موقع «نيوز لوك» يسلط الضوء على دور إبراهيم العرجاني وأبناء سيناء في دحر الإرهاب    فوز توجيه الصحافة بقنا بالمركز الرابع جمهورياً في "معرض صحف التربية الخاصة"    رئيس جامعة الإسكندرية يشهد الندوة التثقيفية عن الأمن القومي    مصر تستعد لوظائف المستقبل    تتراجع الآن أسعار الذهب اليوم فى السودان وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 8 مايو 2024    اعرف تحديث أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 8 مايو 2024    عاجل - "بين استقرار وتراجع" تحديث أسعار الدواجن.. بكم الفراخ والبيض اليوم؟    برلماني: الحوار الوطني وضع خريطة استثمارية في مصر للجميع    تراجع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 8 مايو 2024    قبل بداية الصيف.. طرق لخفض استهلاك الأجهزة الكهربائية    «الألماني للسياحة»: توقعات بزيادة الليالي السياحية خلال بطولة يورو لكرة القدم يوليو المقبل    تأجيل محاكمة ترامب بقضية احتفاظه بوثائق سرية لأجل غير مسمى    غارات إسرائيلية على عدة بلدات جنوب لبنان    العاهل الأردني: سيطرة إسرائيل على معبر رفح ستفاقم الكارثة الإنسانية في غزة    الأونروا: مصممون على البقاء في غزة رغم الأوضاع الكارثية    أبطال فيديو إنقاذ جرحى مجمع ناصر الطبي تحت نيران الاحتلال يروون تفاصيل الواقعة    كيف صنعت إسرائيل أسطورتها بعد تحطيمها في حرب 73؟.. عزت إبراهيم يوضح    المصري يتمسك بالمشاركة الأفريقية حال اعتماد ترتيب الدور الأول    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    تفاصيل زيادة الحضور الجماهيري بالمباريات المحلية والأفريقية    جريشة: ركلتي جزاء الأهلي ضد الاتحاد صحيحتين    الحديدي: كولر «كلمة السر» في فوز الأهلي برباعية أمام الاتحاد السكندري    آنسات الأهلي يهزم الزمالك في بطولة الجمهورية للكرة الطائرة    هل نقترب من فجر عيد الأضحى في العراق؟ تحليل موعد أول أيام العيد لعام 2024    مصدر أمني يكشف تفاصيل إطلاق النار على رجل أعمال كندي بالإسكندرية    ارتفاع درجات الحرارة.. والأرصاد تحذر من ظاهرة جوية تؤثر على حالة الطقس الساعات المقبلة (تفاصيل)    ضبط تاجر مخدرات ونجله وبحوزتهما 2000 جرام حشيش في قنا    زاهي حواس: عبد الناصر والسادات أهديا قطعًا أثرية إلى بعض الرؤساء حول العالم    الأبراج التي تتوافق مع برج العذراء في الصداقة    ياسمين عبد العزيز: فيلم "الدادة دودي" لما نزل كسر الدنيا    معجبة بتفاصيله.. سلمى الشماع تشيد بمسلسل "الحشاشين"    ياسمين عبدالعزيز تكشف حادثًا خطيرًا تعرضت له لأول مرة.. ما القصة؟    «خيمة رفيدة».. أول مستشفى ميداني في الإسلام    بعد تصريح ياسمين عبد العزيز عن أكياس الرحم.. تعرف على أسبابها وأعراضها    صدمه قطار.. إصابة شخص ونقله للمستشفى بالدقهلية    دار الإفتاء تستطلع اليوم هلال شهر ذى القعدة لعام 1445 هجريًا    الكرخ: نرفض عقوبة صالح جمعة القاسية.. وسلكنا الطرق القانونية لاسترداد حقوقنا    طبيب الأهلي يكشف تفاصيل إصابة الثنائي ربيعة وكوكا    سليمان جودة: بن غفير وسموتريتش طالبا نتنياهو باجتياح رفح ويهددانه بإسقاطه    عزت إبراهيم: الجماعات اليهودية وسعت نفوذها قبل قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي    أسامة كمال يشيد بدور الشيخ إبراهيم العرجاني ويترحم على نجله الشهيد وسيم    ياسمين عبد العزيز: النية الكويسة هي اللي بتخلي الشغل ينجح    اليوم.. ذكرى رحيل فارس السينما الفنان أحمد مظهر    اليوم، تطبيق المواعيد الجديدة لتخفيف الأحمال بجميع المحافظات    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    ما هي كفارة اليمين الغموس؟.. دار الإفتاء تكشف    دعاء في جوف الليل: اللهم امنحني من سَعة القلب وإشراق الروح وقوة النفس    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق شقة سكنية بالعمرانية    طريقة عمل تشيز كيك البنجر والشوكولاتة في البيت.. خلي أولادك يفرحوا    في يوم الربو العالمي.. هل تشكل الحيوانات الأليفة خطرا على المصابين به؟    الابتزاز الإلكتروني.. جريمة منفرة مجتمعيًا وعقوبتها المؤبد .. بعد تهديد دكتورة جامعية لزميلتها بصورة خاصة.. مطالبات بتغليظ العقوبة    إجازة عيد الأضحى| رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك 2024    القيادة المركزية الأمريكية والمارينز ينضمان إلى قوات خليجية في المناورات العسكرية البحرية "الغضب العارم 24"    الشعب الجمهوري بالشرقية يكرم النماذج المتميزة في صناعة وزراعة البردي    مراقبة الأغذية بالدقهلية تكثف حملاتها بالمرور على 174 منشأة خلال أسبوع    محافظ أسوان: تقديم الرعاية العلاجية ل 1140 مواطنا بنصر النوبة    الجدول الزمني لانتخابات مجالس إدارات وعموميات الصحف القومية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



