توافد العشرات من المتظاهرين على ميدان التحرير صباح اليوم الجمعة، للمشاركة فى مليونية «الفرصة الأخيرة» التى دعت لها قوى وتيارات سياسية للمطالبة بتنفيذ مطالب الثورة. ويطالب المشاركون فى مليونية اليوم بتشكيل مجلس رئاسى مدنى، وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى، ولجنة تحقيق قضائية مستقلة برئاسة المستشار زكريا عبدالعزيز للتحقيق فى مقتل المتظاهرين بميدان التحرير، ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين على الفور، إلغاء كافة الأحكام العسكرية السابقة وإعادة المحاكمات أمام المحاكم المدنية. كما يطالب المشاركون اليوم بمنع فلول النظام السابق من خوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وتطهير مؤسسات الإعلام الرسمى وإلغاء وزارة الإعلام، وتطهير وزارة الداخلية وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، ومحاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك ورموز نظامه بتهمة الخيانة العظمى، وعودة الجيش الى ثكناته والقيام فقط بدوره فى حماية البلاد. وشهد الميدان العديد من اللافتات التى عبرت عن مطالب الثوار ومن بينها «الشعب يريد المجلس الرئاسى الوطنى – الشعب يريد تطهير الشرطة – الشعب يريد استراداد السلطة». ولم يشهد الميدان إقامة أى منصات أو إذاعات داخلية، بينما تجمع معظم المتواجدين بالميدان بالقرب من مبنى الجامعة الأمريكية، وأخذوا فى الهتاف بالعديد من الهتافات المعبرة عن مطالب المتظاهرين. وفى الوقت نفسه شددت اللجان الشعبية من إجراءاتها الأمنية على جميع مداخل الميدان، حيث انتشر أفرادها على جميع المداخل للكشف عن هوية الوافدين وتفتيشهم لضمان عدم اندساس أى عناصر مخربة بين صفوف المتظاهرين فى مليونية اليوم. واستمرت حركة المرور فى الشوارع المحيطة بالميدان التى تشهد سيولة واضحة نتيجة لضعف الكثافة المرورية بسبب عطلة المصالح والأعمال اليوم، فيما يشهد تقاطع شارع محمد محمود مع ميدان التحرير هدوءا ملحوظا عقب أيام من المواجهات الدامية مع قوات الأمن المركزى. وأدى تثبيت الهدنة التى قام بإبرامها مجموعات شبابية مستقلة وإئتلافات ثورية ليلة الخميس إلى وقف إطلاق القنابل المسيلة من جانب قوات الأمن، إطلاق سراح المعتقلين فى أحداث محمد محمود وعددهم 59 معتقلا. مما أسفر عن هدوء ملحوظ على هذا القطاع فيما أعلنت القوات المسلحة عن إنشاء مستشفى عسكرى للمعتصمين فى ميدان التحرير إيمانا منها بحقهم فى الإعتصام السلمى. ويشهد الميدان حاليا تدفق المشاركين بأعداد محدودة لكن من المتوقع أن تتزايد الأعداد قبيل وبعد صلاة الجمعة، فى الوقت الذى انتشر فيه باعة الأعلام الوطنية والهدايا التذكارية، واختفى تقريبا باعة الكمامات الواقية من الغاز المسيل للدموع.