السرطان وتساقط الأجنة والربو ..أكثر الأمراض انتشارا عرب أبو ساعد مجرد قرية صغيرة تبعد عن مدينة حلوان بمسافة 8 كيلو مترات فقط, ومع ذلك هى تتبع مركز الصف بمحافظة الجيزة, بعد إلغاء محافظة حلوان, ورغم مساحتها التى لا تتجاوز 21 كيلو مترا إلا أن صدور أهاليها البالغ عددهم 01 آلاف نسمة تستقبل يوميا كميات من الغازات السامة تكفى لإفناء ملايين البشر.. على نهاية طريق الأوتوستراد, تقبع القرية الحزينة بعيونها التى تذرف دماء الموت جراء إصابة معظم أبنائها بأمراض خطيرة يتصدرها السرطان وتساقط الأجنة وإصابة السيدات بالعقم, حيث تعج المنطقة بمئات من مصانع الأسمدة وفحم الكوك والأسمنت و قمائن الطوب. ويتصدر مصنع حلوان للأسمدة, قائمة مصادر تلوث المنطقة وإنتاج الأمراض السرطانية التى أصيب بها العديد من سكان القرية البائسة, وهو المصنع الذى أقيم عام 5002رغم أنف الأهالي, و كان المقابل - بحسب المصادر - رشوة وصلت لحوالى 52مليون جنيه وتعيين أبناء قيادات بوزارة البيئة ومحافظة القاهرة بالشركة, وهو ما ظهر فى طلب إحاطة قدم لمجلس محلى التبين, حيث يقع المصنع إداريا, بعدما صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 28 بتاريخ 51 مارس 4002 بإقامة المصنع, على عجل, دون النظر للتلوث المتخلف عنه! الدكتورة حنان الكردانى, أستاذ النساء والتوليد, بمستشفى حلوان العام, والباحثة فى علم الأجنة, كشفت عن مفاجأة غاية فى الخطورة, فقالت: "تعاملت مع العديد من الحالات المرضية الوافدة من قرية عرب أبو ساعد, وللأسف اكتشفت إصابة العديد من السيدات بسرطان عنق الرحم, وسرطان المبيض, وكذا ارتفاع حالات تساقط الأجنة والعقم, وهو ما قد يكون ناتجا عن استنشاق غازات مسرطنة و مواد أيونية مشعة. أما عصام عاشور, مستشار وزير البيئة, فقال: "نعمل على تعميم تجربة تشغيل مصانع الطوب بقرية عرب أبو ساعد بالغاز الطبيعى بدلا من المازوت الذى يخلف ترسيبات وأدخنة ضارة جدا بالصحة, وبالفعل تم تحويل 52% من عدد القمائن البالغة 004 والنسبة الباقية فى الطريق لذلك, الأهالي من جانبهم هددوا بقطع طريق الأوتوستراد للفت انتباه المسئولين إلى مأساتهم, وكانوا قد سبق وهاجموا مصنع السماد بعدما تزايدت حدة الملوثات التى تلقى أدخنتها بها إلى صدورهم, مؤكدين وفاة عاملين قبل فترة وجيزة, داخل بئر بالمصنع, وذلك اختناقا بسبب الروائح الخطيرة المتصاعدة منه! هاني أحمد عبد الله -طالب- قال: "نسمع عن إمكانية حدوث انفجار داخل مصنع السماد بسبب طبيعة الأجهزة الموجودة به, ونشتم روائح كريهة تكاد تخنقنا, ولا ندرى ماذا نفعل و نحن نرى أهالينا يموتون بين أيدينا والفاعل معروف"!الصغيرة العام الماضى, بعدما أصيبت بنوبات شديدة من الكحة، وعرفت من الطبيبة أنها أصيبت بمرض صدري خطير, كما أجهضت شقيقتي مرتين, فضلا عن الروائح الكريهة التى نشتمها صباح مساء"!