..وتكلمت سها عرفات
نشر في التحرير يوم 19 - 11 - 2011

المرة الأولى التى خرجت فيها لتتكلم عقب وفاة زوجها، وربما اغتياله بالسّم على وجه الدقة. سها عرفات إذن تتحدث بل وتفضفض. فى تونس كان اللقاء والزواج بياسر عرفات. كانت الرحلة، وكان الاسم الذى سيرافقها عمرا طويلا «سها عرفات». عرفات المثيرة للجدل تكشف فى حوار مع الإعلامى وائل الإبراشى، فى برنامج «الحقيقة»، ما كان وراء المبنى المحاصر فى رام الله، الاتهامات طالتها هى الأخرى واعتبروها النسخة المكررة من المرأة العربية زوجة الرئيس، التى تأمر وتنهى وتفعل ما تشاء بالسلطة الفلسطينية، إن كانت سلطة من الأساس!سها ابنة الضفة الغربية، ولدت لأسرة مسيحية فلسطينية، برجوازية ثرية كانت تعيش فى نابلس ورام الله اللتين كانتا تخضعان للسلطة الأردنية، كان والدها داوود الطويل خريج جامعة أوكسفورد مصرفيا، ووالدتها ريموندا الطويل، سياسية، وكاتبة وشاعرة فلسطينية من عكا، تلقت تعليمها فى مدرسة الدير، ومدرسة راهبات الوردية فى بيت حنينا فى القدس، وتلقت تعليمها الجامعى فى جامعة السوربون فى باريس، وفى فترة دراستها الجامعية رأست الاتحاد العام لطلبة فلسطين فى فرنسا وقامت بتنظيم تظاهرات من أجل القضية الفلسطينية.
زوجة القائد الفلسطينى ياسر عرفات، تعرضت مثلما تقول إلى تعنت ليلى زوجة الرئيس التونسى المخلوع بن على، التى قررت سحب الجنسية التونسية منها، وشهّرت بها، تحكى أنها التقت ياسر عرفات للمرة الأولى عام 1985، وعملت معه كمترجمة، وفى 1990تزوجا وكانت تبلغ من العمر 27 عاما بينما كان هو يبلغ 61 عاما، إلا أن الزواج لم يعلن إلا فى عام 1992، وقد أنجبا ابنة واحدة هى زهوة التى ولدت بتاريخ 24 يوليو 1995، فى نويى سور سين بفرنسا. وقد اعتنقت الإسلام بعد زواجها منه، وهى تعيش حاليا مع ابنتها فى مالطا.
الأرملة التى كانت زوجة رئيس السلطة الفلسطينية، وكانت تعامل دبلوماسيا كزوجة رئيس جمهورية. كل هذا الجاه السياسى، انتهى بوفاة عرفات الغامضة. عادت سها عرفات تمشى فى شوارع أوروبا دون حرس أو موكب رئاسى، ابنتها زهوة تقترب من الانتهاء من مرحلة البكالوريا. عرفات متضايقة من الإشاعات، لأن معظم ما يقال عنها غير صحيح، كما تقول، فكل أمانيها أن تبقى آمنة هى وابنتها.

سها عرفات لوائل الإبراشى: إسرائيل بطولها وعرضها لم تفعل معى ما فعله بن على وزوجته
■ وائل: بوابة الحياة الشخصية والعائلية هى أسهل بوابة لاغتيال السياسيين والشخصيات العامة اغتيالا سياسيا وأدبيا ونفسيا ومعنويا فى حياتهم وبعد مماتهم، والسؤال هل تقع الزوجات فى أخطاء وخطايا تسهل هذه النوعية من الاغتيالات.. إلى أى مدى ينطبق ذلك على السيدة سها عرفات أرملة الزعيم الفلسطينى الشهيد ياسر عرفات.. جئنا إليها هنا فى مالطا لنسألها عن كل شىء: الحب، والزواج، ولغز الموت، والثروة الطائلة التى تحدث عنها البعض، واتهامات السلطات التونسية لها بالفساد والعلاقة مع ليلى بن على، التى وصلت إلى حد الصدام الشديد، والعلاقة الوثيقة مع السيدة سوزان مبارك التى وصلت إلى حد أنها هاتفتها بعد سقوط النظام فى مصر.
■ وائل: مدام سها أهلا بيكى.
- – سها: أهلا.. أهلا تشرفنا أهلا وسهلا.
■ وائل: زهوة بقت طالبة متفوقة كبيرة.. فى سنة كام دلوقتى؟
- سها: إن شاء الله السنة الجاية بتخلص بكالوريا.
■ وائل: طموحها.. عايزة تبقى إيه؟
- سها: بتقول محامية.. مضبوط؟ بالعمر ده ممكن تغير.. انت عارف.. بس هى بتحب الأدب وبتحب الفن.
■ وائل: الأدب والفن.. بس مابتحبش السياسة؟
- سها: شوف هى زهوة صارت مابتحبش السياسة بعد اللى عام بتشوفه بيحصل فيّا.. بتقول أنا مش مستعدة أكون ضحية تانية.. الوالد كان مناضل وكان ضحية وانتى راح بتصيرى ضحية.. فكل مابتشوفنى بواجه كل الصعوبات بتتراجع عن موقفها إنها تدخل السياسة.
