دجال قنا وفيلم «الكيف».. السحر علي ورق الكرنب فى ثمانينيات القرن الماضى, اشتهر بين اهالى قنا برجل الأسرار.. إليه يذهب المربوط والممسوس والمخاوى ومن فقد ثمينا, بحثا عن ضالة أو طلبا للشفاء والبركة.. هو الشيخ عبد الله - كما ينادونه - من فيلم الكيف استلهم طريقه, فسحر عقول البسطاء قبل أعينهم بفنون الكيمياء!! لأعوام عشرين, ظل الشيخ عبد الله هو ملاذ اهالى قوص وقراها, يعالجهم بالوهم مستخدما خلطات وتركيبات كيماوية تسحر العيون, قبل أن يسقط فى قبضة رجال الشرطة فى أثناء عودته الى مستقره بعد رحلة عمل فى قرية البياضية بالأقصر.. ول»فيتو» قرر الرجل فتح خزانة أسراره. والأغلال فى يده, بدأ الرجل كلامه :«نشأت فى أسرة بسيطة, شأنها شأن معظم الأسر فى الصعيد...لا تكف عن الحديث فى أمور السحر والشعوذة والجرى وراء الدجالين طلبا للشفاء...فرأيت كيف يتهافت الناس على مدعى السحر وفك الأعمال..وشاء القدر أن أشاهد فيلم (الكيف) الذى تم إنتاجه عام 1985 فكان مفتاح السعد». مواصلا, يقول الشيخ عبد الله: « تأثرت كثيرا بدور الفنان يحيى الفخرانى وكيف استطاع عن طريق الكيمياء أن ينتج شيئا له قيمة يدر عليه دخلا كبيرا من المال.. وقتها كنت متخبطا بين طرق الصوفية وما أسمعه من حكايات عن المشايخ...ولكنى جلست أياما أفكر فيما يمكن أن أفعله حتى أحقق الشهرة والمال وأستحوذ على عقول الناس.. فاستحوذ علىّ الشيطان وبدأت أبحث عن الأشياء البسيطة التى يمكن أن أخدع بها الناس وأسلب عقولهم.. وبالفعل كان لى ما أردت حتى تم إلقاء القبض علي, بعد أن حققت مبالغ مالية كانت ضخمة فى ذلك الوقت وتم إلقائى فى السجن ولكن لم يستطع احد أن يصل للحيل التى اتبعتها ولم أخبر بها أحدا طوال السنوات الماضية.» لبرهة يصمت الرجل ثم يقول:كنت ادهن وجهى بأكسيد البزموت فكان يعطينى شكلا جميلا ورونقا يستريح له الضحية, فيظن أنه أمام ولى من الأولياء, ثم أقرب من وجهى إناء مشبعا بالهيدروجين مدعيا أنى أقرأ على الماء فما يلبث أن يتحول وجهى إلى السواد الشديد وهو الأمر الذى يثير الفزع فيمن يجلس أمامى أيضا كنت اخلط مقدارا من الفسفور و6 مقادير من زيت الزيتون ثم أدهن بها وجهى ...و ادخل ومعى الضحية فى غرفة شديدة الظلام فيظهر وجهى منيرا ومخيفا يخرج منه لهب أزرق وتظهر العينين والفم كنقاط سوداء» ...كذلك كان رجل الأسرار يحضر أربع أكواب زجاجية ,يضع فى الأول ما يسمى بمسحوق الحمرة بكمية صغيرة حتى لا يلاحظها الجالس أمامه , وفى الثانى قليلا من الخل وفى الثالث بوتاس وفى الرابع قليلا من الشبة, فإذا وضع الماء فى الكوب الأول استحال لونه إلى الحمرة وهو يدعى قراءة العزائم ثم يفرغ محتويات الكوب الأول فى الثانية فيصير لونه اصفر غامق ...فيقوم بصبه فى الثالثة ومنها إلى الرابعة فيتحول الماء إلى اللون الأسود وهو يواصل القراءة مما يدل على وجود عمل سفلي.. ومن أوراق الكرنب المغلى كانت للرجل حيلة, حيث يضع الكرنب أمام الضحية...ثم يأتى بإناء آخر به قطرات غير واضحة من الأمونيا ويبدأ فى القراءة عليها ثم يصب ماء الكرنب على الأمونيا فيتحول لونه إلى الأخضر مما يدل على وجود عمل بالربط....