[email protected] تصادف يوم الجمعة الماضية مرور عامين على ثورة يناير ومئتي يوم على تولي د.مرسي حكم مصر, أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة يرون أن الثورة حققت كثيرا من أهدافها, ويكفي أننا سوف نحتفل بذكراها هذا العام ولا نهتف يسقط حكم العسكر لأنه سقط بالفعل على يد د.مرسي ويكفيه هذا وترى جماعة الإخوان أن هذا إنجاز لم يستطع المصريون تحقيقه على مدى مئة عام بل إن اردوغان في تركيا اتخذ هذه الخطوة بعد عشر سنوات من الحكم, إذن الإخوان يرون أن وجود د.مرسي في الحكم بانتخابات حرة هو من أهم إنجازات الثورة وبإقالته لطنطاوي وعنان قضى على الحكم العسكرى, على الجانب الآخر فإن جبهة المعارضة ترى أن الثورة لم تحقق أهدافها وأن الرئيس لم يف بوعوده سواء في مجال الأمن أو العدالة الاجتماعية أو وجود حكومة وطنية ودستور توافقي حتى إقالة طنطاوى وعنان, الإنجاز الذي تفتخر به جماعة الإخوان, تعتبر المعارضة أنه تم في إطار صفقة! لذلك فإن جماعة الإخوان كانت تُطالب بأن تكون ذكرى الثورة مناسبة احتفالية بزرع الأشجار وعلاج المرضى وتوزيع السلع المدعمة في حين أن المعارضة طالبت المواطنين بالنزول إلى الشارع لاستكمال الثورة هذا ملخص وجهتي نظر الحزب الحاكم والمعارضة لذكرى الثورة ومئتي يوم حكم للرئيس. ما بين هذا وذاك هناك الملايين من المواطنين المصريين كانوا يحلمون بعد الثورة في عيش وحرية وعدالة اجتماعية, في كوب ماء نظيف في رغيف عيش وأنبوبة بوتاجاز بلا معاناة في مسكن مناسب وفرصة عمل محترمة وتخيلوا أن ذلك من الممكن أن يتحقق في أيام وليس شهور أو سنوات ولكنه لم يتحقق. ما حدث ومازال من يوم الجمعة الماضية في كل محافظات مصر من أحداث مؤسفة تسببت في سقوط شهداء وتخريب وحرق للمنشآت العامة والخاصة يتطلب من الجميع وقفة صادقة مع النفس من أجل هذا البلد الذي لا يستحق ما نفعله به, المسئولية أكبر على الرئيس والحزب الحاكم في جمع شمل الوطن وإشراك كل القوى والتيارات السياسية في مسئولية إدارة مصر التى تستحق أن تكون في وضع أفضل بكثير مما هي فيه الآن ومصر تستطيع أن تكون في وضع أفضل مما هي فيه الآن والمصريون عانوا كثيرا ومن حقهم حياة كريمة، العناد ليس في مصلحة أحد بل إن الحكمة مطلوبة والعاقل من وعظ بغيره وتعلم من أخطائه ولابد أن يدرك أهل الحكم أن مصر بالفعل تغيرت وأن المصريين كسروا حاجز الخوف كما يجب على المعارضة أن تدرك أنه ليس من مصلحة مصر إسقاط النظام بالقوة فهذا يؤدي إلى الفوضى ولكن من مصلحة مصر أن يتم تقويم الحاكم ومساعدته في حكم البلاد بطريقة رشيدة, اللهم احفظ مصر وشعبها من الفوضى، اللهم آمين