■ وائل: زهوة حتى مابتحبش الكلام للتليفزيون لكن ده أول ظهور لها؟
- سها: ده أول ظهور لها.. هى مابتحبش تبيّن، بتحب تكون إنسانة عادية مابتحب تحكى وبيجيها مقابلات كتيرة عشان تروح تحكى، بس هى مابتحب تحكى، بس لأن أنا بحب مصر وشعب مصر وبرنامجك والتليفزيون المصرى أقنعناها.. شفت أد ايش إلنا بنقنعها؟! (ضاحكة)
■ وائل: آه.. اختصتينا بده، والحقيقة إحنا بنعتز إنك تختصينا بأول ظهور ليكى يا زهوة، وأيضا بأول حديث تليفزيونى مطول، خصوصا بعد الأزمات المتعددة اللى عايشتيها والأزمة الأخيرة بس خلينى أسألك: إلى هذا الحد زهوة ياسر عرفات تكره السياسة بشدة الآن، بعد حملات التشويه اللى واجهتيها؟
- سها: هى مش تكره السياسة، هى وطنية بتتابع كل صغيرة وكبيرة فى فلسطين، وأطفال فلسطين، وبترسم رسومات رائعة عن فلسطين.. سأريك منها فى ما بعد، وترسم والدها وتحبه ولكن هى بتشوف اللى بيحصل مع أمها.. وأمها تركت السياسة ولم يبق لى أى شىء فيها، إلا أننا نحمل اسم الكبير الشهيد الخالد ياسر عرفات.. ما نعانيه كل يوم من ذلك الاسم خصوصا عندما رأت ما حدث فى تونس.. كانت مستاءة جدا، وكانت تبكى وتقول لى: الإسرائيليين أخذوا الوالد منى وسيأخذوكى الآن.
■ وائل: يعنى هى عندها مخاوف إنه اللى حصل من السلطات التونسية إن ده معناه سيأخذون أمى منّى؟
- سها: هى بتروح عالمدرسة، وبتشوف كل شى صاير بالمدرسة، والناس بيقولولها شو عام بيصير مع أمك.. قضية جلب هذه للمجرمين ولقتالين القتلة والحشاشين صار القضاء مستقلا فى تونس على عينى وراسى بس يجب أن يتحققوا قبل أن يعملوا أى شىء.
■ وائل: بس أنا لاحظت كمان إنك إلى حد كبير بتبكى كثيرا بسبب هذه الأزمة.
- سها: شوف شىء واحد يبكينى بهذه الدنيا هو الظلم.. الظلم على كل الناس.. بكيت لأننى حسيت بالظلم وكما يقول المثل ظلم ذوى القربى أشد فظاعة، ذوى القربى هما تونس، اللى أنا بحبها والشعب التونسى اللى أنا بحبه.. قادرة أفهم لو هذه القصة جات من إسرائيل (يقاطعها وائل).
■ وائل: بس يا مدام سها من زمان تشن عليكِ حملات، إنه هىّ التى نهبت ثروة الشعب الفلسطينى، هىّ التى أخذت أموال عرفات، وكنت تواجهين ذلك بصلابة.
- سها: كنت أواجه ذلك وكان معى أبو عمار وكان يقولى دايما بالمصرى (على جزمتك).
■ وائل: (ضاحكا) على جزمتك! هو على جزمتك مقصود منها إنه أى حملات تشويه.. دوسى عليها وانطلقى، (يضيف): بحس إنه حياتك عاصفة مثل هذا البحر. الاتهامات التى توجه إليكِ هى أشبه بالموجات المتدافعة.. حينما تزوجتِ كان الزواج تهمة، حينما أنجبتِ أيضا كان الإنجاب تهمة، وأيضا حينما حدثت الاتهامات المتعلقة بلغز (موت ياسر عرفات) وأيضا ما يتعلق بالثروة وأيضا ما يتعلق باتهامات السلطات التونسية، بس ألا يمكن أن تكون سها عرفات تقع فى أخطاء هى التى تسهل للبعض توجيه هذه الاتهامات إليها كثيرا؟
- سها: كل إنسان ممكن أن يخطئ.. جلّ من لا يخطئ ولكن مش أخطاء إن سها عرفات تاخد ثروة الشعب الفلسطينى.. سها عرفات إنسانة مواجهة.. أنا بواجه.. مواجهتى للأمور هى اللى بتسببْلى مشاكل بس فيما يخص أموال الشعب الفلسطينى والشائعات.. من لا يعرف ياسر عرفات هو الذى يقول ذلك.. من يعرفون ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية يقولون لم يضع أموالا باسم زوجته ولا باسم ابنته.. احنا الآن بوقت التكنولوجيا وعصر الإنترنت وعصر المخابرات القوية.. أى شىء بيظهر. ما فى شى بيتخبّى.. لو فى مليارات بتتوزع وبتروح للبحر والهوا كان كل شىء بان للناس.. كان عندى مواقف سياسية طبعا دفعت ثمنها.. كنت واقفة ضد التطبيع السريع مع إسرائيل.. دعيت إلى تل أبيب عدة مرات، ولم ألب الدعوة.. لا أستطيع أن أذهب إلى (ليا رابين) وسجينات وسجناء إسرائيل وأنا أطبّع.. ياسر عرفات له أسبابه السياسية وكل سياسى له أسبابه السياسية.
■ وائل: وهل تعتقدين أن الإسرائيليين يمكن أن يشنوا عليك حملات لأنك لم تندمجى فى المجتمع الإسرائيلى ولم تطبعى ولم تسافرى إليهم؟
- سها: أنا لم أطبع معهم نهائيا فى هذا الموضوع وبعدين أنا زوجة أبو عمار كنت قبل الانتفاضة الزوجة الجميلة المناضلة اللى جاءت من عائلة فلسطينية ثرية مسيحية، وبعد الانتفاضة أصبحت شيطان بيوم وليلة.
