تناول المواطن في مصر ومعظم دول الوطن العربي إفطاره وجلس أمام شاشة التليفزيون لتتعالى ضحكاته أمام صرخات الضيف في برامج المقالب المرعبة، ثم جلس يتابع الكثير من مسلسلاته المفضلة حتى جاء ميعاد مباريات كأس العالم فجلس متسمرًا في المنزل أو في المقاهي ليشاهد تلك المباريات بشغف حتى انتهت ثم رجع ليتابع باقي المسلسلات وإعادة مشاهدة الحلقات التي فاتته.. أما على الجانب الآخر فنجد إسرائيل تدك غزة بالغارات الوحشية لم يقابله أي رد فعل من الدول العربية المشغولة بأحداث أخرى، وبالرجوع إلى كتاب بروتوكولات حكماء صهيون نجد البروتوكول الثالث عشر بعنوان "تغييب وعي الجماهير" وفيه "كما سنلهي الناس أيضًا بأنواع شتى من الملاهي والألعاب والرياضات - انظر إلى هوس الشعوب بكرة القدم كما كتب قبل اختراع التليفزيون- ومزجيات للفراغ والمجامع العامة وهلم جرا.. إسرائيل خططت لذلك منذ أكثر من قرن، فهل ما يحدث على الساحة الآن من توالي سقوط الدول العربية أمام الهيمنة الصهيوأمريكية بداية لقرب تحقيق إسرائيل لهدفها الإستراتيجي.. دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وهل هي تستحق هذا الهدف لأنها خططت له بعناية وتركيز أمام ضعف واضح للدول العربية التي باتت لا تستطيع الدفاع عن نفسها أم سيحدث تغير في الوطن العربي ليكافح من أجل تفويت الفرصة للدولة الصهيونية لتحقيق هدفها؟ نتمنى ذلك..