الشيخوخة تضرب أركان نظام عمر البشير، هذا ما قد يلاحظه أى متابع لتطورات الأحداث فى السودان، وما أكده المعارض المخضرم حسن الترابى. الترابى خرج مساء أول من أمس فى مؤتمر لحزبه «المؤتمر الشعبى»، ليدعو الشعب السودانى للخروج بثورة شعبية من جميع الولايات لإسقاط نظام حكم البشير. وطالب الترابى السودانيين بأن يخرجوا «فى هبّة واحدة»، لأن الثورة الآن أصبحت فريضة عاجلة على كل السودانيين، حسب وصفه، مشيرا إلى ضرورة تكاتف كل القوى السياسية والحركات المتمردة لإسقاط النظام الذى فقد صلاحيته قائلا «لنضرب معا ونسقط النظام ولنرثه معا، وعلينا أن لا نهدر الوقت فى النقاش والجدال». ويعتقد المعارض السودانى أن الخرطوم يجب أن تكون قلب تلك الثورة لأنها ستكون بذلك أوسع وأعمّ على حد قوله، خصوصا أن الأزمة الاقتصادية باتت خانقة على سكانها والأسعار ارتفعت بصورة مبالغ فيها فى الأونة الأخيرة. ما يعزز من فرضية «شيخوخة» نظام البشير هو العزلة الدولية المتنامية للنظام السودانى، بعدما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف أخرى فى حق وزير الدفاع السودانى عبد الرحيم محمد حسين لاتهامه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الأهلية التى دارت رحاها فى دارفور فى الفترة من أغسطس 2003 إلى مارس 2004. فتلك هى رابع مذكرة تصدرها المحكمة ضد مسؤول سودانى حيث سبق وأصدرتها ضد الرئيس عمر البشير ومعاونَيه أحمد هارون وعلى شكيب متهمة إياهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد سكان دارفور، ليعانى وزير الدفاع بذلك ذات المعاناة التى يواجهها البشير حين يرغب فى السفر إلى أى دولة حيث تلاحقه الجمعيات الحقوقية والحكومات وتضغط على الدولة التى يزورها كى تلقى القبض عليه، وكان آخرها كينيا، التى أصدرت أمرا باعتقاله بعد مغادرته أراضيها مما هدد بقطع العلاقات الدبلوماسية بينهما، مما جعل السلطات الكينية تتراجع عن القرار.