■ وائل: مدام سها خلينى أسألك بشكل سريع عن بعض المحطات وبعض الاتهامات منها ما يتعلق بإنجاب زهوة.. البعض اندهش من تصميمك على أن يتم إنجاب زهوة فى فرنسا، وفى مستشفى الأنجلو أمريكى أعتقد.. مش كده؟ هنا تساءل البعض لماذا لم تصممى على أن تولد زهوة فى الأراضى الفلسطينية؟ لماذا صممتِ على أن تولد فى فرنسا؟
- سها: كان أبى بالمستشفى وكان يموت -شوف هذا جزء من الظلم الفظيع- أبى كان عنده مرض السرطان وبعدين استدعونى لأنه كان هايموت وأنا كنت حامل بزهوة فى آخر شهر فرحت، والوالد كان بالمستشفى فى غرفة العناية المركزة وتوفى قبل ولادة زهوة بأسبوعين فكان وضعى النفسى وضع..... وكان دايما بيتحدث إنه سوف يظل عايش حتى يشوف زهوة قلتله مايهمك أنا هاولدها هون عشان انت تشوفها بس القدر كان أسرع منا.. زهوة ولدت 24 يوليو والوالد توفى أسبوعين قبلها فهذا كمان جزء من الظلم.. أنا ذهبت عشان أشوف والدى والكل عرف إن كل القيادة الفلسطينية كان د.رمزى الخورى جاء والجميع ليوصلوا ياسر عرفات لحضور جنازة والدى وكنت حاملا فى زهوة والدكتور منعنى من الذهاب إلى غزة، خلانى قاعدة لأن حصلى صدمة جعلت زهوة تولد بولادة قيصرية فيتكلموا كما يريدون أن يتكلموا.. مش هانخلص شُو ما عملنا مش هانخلص.
التقيت ليا رابين فى أوسلو وكنت حاملا بزهوة بعدما أخذنا جائزة نوبل للسلام وقالت لى: لماذا لا تأتى لتلدى بمستشفى «تلها شومير» فى إسرائيل؟ فقلت لها: لا أرضى أن بنت ياسر عرفات تولد فى إسرائيل
■ وائل: هنا السؤال كيف لا يصمم ياسر عرفات أن تولد ابنته داخل الأراضى الفلسطينية وهو المناضل الذى يسعى لتحرير هذه الأرض؟
- سها: ماقدرش يصمم كان القدر.. رحت أزور والدى المريض الذى كان على فراش الموت فكان أبو عمار بإنسانيته قالى خليكى جانب والدك ويقولوا ما يقولوا مايهمك.. أنا كنت على فكرة بدى أولد بغزة وكان راح ييجى دكتورى لأن دكتورى هو صديق كمان وكان راح ييجى فرنسا وكان هايتبرع لإنه يولدنى ويولد ناس تانيين.. أقولك شغلَة.. وصلنا على غزة بوقت ماكانش فى رعاية صحية وكانت المستشفات لسه بوضع يرثى له.. التقيت بليا رابين فى أوسلو وكنت حاملا بزهوة عندما أخذنا جائزة نوبل للسلام وقالت لى: لماذا لا تأتى لتولدى فى مستشفى «تلها شومير» فى إسرائيل؟ لا أرضى يا ليا إن بنت ياسر عرفات تولد.. أنا هاولد بعمان أو بغزة ويمكن فى القاهرة.. كان الوضع الطبى كتير صعب بغزة، كان لسه الوضع فى بدايته.. أنا بعد ما ولدت زهوة بباريس.. (يقاطعها وائل)
■ وائل: يعنى ليا رابين طلبت منكِ إنك تولدى زهوة فى إسرائيل؟
- سها: آه كنا قاعدين فى اتفاق أوسلو.
■ وائل: زهوة بتبتسم..
- سها: زهوة بتبتسم مابتحكيش (تضحك)..
■ وائل: فى نفس السياق فى اتهام موجه إليكِ.. لماذا لا تعيشين أيضا فى الأراضى الفلسطينية؟
- سها: أنا أكثر واحدة شاطرَت الفلسطينيات.. أنا ابنة هذا الوطن أنا ولدت فى القدس وترعرعت فى نابلس ورام الله.. أنا ابنة هذا الوطن.. بعد ما استشهد عرفات كان الوضع العام صعب والوضع الأمنى صعب كان مش معروف مين قتل أبو عمار، ماكنت أقدر بهذا الوقت الحامى والصعب إنى أستقر هناك بس أنا من أربع خمس سنين حاولت آجى وكان طبعا الرئيس أبو مازن بيرحب إنى آجى أسكن وأحط زهوة بالمدرسة.. بتعرف أنا عندى هوية إسرائيلية لأن إحنا عيشنا فى فلسطين وعائلتى كلها مرقمة.. فقالولى هويتك الفلسطينية ضاعت إحنا عندنا رقم مسلسل للهويات.. إذا أردت أن تأتى لتعيشى فلتأتى بالباسبور الفرنسى فأنا لم أرضَ.. أنا لا أريد أن آتى سائحة أو زائرة لفلسطين.
