل السجن، بل تمتد إلي العقارات المجاورة له، حيث يتم تأجير البلكونات المطلة علي السجن لأهالي السجناء حتي يروا أنباءهم أو يتحدثوا معهم، مقابل من 15 إلي 25 جنيهاً في الساعة، رغم أن نوافذ السجن مساحتها 50سم للطول و70سم للعرض بالاضافة إلي شبكة الأسلاك المتقاطعة المضروبة علي النوافذ، وكأن هذا السجن مصمما لتنفيذ العقوبة مرتين قبل إصدار الحكم.