ولد الفنان أوسكار كلود مونيه في 14 نوفمبر عام 1840 بمدينة باريس، وعاش مع والديه وأخيه الأكبر "ليون" في شقة صغيرة تقع بالقرب من نهر السين. في عام 1861 ألتحق مونيه كجندى بالقوات المسلحة الفرنسية، وترك فرنسا إلى الجزائر ثم شمال أفريقيا، وبعد أدائه للخدمة العسكرية تعرف مونيه على الفنانين أوجين بودين ويوهان يونجكيند، ومنذ ذلك الحين تأثر مونيه برؤية يونجكيند في التصوير والتي طورت أسلوبه فيما بعد، كما ظهر تأثير بودين على أعماله حيث وجهه للاهتمام بالطبيعة. ابتكر مونيه أسلوبا جديدا في فن الرسم حينما كان تلميذا بإستديو شارل جليير،فلم يلتزم بقوانين الفن التقليدية، رافضا تصوير العناصر بدقة متناهية، فنقذ لوحاته باستخدام ضربات الفرشاة السريعة والدالة على الجرأة في التصوير. هرب مونيه إلى لندن في يوليو 1870 تاركا زوجته كامى وولده جان، خوفا من الالتحاق بالجيش والذهاب إلى ميدان المعركة أثناء قيام الحرب بين فرنسا وبروسيا، وظل يبحث عن أحدا يشترى لوحاته عن متنزهات وحدائق ونهر التيمس البريطانى، إلى أن تعرف على الفنانين كاميل بيسارو وألفريد سيسلى وبدءوا رحلتهم سويا. يعد كلود مونيه رائد مدرسة الإنطباعية التشكيلية، والتي واكبت الثورة الصناعية آنذاك، وبسبب تلك المدرسة واجه مونيه وأصدقاؤه نقدا وسخرية من نقاد الفن التشكيلى الذين وصفوا أعماله بالمشوهة، ولكنه ظل يدافع عن منهجه في التصوير الفنى إلى أن انتشرت المدرسة الانطباعية وبنهاية عامى 1878- 1879 بدت لوحات الانطباعيين أكثر شعبية ورواجا حيث غير وجهة نظر متلقى الفنون. كان لعنصرى الضوء والألوان تأثيرا كبيرا على أعمال مونيه، مما جعله يرسم لوحاته أكثر مرة بدرجات ضوئية مختلفة ليظهر في كل لوحة جمالا أخاذ. وأصيب كلود مونيه بالضعف البصرى على أثر حادثه، جعلته يتوقف عدة سنوات عن الرسم ولكن بعد إجراء عمليتين جراحيتين 1923 تحسن بصره. ولقد أمضى مونيه السنوات الأخيرة من حياته في تصوير بركة حديقته وزنابق الماء وأشجار الصفصاف الباكى في الاستديو الذي أقامه بحديقته بجيفيرنى، حيث أصبح من أشهر وأهم الفنانين الفرنسيين، وفى 5 ديسمبر عام 1926 توفى مونيه في جيفيرنى عن عمر يناهز 86 عاما.