■ وائل: مدام سها عاوز أبدأ مع حضرتك فى الموضوع الذى يثير جدلا الآن.. الاتهامات التى وجهتها إليكِ السلطات التونسية وهى اتهامات بالفساد المالى حينما تجد سها عرفات التى تحمل اسم الزعيم الفلسطينى الشهيد ياسر عرفات اتهامات بالفساد المالى، وصلت إلى حد إصدار مذكرة توقيف يعنى اعتقال بشأنها.. صُدمتِ من هذه الاتهامات يعنى كانت صدمة بالنسبة إليك؟
-سها: أنا بصراحة صدمت صدمة كبيرة جدا، وقبل كل شىء أنا بحيى الثورة التونسية وبحيى القضاء التونسى وبحيى الشعب التونسى.. أنا كنت ضحية لليلى بن على وزوجها واستبدادهما وظلمهما.. تصير الضحية متهمة فى قرار اتهام بمذكرة جلب دولية.. مذكرة الجلب الدولية لم ترسل إلىّ شخصيا، غير موجودة فى الإنتربول.. هى فقط أخذتها الإذاعات والصحافة وأصبحت كالنار فى الهشيم.. صارت سها عرفات أهم خبر تتداوله وسائل الإعلام.. هذا الخبر باعتقادى ما جاء صدفة.. بالوقت اللى إحنا بناخد انتصارات كبيرة فى الأمم المتحدة والرئيس أبو مازن كان واخد فى نفس اليوم مقعد فى اليونسكو أخدنا مقعد كامل فى اليونسكو لفلسطين.. هذا جزء من أنواع التحرر الفلسطينى.. هذا الموضوع فاجأنى بس توقيته بنفس اليوم إنه تصدر مذكرة اعتقال على موضوع أنا بريئة منه تماما.
■ وائل: كيف كانت دولة بن على تتعامل معك خلال الأربع سنين الأخيرة؟
- سها: كنت أواجه دولة بوليسية قوية لوحدى.
■ وائل: ليه عملوا فيكى ايه؟
- سها: تعرف بيقول المثل الفلسطينى لما بتقع البقرة بتكتر السكاكين.. ياسر عرفات مش موجود يدافع عنى، السلطة الفلسطينية على راسى وعينى وأنا بفتخر بيها بس السلطة الوطنية عندها هموم أخرى ويمكن لو حاكوهم بأى موضوع يمكن تخرب العلاقات مع تونس، فمجبورين تكون علاقتهم مليحة مع كل البلاد فأنا كنت أواجه الموضوع لحالى.. جئت على مالطا بعد ما بعثت الرسالة ليلى بن على عملت عليا إرهاب زى إرهاب دولة.
■ وائل: إزاى؟
- سها: أول شىء جاء قرار إنه البيت اللى أنا موجودة فيه إنه بحكم قضائى استعجالى بترك بيت الضيافة، وكان باسم أبو عمار وهو البيت اللى أنا عايشة فيه، وجاء بعض رجال من الأمن وقعدوا على تختى وفتحوا خزاناتى وأغراضى وصورى وأغراض أبو عمار وشغلات تاركهم لزهوة، وقعدوا يتسلوا فيهم ويحطوهم بالكراتين ببيتى.
■ وائل: يعنى دخلوا البيت دون إذنك؟
- سها: أنا كنت بره اقتحموا البيت وماخلّوا صور وما خلّوا وثائق وفى شغلات كانت مسروقة وفى شغلات ضايعة.
■ وائل: يعنى نهبوا بعض المستندات والوثائق والصور؟
- سها: صارت عليّا تهمة بالخيانة مابعرف خيانة مين من أجل ليلى بن على والرئيس بن على.
■ وائل: اتهموكى بالخيانة؟
- سها: أنا تونسية لأن عندى باسبور تونسى.. خنت تونس مابعرف بشُو خنتها.. إسرائيل بطولها وعرضها ما ممكن تعمل اللى عملته ليلى بن على والرئيس بن على، فيّا وفى زهوة، وأنا بتحدى يمكن ناس مايعجبهم ها الحكى إنى أنا بدافع عن إسرائيل، إسرائيل إذا كنت أنا وزهوة قاعدين ببيتنا مش ممكن تيجى وتحط أغراضنا بالشارع، بتخبرك إنه بهدم البيت تعالى خدهم اللى صار شىء زى زلزال، كان مرافقى موجود ومسكوه حطوه بالسجن 48 ساعة، هو لواء كان مع أبو عمار حطوه بالسجن ومراته تونسية وأبو مراته كان لواء بالجيش التونسى. سناء خليف اللى كانت معى بالمدرسة راحت على السجن.. سليمة الدريسى اللى أعطتنى القرض وكانت مع بنك الإسكان طردوها من شغلها كل إنسان له علاقة بيّا من قريب أو من بعيد راح على التحقيق.. إرهاب دولة مابيتخيله العقل.. على مين؟ على زوجة ياسر عرفات.. أنا قلت يا سلام إذا عملوا بى هيك كيف بيعملوا مع باقى الشعب المساكين! المواطن العادى.. فأنا بحيى الثورة بس إنها تيجى البريئة تصير متهمة.. فاللى صار إنهم جاؤوا وقعدوا بالبيت وعاثوا فيه فسادا أخذوا اللى بدّهم إياه.. بعدين أنا عملت مقابلة ل«الحياة اللندنية» وقلت إنه ما كانت موجودة وقاعدين عند بيت أخويا بمالطا لسه ما أخدنا بيت وأغراض زهوة والكمبيوتر تبعها وأغراضنا الشتوية وكل شىء ما أعطتنا إياهم إلا بشهر 10، بعثتهم على السفارة الفلسطينية مع فاتورة دفع ب 2000 دينار.
■ وائل: 2000 دينار تكلفة إيه.. الشحن يعنى؟
- سها: شحن أغراضى رمى أغراضى بالشارع وأنا بتطلع عَ بدلات أبو عمار.. فى عندى جاكيتات لأبو عمار كنت ببكى إنهم جابوها بالشحن.
