سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"استنساخ الآثار" كارثة تطيح بالاقتصاد وتهدد السياحة.. 60 مليار دولار دخل مدينة الأقصر ب"لاس فيجاس".. انتهاك الاتفاقات والقوانين الدولية بمساعدة مسئولين مصريين لتحقيق مصالح شخصية
حالة من الاستياء الشديد أصابت قطاع الآثار بأكمله، من ظاهرة جديدة تهدده، وتهدد أيضا قطاع السياحة، ومن ثم القضاء على أحد الأعمدة الرئيسية للاقتصاد المصري، وهي ظاهرة "استنساخ الآثار المصرية"، التي تجرأت العديد من الدول، وخاصة الصينوالولاياتالمتحدةالأمريكية، على القيام بها. تلك الجرأة غير المبررة، تدر أموالا طائلة للدولة القائمة على تنفيذها، منها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تحصد نحو 60 مليار دولار سنويا من استنساخ مدينة الأقصر كاملة، إلى جانب الصين التي تجرأت هي الأخرى على استنساخ تمثال لأبى الهول. وتغافلت تلك الدول، عن كل الاتفاقات المبرمة وحقوق الملكية الفكرية لمصر، وأيضا قوانين اليونسكو، وأشار بعض الأثريين المصريين إلى مساعدة عدد من المسئولين بمصر تلك الدول سعيا لتحقيق مصالح شخصية. 60 مليار دولار للأقصر ب"لاس فيجاس" وقال الأثرى محسن على، مفتش آثار بالمنيا، إن أهم الدول الأجنبية التي تحتوي على آثار مصرية مستنسخة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبالأخص مدينة لاس فيجاس، التي يوجد بها مستنسخ كامل لمدينة الأقصر، مؤكدا أن هذه المدينة يزورها سنويا نحو 40 مليون شخص وتدر دخلًا يقدر بنحو 60 مليار دولار سنويا؛ مما يؤثر بالسلب على الاقتصاد المصرى. الملكية الفكرية والقانون وأكد محسن على في تصريحات خاصة ل"فيتو"، أن استنساخ الآثار المصرية بالخارج يعتبر تعديا سافرا على حقوق الملكية الفكرية لمصر ومخالفا لقانون حماية الآثار وقوانين منظمة اليونسكو. من ناحيته، قال نور الدين عبد الصمد، مدير عام التوثيق الأثرى، إن "الفقرة الثالثة من المادة السادسة لاتفاقية اليونسكو الموقعة عام 1972 لحماية التراث العالمى والثقافى والطبيعى، تم تجاهلها من المسئولين طوال السنوات الماضية، حتى تم استنساخ عشرات النماذج من الآثار المصرية بمساعدة المسئولين أنفسهم". المسئولون..السبب وأكد عبد الصمد، في تصريحات خاصة ل"فيتو"، أنه تم استنساخ أهرامات في لاس فيجاس بأمريكا، ومعابد الأقصر الفرعونية في سنغافورة وعشرات النماذج الأخرى في العديد من الدول الأجنبية، وأخيرًا أبو الهول في الصين، وسط صمت من المسئولين بالآثار، لافتًا إلى أن الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، استنسخ مقابر وتماثيل لتماثيل توت عنخ آمون، وتم تسليمها لمنظمات أوربية. وأوضح أن المسئولين بوزارة الآثار ساهموا في إدخال دول ومنظمات من أجل نسخ المقابر الأثرية؛ كمقبرة سيتى الأول وتوت عنخ أمون، وتهريبها للخارج. استنساخ أبو الهول كارثة في سياق متصل، قال الباحث الآثري أحمد عامر إن ما حدث مؤخرًا من جانب دولة الصين باستنساخ تمثال أبو الهول يدعونا بالوقوف جميعًا لمثل هذه الكارثة، مؤكدا أن هذا يُعد سرقة للتاريخ المصري، ويمثل انتهاكا شديدا للحضارة الفرعونية، ويعرض الآثار المصرية للخطر في المرحلة القادمة. وأوضح عامر في تصريح خاص ل "فيتو" أنه إذا كانت سرقة بعض عينات من خرطوش الملك خوفو قد أثارت ضجة كبيرة قبل عدة أشهر، فما أقدمت عليه الصين يمثل خطورة على الآثار المصرية ويُعرضها لفقد قيمتها التراثية والحضارية، وسيؤثر بالسلب على قطاع السياحة فيما بعد. تعويضات مقابل الاستنساخ وناشد "عامر" اليونسكو والحكومة المصرية ووزير الآثار وسفارتنا بدولة الصين بالتدخل الفوري لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية لحماية تراثنا الأثري والحضاري، والمطالبة بتعويض مالي كبير في هذه الحالة حتى لا تتجرأ أي دولة على مثل هذا العمل مرةً أخرى. وقال: في حالة عدم التحرك القانوني لهدم مثل هذا التمثال سوف يجعل آثارنا المصرية مستباحة للجميع، ولا نستبعد في يوم من الأيام أن نجد آثارنا المصرية مقلدة في الكثير من دول العالم، بما يضرب السياحة التي هي من أساسيات الدخل القومي لمصر. وتساءل: ما هي الفائدة التي سوف تعود على الدولة المصرية إذا تم السكوت على مثل هذا العمل؟ وقفة احتجاجية في سياق متصل، دعا عدد من الأثريين إلى تنظيم وقفة احتجاجية، يوم السبت المقبل، أمام تمثال أبو الهول للتعبير عن رفضهم لاستنساخ الصين نموذج لأبو الهول. وأكدوا أن النموذج المقلد سيؤثر على مستقبل السياحة في مصر، وأضافوا أن دخل الآثار سيهتز بصورة مبالغ فيها أكثر مما هو عليه الآن بعد اتجاه عدد كبير من الدول الأجنبية إلى استنساخ الآثار المصرية.