تشهد الدائرة الثالثة ومقرها قسم شرطة قصر النيل، مواجهات ساخنة في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية، وتواجه نوعا من التنافس الحاد بين المرشحين المستقلين على المقاعد الفردية، ومرشحي القوائم الحزبية، بخلاف التواجد المكثف لمرشحين ينتمون للحزب الوطني المنحل. الدائرة التي تضم منطقة عابدين والأزبكية وبولاق أبو العلا تشهد تنافس قائمة حزب «الحرية والعدالة»، و«النور»، و«الكتلة المصرية» كما تتنافس «جميلة اسماعيل» -المرشحة على مقعد الفردى فئات مستقلة-، والتي كانت اعلنت تعليق حملتها الانتخابية بعد أحداث التحرير الأخيرة مع «مجدى إبراهيم» -أحد عضاء الحزب الوطني المنحل-، والذي يخوض الانتخابات هذه المرة على قائمة حزب الوفد، ومعه «خالد البردويلي» الذى ينتمى ل«المنحل»، كما يتنافس «احمد صقر» مرشح حزب العدل. واستمرارا لحالة الإرتباك، لا يزال البحث الإلكتروني علي موقع اللجنة العليا للانتخابات، والإتصال بدليل الناخب علي 140 من التليفون الثابت يحدد للناخبين مقار لجانهم الواقعة في محيط وزارة الداخلية؛ لعدم تعديل هذه البيانات حتي الآن، كما شكا عدد من المرشحين من تأخير اتخاذ قرار نقل المقار الانتخابية وتوزيعها علي باقي لجان دائرة قصر النيل، التي تضم الموسكي، وعابدين، وبولاق أبوالعلا، والزمالك، وقصر النيل، الأمر الذي عطل تسكين مندوبيهم واستخراج التوكيلات العامة والخاصة في اللجان التي تم إلغاؤها. أوضحت مصادر أمنية بدائرة قصر النيل وسط القاهرة أن سبب تأخر العملية الانتخابية في بعض المدارس بالمنطقة يرجع إلى؛ عدم تمكن بعض القضاة من الوصول إلى اللجان الانتخابية بسهولة، بالإضافة الى تواجد مندوبي المرشحين، فيما أكد بعض المندوبين أن القضاة داخل اللجان رغم تواجدهم منذ الصباح الباكر هم الذين رفضوا فض مظاريف أوراق الاقتراع إلا في وجود اثنين من مندوبي المرشحين داخل كل لجنة. وفي مخالفة صريحة لتعليمات اللجنة العليا للانتخابات، انتشر مؤيدو عدد كبير من المرشحين خارج اللجان، وقاموا بتوزيع مواد دعائية لمرشحيهم لتحفيز الناخبين على اختيارهم. وقد شهد عدد كبير من لجان الانتخابات بمنطقة جاردن سيتي زحاما غير مسبوق؛ حيث تجاوز انتظار الناخبين أمام اللجان لمسافة حوالى خمسمائة متر، وربما أكثر وسط مناقشات بين الناخبين على انتماءات المرشحين ومؤهلاتهم، وتاريخهم السياسي، والمتوقع أن يقدموه تحت قبة البرلمان؛ وذلك وسط تأمين مكثف من قوات مشتركة من الشرطة والقوات المسلحة مع تواجد القضاة في اللجان منذ الصباح الباكر. وفي لجنة مدرسة «الإبراهيمية»، أدى تكدس الناخبين إلى توقف حركة المرور بشارع الخارجة، والذى يعد أحد أهم الشوارع في منطقة المطرية وسط وجود ملحوظ ومكثف للجان الشعبية التي حاولت تنظيم صفوف انتظار الناخبين وتسيير حركة المرور، كما شهدت اللجان عدة شكاوى من المواطنين؛ بسبب عدم وجود اختام اللجنة العليا للانتخابات على استمارات التصويت. و قال ل«التحرير» المستشار «محمد عابدين» -المسئول عن اللجنة الانتخابية بمدرسة الإبراهيمية- أنه قام بختم الاستمارة التصويتية بختمه الشخصي أو الإمضاء الشخصية، مؤكداعلى أنه سيقوم بتحريز صناديق الانتخابات والأوراق والمستندات وغلق المقار الانتخابية بالشمع الأحمر وفقا للتعليمات الواردة من اللجنة العليا للانتخابات. وفي لجنة مدرسة «مصر القومية المشتركة للغات»، لم تصل بطاقات التصويت حتى الساعة التاسعة صباحا وسط ازدحام وتكدس كبير من قبل الناخبين، الذين حضروا منذ الساعة السادسة صباحا على أمل التصويت مع فتح اللجنة لأبوابها إلا أن أحد ضباط القوات المسلحة المكلفين بتأمين اللجنة خرج إلى الناخبين في تمام الساعة الثامنة صباحا وأخبرهم بتأخر وصول بطاقات التصويت، منوها بأنها ستصل خلال ساعة، كما شهدت هذه اللجنة مخالفات بالجملة من قبل بعض أنصار ومندوبى مرشحى حزبى «الحرية والعدالة» «النور»، وبعض المرشحين على المقاعد الفردية حيث قاموا بتوزيع كروت دعائية لمرشحيهم، ووضع عدة بانرات، الأمر الذي أدى لحدوث عدة منازشات مع انصار الكتلة المصرية، واستياء بعض الناخبين فقام الأمن المتواجد من رجال الشرطة بصرفهم واجبارهم على إبعاد اللافتات والبانرز بعيدا عن اللجنة الانتخابية. هذا وقد أبدى الناخبون استياءهم من هذا التأخير، معللين ذلك برغبة الحكومة في إغضاب المواطنين للجوء لعدم التصويت لإجبارهم علي دفع الغرامة التي أقرها القانون. ومن ناحية أخرى، انتشرت قوات الأمن من الشرطة والجيش في كل اللجان ما يتراوح ما بين 8 – 10 جنود فى لجنة المستحضرات الطبية، وتتراوح أعداد قوات الأمن حسب الزحام في بعض اللجان.