■ وائل: يعنى قاعدة بتطلعى بدل ياسر عرفات؟
- سها: ما هى أخذتهم من البيت ورمتهم بمخزن ريحتهم طالعة، كله فوق بعضه بكراتين بطريقة مهينة جدا بمعنى إنى أقدر أرميلك أواعيكى بالشارع إنتى أرملة ياسر عرفات أنا ليلى بن على بقدر أرميلك أواعيكى بالشارع، كنت دايما أقولها يا ليلى لا تكبر الله أكبر المثل هيك بيقول.. بعثتهم على مالطا جاؤوا بشهر 12بعد ما عملت مقابلة ب«الحياة اللندنية» بقول زهوة بتسأل وين الكمبيوتر اللى قدملى إياه الرئيس بن على كان قدملها كمبيوتر وهى صغيرة، فالظاهر استحوا على حالهم وجرفولى أغراضى. قبل هذه القصة جاء السفير التونسى وشاف مستشار للسفارة كان أخويا مسافر بعمان وقاله بدنا تعطينا الباسبور التونسى، فقلت له اتفضل هذا الباسبور التونسى هما اللى عرضوا إنهم يعطونى إياه مش أنا اللى طلبته.
■ وائل: يعنى هما منحوكى الجنسية التونسية وحينما انتقمت منكِ ليلى بن على جاء السفير التونسى خصيصا وطلب جواز السفر.
- سها: فورا وأنا دافعت عن حالى ولا إنسان استعد ليحكى كلمة، بس أنا بقول أنا عندى شىء لله وأنا بعرف إنه الله حامينى وياسر عرفات حامينى.
■ وائل: قبل ماتكملى ده حكم المحكمة يعنى استطاعت زوجة الرئيس السابق ليلى بن على إنها تطلع حكم محكمة يتعلق بدار الضيافة وإنهم هايبيعوا حاجتك فى المزاد كمان؟
- سها: إذا ما أخذتها لمدة 8 أيام هايبيعوا حاجاتى فى المزاد.
■ وائل: وتستخدم القضاء وتطلع حكم محكمة؟
- سها: القاضى عندهم بالقصر بيعمل اللى بدهم إياه.. صار كمان وزير خارجية تونس ما عنده شغلة إلا يروح لكل وزراء الدول من كل أنحاء العالم ويقولهم سها عرفات لازم تكون غير مرغوب فيها، ويقول عندى وثائق وملفات.. يا عمى لو عندك اتفضل طلعها إذا عندك وكنت أقولهم كل يوم الساعة 2 الآن بتجينى مصيبة، لأنه كل يوم فى هذا الميعاد لما بييجى الرئيس بن على على الغداء بتبدأ تحكيله على الناس أنا كنت عايشة معهم وبعرف حتى البنك سكّروا الحساب.. كل يوم قصة كل يوم أسمع إنه واحد من اللى حواليه صار له شىء.
■ وائل: حلوة أوى الساعة 2 دى.. الساعة 2 اللى هو بيتغدى فيها مع ليلى بن على؟
- سها: الساعة 2 لأن كنت أنا صديقتهم وبعرف.
■ وائل: الساعة 2 تبتدى ليلى تمارس الأعمال الشيطانية؟
- سها: بس توصل بيهم إن يبعتوا للدول الأوروبية إذا إنتوا لو ما بتتعاملوا مع سها عرفات وبتعملولها مصايب ومشاكل بنرفض نتعامل معاكم بموضوع الإرهاب.. هذه قصة كبيرة.
■ وائل: تصل إلى ذلك يعنى تونس تهدد بعدم التعامل مع الدول الأوروبية فى موضوع الإرهاب إذا عاملوا سها عرفات معاملة جيدة؟
- سها: أيوه وقالوا على زهوة بنت تونسية إحنا بناخدها.. هذا الكلام موثق أنا ما هاقول مين وكيف حفظا للتاريخ.
■ وائل: هددوا باختطاف زهوة عرفات لأنها تونسية؟
- سها: قالوا آه إحنا بنربيها ضحوا بيها.. أنا مش مهمة كتير قدام ملف الإرهاب مين أنا؟! أى دولة أوروبية بتضحى بيه قدام ملفات الإرهاب.. لازم تحطموها.
■ وائل: تحطموا سها عرفات نتعاون معكم؟
- سها: تحطموها نتعاون معكم بالإرهاب ما بتحطموها كذا.. وصلت لهذه المرحلة.
■ وائل: وإنت تأكدتِ من هذه المعلومات؟
- سها: ألف بالألف، وأنا التزمت رسميا لعدة دول بهذه الفترة إنى أنا ما أجيب سيرتهم ولا بالصحافة ولا بالإعلام ولا بشىء، لأنه أنا مش مستعدة إنى بدل ما أكون حامية ضد الإرهاب أكون مستهدفة وأنا لى 4 سنين مش بحكى عالصحافة أول مرة بحكى وبجيب سيرتهم.
■ وائل: إنت مقلة فى أحاديثك الصحفية والتليفزيونية؟
- سها: قبل ما تروح بشهر بعثت لسفير فلسطين.. سفير تونس طلب مقابلة سفير فلسطين هنا فى مالطا. قال رسميا بيكفى تحكى عليا يا سها، إذا حكت عليا أنا بحطمها وبعمل وبعمل وأنا مش بجيب سيرتها لسببين لأنى مش حطاها ببالى لأنى بربى بنتى.
■ وائل: ده تهديد من ليلى بن على قبل سقوط النظام بشهر؟
- سها: آه تهديد بشهر 11السنة الماضية فأنا بعثت لها أعلى ما فى خيلك إركبيه.
