أنا مش برىء.. ولا مجرم.. ولا طيب.. ولا شرير.. ولا ديب.. ولا حمل.. أنا كل دول فى بعض.... أنا بنى آدم مش عارف.. وطنه الأصلى الأرض.. و مسافر للسما.. ولا السما وطنه الأصلى.. و مسافر للأرض.... ■ ■ ■ معقولة؟!.. هل من الممكن أن يكون كل ما يحدث الآن على سطح الكوكب مجرد بروفة جنرال للبشرية بينما العرض الرئيسى لم يبتدئ بعد؟!.. وإذا كان من حق كل فنان أو مشخصاتى أو راقص أو موسيقار أن يقوم بعمل بروفة جنرال على العرض بتاعه قبل عرضه على الجمهور.. فلماذا لم تحصل البشرية على هذا الحق البسيط.. حق تجربة أدوارهم فى العرض مرة واحدة.. مرة واحدة يتيمة قبل بداية العرض.. مرة تؤهلهم لمعرفة أخطائهم وتداركها.. هنا الآداء كان «أوفر».. نهديه شوية.. هنا الآداء كان «فاتر».. نسخنه شوية.. هنا المفروض كنت أعمل كده.. هنا ماكانش المفروض أتصرف كده.. وهكذا.. ولكن هذا ما لم تحصل عليه البشرية أبدا.. حق آداء بروفة جنرال على العرض قبل بدايته.. ولكن من أدرانا أننا لم نحصل على حق آداء البروفة بالفعل؟!.. من أدرانا أن ما نفعله كل يوم من أول ما بنصحى الصبح لغاية ما بننام بالليل ما هو إلا جزء من تلك البروفة الجنرال للبشرية؟! تلك البروفة التى سوف يتم بعدها «فلترة» البشرية.. ليذهب العاديون والعامة إلى صفوف الكومبارس.. ويذهب العباقرة والفنانون والمختلفون إلى صفوف الأبطال لنبدأ الحياة مرة أخرى.. بس على نضيف.. بدون حروب أو خيانة أو نفاق أو جهل أو تخلف أو همجيه أو شر؟! احتمال.. مين عارف! طيب هل من الممكن أن تكون البروفة قد انتهت بالفعل مع حدث مثل غرق قارة «أطلانطس».. أو طوفان نوح مثلا.. ونحن قد انتقلنا بالفعل إلى البث الحى المباشر وخلاص.. وهو العادى والطبيعى والذى نتصوره جميعا ونعيش على أساسه؟ ممكن! يتبقى أمامنا فى تلك الحياة احتمال ثالث لا رابع له.. وهو أن تكون البروفة قد انتهت.. والعرض كمان قد انتهى.. وما نعيشه الآن ليس سوى مجرد تسجيل لشريط حياتنا.. تسجيل لما فعلناه بالفعل.. لما عشناه ومررنا به.. ونجحنا أو فشلنا فيه.. بمعنى أصح.. ليه مانكونش دلوقت بنتحاسب؟!.. وحتى يكون الحساب دقيقا نفعل نفس ما فعلناه قبل ذلك – كنوع من أنواع التذكر – وربما كان هذا هو التفسير المنطقى الوحيد للظاهرة التى نعرفها باسم «Déjà vu».. والتى نشعر فيها بأننا شاهدنا نفس المشهد قبل ذلك.. أو سمعنا أو قلنا نفس الجملة من قبل.. أو صدر منا نفس رد الفعل إزاء نفس الموقف.. أو عشنا نفس تلك اللحظة.. ربما يكون التفسير الوحيد لتلك الظاهرة أننا بالفعل عشنا نفس الموقف من قبل.. وما تلك الحياة سوى إعادة عرض لكل ما حدث؟! ربما.. ليه لأ؟! تلك هى الاحتمالات الثلاثة للحياة.. حد فيكم عنده احتمال رابع؟!.. عموما.. وأيا كان ما نعيشه.. بروفة جنرال أو عرض حى مباشر أو مجرد تسجيل وإعادة للعرض.. أيا كان.. هل نملك شيئا سوى مواصلة التنفس.. ومراقبة عقارب الساعات الرهيبة أثناء دورانها الرتيب الذى لا يتوقف ولا ينتهى.. وبالرغم من أن ما نتحدث بشأنه أبعد ما يكون عن مقولة «يا خبر النهاردة بفلوس.. بكره يبقى ببلاش».. إلا أننا لا نملك سوى الانتظار.. ثم الانتظار.. ثم الانتظار ! بروفة.. عرض حى.. إعادة عرض.. أيا كان.. حَيبان ! ■ ■ ■ و انت لوحدك.. ذكرياتك جمهور.. و عنيك عمال إضاءه.. و شفايفك ممثلين.. و روحك خشبة مسرح.. و انت لوحدك.. زحام ما بعده زحام.. بس التفاصيل أوضح..