وجه النهر الهادئ البارد طلب مني قبلة "رسالة انتحار" الشاعر الأمريكي لانغستون هيوز بل يُوشكُ الجنرالُ أن يبكيه فعلُ الوقتِ "لا أتحملُ البردَ الشديدَ ولا الرطوبةَ والعواصفَ .. خانني التوفيقُ لو عاد الزمانُ فربما سأكون أعقلََ" يجلسُ الجنرالُ في المقهي وحيداً ممسكاً في راحتيه الشاي .. رائحةُ القرنفل وحدها تبقيه حياًً ساخراً من نفسه ومن البقاءِ "خسرتُ ما ربحتْ يداي .. ربحتُ ما خسرتْ يداي" يظلُّ يسمعُ للضجيجِ لكي يصالحَ نفسه "يا نفسُ لم نقصدْ سوي أن نستريحَ وأن نريحَ.. وما فعلنا كان يُفعلُ وحده" بل يوشكُ الجنرالُ أن يمشي علي عكازتيه ويرتمي في الماء صاحبِِه الأجلِّ يقولُ: كنا يا حبيبي لا نعي ما نحن فيه فأنت تجريك الرياحُ علي الرمالِِ لكي تزيلََ بيوتَ من سكنوا علي شطٍ يطلُّ عليك.. أمَّا من يخاطبَك .. اختبا بمسامه اللهُ .. اصطفاه لكي يقيمَ حظيرةً في الأرضِ يُسمِيها "هنا يَرعي خواصُ اللهِ .. لا لا تقربوها" ..... كان يضربُ من يقابلُ كان يحزنُ حينما تروي الدماءُ غليلَ عشبِ كان يحزنُ كلما أمرَ الجنودََ بأن يبيدوا الزرعََ يسألُ نفسه "ما سر هذا" "يا تُري من في الحظيرة يا إلهي يا يدي كي يستحقَ دماءنا ودماءَ أعدائي الذين جعلتهم أعدائي.. ... بل يوشكُ الجنرال أن يحتارَ في ماضيه أكثر حينما يلقي علي مَنْ في الحظيرةِ نظرةً ويقولُ "مَنْ مِنْ هؤلاء أرقُّ أو أعلي لكي أحميه أو من أجله قتلت يداي جميعَ من فروا أمامي .. هؤلاءِ وهؤلاءِ سواءُ ما يحتار فيه صديقُنا الجنرال أكثرَ أنه لما يطلُّ علي الحظيرةِ لا يلاقي أي شكرٍ أو ثناءٍ.. ربما لا يعرفون السيدَ الجنرالَ يسألُ: كيف يصبحُ هؤلاء خواصَه ولمَ يكون الآخَرون الآخرينَ،، .... ما يحزنُ الجنرال ما يبقيه أوهنََ من خيوطِ العنكبوتِ هم الضحايا.. كان يلمحُ في عيون نسائهم نظراتِ حزنٍ كن يحملن الطعامَ إلي الحقولِ علي الأكفِ صغارهن وهن يملئن الجرار فلم يكونوا خارجين وفاسدين لكي يموتوا.. ... بل يُوشكُ الجنرال أن يقضي علي مَنْ في الحظيرة غير أن يديه لا تتحملان ولا يريدًُ خسارةً أخري ليصنع من تصدعِ روحه وجهاً يقابله فيخجلُ .. لم يعدْ في العمرِ ما يفنيه في حصرِ الضحايا .. يعرفُ الجنرال أن الظلم عينُ الظلمِ ذلك يعرفُ الجنرال أن عليه أن يقتصَّ كي تبقي الحياةُ علي بداهتها "إذن من حظهم من في الحظيرةِ أنه لم يدركِ الجنرالُ خدعته سوي في آخر المشوار حين يظلُّ يجلسُ ساخراً من نفسه ويقول: "ما فعلتْ يداي أظنَّ ما فعلتْ يداي".