■ وائل: وصلتيلها هذه الرسالة.. يعنى اللى عاوزة تعمليه اعمليه.. وزير الخارجية أصبح مكلف بملف سها عرفات فقط.. يعنى يصل الحد بالدول الأوروبية إنها تقولك لا تتكلمى عن ليلى بن على حتى تستمر تونس فى التعامل معنا فى مواجهة الإرهاب ومواجهة التيارات الدينية المتطرفة؟
- سها: آه هذه مش أول مرة بيعملها، بيعملها مع كل معارض لبلاد عملها مع كل المعارضين بالبلاد مش أنا بس فتخيل إنه أنا أوصل لهذه المرحلة.

تونس كانت الملجأ والملاذ للقيادة الفلسطينية.. كنت مدينة ب200 ألف دينار بعد وفاة عرفات
■ وائل: لماذا اخترتِ تونس تحديدا للإقامة فيها بشكل دائم بعد وفاة أبو عمار؟
-سها: تونس لم تكن الملجأ والملاذ لى ولعائلة أبو عمار فقط، فقد كانت الملجأ والملاذ لكل القيادة الفلسطينية عندما خرجت من بيروت، وكان الرئيس التونسى الراحل بورقيبة أول من استقبل القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الزعيم الخالد ياسر عرفات، فقد استقبلوهم أحر استقبال، كما أن الدم الفلسطينى اختلط بالدم التونسى فى غارة «حمام الشط». ومن المعروف أن كل مؤسسات منظمة التحرير كانت فى تونس. ولما استشهد أبو عمار كنت أعيش فى باريس، فوجدت أننى لا بد أن أعيش مع ابنتى فى بلد عربى، فتوجهت إلى تونس. أنا لا أنكر أنهم استضافونى أفضل استضافة، لأن نكران الجميل ليس من طباعى، ولا من طباع أبو عمار. ولكن النقطة السوداء جاءت عندما قررت أنا وأستاذة بالمدرسة الأمريكية اسمها سناء خليف إنشاء مدرسة للفلسطينيين، فلما علمت ليلى بن على زوجة الرئيس التونسى السابق زين العابدين بن على، ذلك قالت لنا «بدنا نكبر ونعمل مدرسة كبيرة»، فوافقت على ذلك.
■ وائل: إذن هى التى أقحمت اسمها فى مشروع المدرسة؟
- سها: نعم، لقد قلت لها إننى أريد إقامة مدرسة دولية بأسعار بسيطة، لكنها أقحمت نفسها وكبر المشروع ومعه كثرت الخلافات.
■ وائل: وما حاجتك إلى إقامة هذا المشروع؟
- سها: الفائدة ليست مادية، فقط كانت لشغل الوقت، لقد كنت معتادة على مثل هذه النشاطات الخيرية.
■ وائل: كان يجب عليكِ أن لا تقحمى نفسك فى قضية قروض بنكية؟
- سها: بعد وفاة أبو عمار اعتبرت نفسى مواطنة عادية، أنا كنت مدينة ب200 ألف دينار، لإقامة المدرسة.
■ وائل: بضمان ماذا؟
- سها: بضمان مزرعة زيت وزيتون استأجرناها لمدة 45 سنة، ولكن المزرعة تم تجريفها بعد ما طردتنا ليلى.
■ وائل: هل هذه ملك خاص لياسر عرفات أم للسلطة الفلسطينية؟
- سها: كانت استئجارا ل45 سنة بالقوانين التونسية، ولدى كل الأوراق.
■ وائل: وكم كانت حصة ليلى بن على، وكيف تم توزيع الحصص؟
- سها: خمسين خمسين، مافيش حصص.. الشىء اللى كتير غريب أن جوزها بن على دفع للمشروع مليون ونص دولار تبرع من وزارة التعليم.
■ وائل: دفعتلك قيمة ما سددتيه من القرض وتم تسجيل اسمك باسم بنت أخت ليلى بن على اللى هى أسماء محجوب؟
- سها: صارت هى المالكة الوحيدة والقائمة الوحيدة على كل هذا الموضوع.. وبعدين هذه المنطقة كان اسمها سيدى داوود بآخر الدنيا، عملتها قرطاج ما باعرف كيف عملتها قرطاج.
■ وائل: ماخفتيش من ليلى بن على زوجة الرئيس فى دولة بوليسية، مثل معظم الدول العربية حينما تقولين لها أنا هاسيب البلد وأمشى؟
- سها: فى البداية ماخفتش لأن أبو عمار معودنى على الشجاعة، أنا فى البداية حكيت بكل جرأة ورحت على السفير الفرنسى قلتله اسمع مش انت قلتلى عملتو هيك.. أنا احتجيت على هذا الموضوع وأنا طلعت فرجعت على البيت، كانت بعثت لى بنت أختها والمحاسبة عملنا إحالة حصص فورية بالموضوع وأخذت عن عاتقى القرض.
■ وائل: هل كانت مدرسة للأغنياء فقط كما قال البعض؟
- سها: لا، هذه المقولات مثل المسلسلات التركية والمكسيكية، المشكلة فى الإعلام يا سيدى، لقد كنت فى الإعلام الغربى قبل الانتفاضة الفلسطينية الأولى، سها عرفات الشقراء الجميلة المسيحية من عائلة أرثوذوكسية، والتى يملك والدها بنك معروف فى فلسطين، وأمها الصحفية ريموندا الطويل، ولم تنقطع مقالات المديح والثناء عنى، أما بعد الانتفاضة فأصبحت سها عرفات زبونة بيوت الأزياء، وشوارع باريس، ومقتنية المجوهرات الأولى. كل هذا الكلام غير صحيح، وأتحدى أن يكون أحد قد رآنى فى عرض أزياء أو فى محل مجوهرات أو يكون أحد قد رآنى فى أى مناسبة وطنية أو عالمية أرتدى ثوبا غير الثوب الفلسطينى.

