جزيل الشكر للتليفزيون الأسترالى الذى ذكرنا فى أى دولة ظلامية نعيش، والشكر أيضا لأعضاء الكنيست الثلاثة زهافا غلئون، وأحمد الطيبي، ودوف حنين الذين أنقذوا كرامة دولة إسرائيل وكذلك الشكر لبعض وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان فى إسرائيل الذين حاولوا أداء مهامهم رغم أنف الجميع. لا يجب أن نشعر بالخجل العميق تجاه خيانة المسئولين لمهام وظائفهم ولكن علينا أن نقدم تقريراً عن الدور الأحمق الذى يقوم عليه نظام الحكم فى إسرائيل، إلى جانب منظمات الظلام وأنظمة القضاء المتعاونة مع النظام ومحررى الصحف الذين تحمسوا لعودة أيام "لجنة المحررين" المخزية والتى حاولت التكتم على الموضوع وكذلك الصحف والقنوات التى حاولت من تقليل شأن القضية إلى جانب جميع الوكلاء والمحامين وحراس السجون، والرقابة والشرطة والمحققين الذين علموا بالأمر والتزموا الصمت. شخص تم إخفاؤه فى إسرائيل، أنه ليس الأول وكما يبدو ليس الأخير، وربما أيضا ليس الوحيد فى الوقت الحالى، لقد لعبوا دور الفتى التافه تحت بند ضمان بقاء الدولة، وبناء على ذلك فإنه مسموح بفعل أى شيء مثل الاغتيال والقمع والتعذيب والاعتقال وتضليل الجمهور تحت زعم العمل على بقاء الدولة. إنهم يشوهون ملامحنا وسيأتى اليوم الذى يتضح فيه كم الأضرار العفنة التى توغلت فى المجتمع بسبب تصرفاتهم، لقد تم معرفة القليل عن قضية "بن زايجر" عميل الموساد الأسترالى الذى انتحر فى أحد السجون الإسرائيلية، ولا يوجد ما يبرر اختفاء هذا الشخص، كما أن ملابسات حياة وموت زايجر تنطوى تحت التراب ولم يتم معرفة أى شيء عن تفاصيل حياته بسبب التعتييم الذى اتبعه نظام الحكم فى إسرائيل والذى ليس له مايبرره أيضا، ربما يكون انتحر، ربما قتل، ربما خان أو لا. ولكن كيف نعرف؟ وهل سنواصل الاعتماد على ما يتم نشره لنا؟ ربما قد يكون هناك كثيرون مثل زايجر ولكن كيف نعرفهم وكيف نتوصل إلى أعدادهم وعلى من نعتمد فى تقديم التقارير إلينا، إن الفضل فى الكشف عن حقيقة قضية زايجر يعود لوسائل الإعلام الأسترالية، ولكن بالنسبة للعرب والفلسطينيين فليس لديهم من يقدم لهم الحقيقة، فالكثير منهم اختفوا والكثير منهم انتحروا وماتوا، وجميعهم فى طى الكتمان. وإسرائيل فى عام 2013 تعيش فى العصور الظلامية، إسرائيل الآن تشبه أعوام الخمسينات، ودم زايجر يصرخ الآن، فنحن لا نتحدث عن ملابسات حياته وموته ولكن نتحدث عن ما هو أعمق بكثير، فهذه القضية ليست قضية زايجر وحده ولكنها قضيتنا جميعاً ولكن غدا سوف تنسى. نقلا عن هاآرتس