حياة الفقر و«الفأر» فى بيت أبو عمار
الفئران كانت تملأ غرفة نومى.. ولو رغبت فى حياة البذخ لما تزوجت قائدا فلسطينيا
حياة البذخ والترف، التى اشتهرت بها سُها عرفات، كانت محورا آخر للحوار. قبل الانتفاضة الفلسطينية الأولى كان الإعلام يتعامل مع سها بشكل تصفه هى بأنه «كويس»، لكن بعد الانتفاضة انقلب عليها الإعلام باتهامها على الدوام بأنها تعيش حياة مترفة، بعيدا عن آلام الفلسطينيين.
■ يسأل وائل هنا: لماذا بعد الانتفاضة تحديدا؟
- سها: لأننى كنت قاعدة فى شقة صغيرة بباريس، مستأجرة، عشت فيها أكثر مما عشت فى فلسطين، لأن حياتنا وتربيتنا ودراستنا وثقافتنا كانت فرنسية، لذلك لم يكن فى ثورة ولا بنعرف أبو عمار. طلعنا على باريس ندرس زى كل اللى بيطلعوا يدرسوا، وبقيت فى باريس. وكنت قائدة حركة الطلاب العرب ضد الطلاب اليهود، وكونّا الاتحاد العام للطلبة الفلسطينيين فى باريس، ودائما كانت عندنا حركة وطنية فى الجامعات، وأنا كنت فى السوربون تحديدا، كنا نعمل ستاند، واليهود المتطرفون ورانا فى ستاند آخر، ولدينا كثير من صور المظاهرات، وفى حرب لبنان أنا قدت مظاهرات فى باريس. كانت حياتى هناك ثقافية بدرجة أكبر، لذلك كنت أقضى أغلب وقتى فى المكتبة والدراسة.
■ وائل: لم تكونى نموذجا آخر ل«مارى أنطوانت» فى البذخ؟
- سها: لا أبدا، لو كنت مارى أنطوانت، لم أكن لأتزوج ياسر عرفات من الأساس. كنت مخطوبة لمواطن فرنسى من أشهر العائلات الفرنسية، وهذه المرة الأولى التى أعلن فيها ذلك، وتركت خطيبى الفرنسى، وكان محاميا كبيرا هناك، من أجل أبو عمار، وعائلتى تعرف أننا كنا على وشك الزواج، قبل أن أتعرف على أبو عمار. الذى عشت معه فى نصف بيت فقط.
■ وائل: يعنى أبو عمار كان يعلم أنك بالفعل مخطوبة لهذا الشخص الفرنسى؟
- سها: أنا أول مرة بحكيها، ولازم يعرفها المشاهد. أبو عمار كان يتعجب ويقول لى: معقولة تتزوجى فرنسى؟! وصار بعدها فى استلطاف ما بينّا، وإلى الآن لم يتزوج خطيبى الفرنسى السابق، لأنه كان فى تعاطف كبير معى ومع القضية الفلسطينية، رغم أن أهله من أغنى أغنياء العائلات الفرنسية.
■ وائل: يبدو أن عرفات كان يقول لكى ذلك حتى يتزوجك هو؟
- سها: لما كنت أزوره، كان يقول لى دائما: ليه تتزوجى فرنسى؟ فأقول له: هذا الرجل كتير مليح وكتير مناسب، وأبوى راضى عنه، وشخصية مهمة، وأبوه من أهم الشخصيات فى الدولة الفرنسية. فيقول لى: لازم تتركيه، لازم تتركيه. فحسيت إن فيه استلطاف من أبو عمار، بعدها حبيته، حبيت الشخص والقائد. ورغم ذلك أنت تحكى عن الترف، أنا لو بدى أعيش الترف كان بوسعى أن أتزوج بأى ملياردير، وأعيش تلك الحياة التى تقصدها.
■ وائل: هل كان لديك هذا المشروع بالفعل؟
- سها: كنا بنعيش بغزة فى بيت كله فئران، أول ما جينا على غزة، ومع ذلك على راسى غزة من فوق، وبموت عليها. وكنت بالليل باسمع صفير، فكنت أقول لأبو عمار. يقول لى يا سها نامى ده فار! كيف بدى أنام وجارى فار؟! لأن غزة لم يكن بها مجارى بعد. بعدها قال للشباب يحطوا مصائد الفئران فى غرفة النوم، حتى إن أحد العاملين فى وزارة الصحة جاء ليستكشف الأمر. وكنت كلما دخلت غرفة نومى أجد فأرا فى كل مصيدة، فكنت «أشد فى شعرى.. شو بدى أعمل». «وهنا تعرض الشاشة وثيقة طريفة تثبت ملاحقة الأمن العام الفلسطينى للفئران فى بيت عرفات».
وتستكمل – سها: عيلتى كانت «شبعانة»، كل الفلسطينيين بيعرفوا أبو والدتى، كان اسمه حبيب حوا، وكان من الإقطاعيين اللى كان عندهم أراضى، وكان عندنا قلعة. والوالدة وإخواتها ولدوا فى قلعة جدين، اللى هى متحف دلوقتى. وبيت الوالدة معمول الآن متحف وفندق ب«عكا».. الوالدة أصلا من عكا. والوالد كان مدير بنك مؤسس للبنك العثمانى بنابلس، وكان عصامى بنى حاله بحاله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.