لصوص لكن ظرفاء «أحمد مظهر» و«عادل إمام» لصوص أى نعم.. ولكنهما لصوص ظرفاء ولطاف ودمهم خفيف وعُبط.. اضطرا إلى عمل فتحة فى أرضية الشقة التى تعلو محل الجواهرجى الذى يريدان سرقته ليمرقا منها إلى المحل إيمانا منهما بأنه “إذا بليتم فاستتروا” وخوفا من الوقوع فى قبضة البوليس.. وبصرف النظر عن أنهما فى نهاية الفيلم قد وقعا بالفعل فى قبضة البوليس.. إلا أنهما على الأقل كان عندهم دم وشعور بالخوف ناتج عن معرفتهما بأن ما يفعلانه اسمه سرقة! تلك القطعية من اللصوص الظرفاء والعُبط أمرهم هين ومقدور عليهم وكده كده فى نهاية الفيلم بيتقفشوا.. المشكلة كل المشكلة فى قطعية أخرى من اللصوص.. إنهم سارقى الآمال من القلوب والثورات من الشعوب.. تراهم لأول وهلة فتقول دول مش لصوصولكنهم فى حقيقة الأمر لصوص.. ومشكلة هؤلاء أنهم ليسوا ظرفاء على الإطلاق ومش لطاف خالص ودمهم تقيل زى هزارهم.. وعلى الرغم من أنهم يمارسون السرقة فى وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من الجميعوعلى الرغم من إيمانهم بأنه إذا بليتم ماتستتروش ولا حاجة.. على الرغم من كل هذا.. فإنهم وياللعجب ما بيتقفشوش فى آخر الفيلم.. مش بس كده.. لأ.. دا كمان اللى يقولهم تلت التلاتة كام.. هو اللى بيتقفش! أبى فوق الشجره هكذا.. إنحرف الشاب الطائش والمراهق «عبدالحليم حافظ».. فجرى وراء نزواته.. وترك نفسه بين يدى الراقصة «نادية لطفي».. ورمى نفسه فى الحضن الذى سقاه الإنبساط والمتعة مضافا إليهما الغم والهم والحزن والنكدحتى خربت حياته وتحولت إلى جحيم.. ذهب إليه أبيه «عماد حمدي» لإنقاذه من بين براثن ذلك العالم الفاسد ليقع فيما وقع فيه ابنه.. ولكن مع «نبيلة السيد» التى تنتمى إلى نفس العالم.. ومن هنا جاءت تسمية الفيلم «أبى فوق الشجرة».. حيث ذهب الأب لإنزال ابنه من فوق الشجرة.. ليصعد هو بدلا منه! وهذا هو بالظبط ما حدث مع الضباط الأحرار بعد أن رأوا أن الملك فاروق ترك نفسه لنزواته ومغامراته ورمى البلد وراء ظهره.. فقاموا بثورتهم لإنزاله من فوق شجرة الحكم الفاسد.. ليصعدوا هم.. وليصبح الفساد أضعافا مضاعفة عما كان عليه أيام الملكية.. الآن وبعد مرور 59 عاما على قيام الثورة لإحلال فساد رجال الملك بفساد رجال الثورة.. وبعد قيام كمان ثوره تانيه للإطاحه بذلك الحكم العسكرى المزمن.. بات من الواضح أن»عماد حمدي» كان حسيس أكثر بمراحل من العسكر.. حيث أنه فى نهاية الفيلم رجع لصوابه ونزل من فوق الشجرة.. بينما العسكر حتى الآن لسه مانزلوش من فوق الشجرة.. وشكلهم مش ناويين ينزلوا! عودة أخطر رجل فى العالم إنه أخطر رجل فى العالم.. بعد أن تصور البعض أنه قد انتهى.. ها هو يعود للظهور مرة أخرى مؤكدا للجميع أنه أسطورة لا تنتهى.. خبراء من شتى بقاع العالم يدرسونه كظاهرة لا ولن تتكرر.. يقتل خصومه بجميع الطرق والوسائل.. ينهى حياتهم بقبلة مميتة أو برصاصة موجهة عبر سماعة التليفون.. رجال عصابته ينتظرون عودته كل مرة وعقب كل عملية بيقين لا يعرف اليأس.. يتعامل معه رجاله بمزيج من الرهبة والنفاق والتقدير على الرغم من معايرته المستمرة لهم بأنه لمُّهم من الحوارى والأزقه ليصنع منهم بنى آدمين ومجرمين ورجال عصابات مشاهير يُشار لهم بالبنان.. يدينون له بولاء منبعه أنه رئيسهم وبخوف منبعه احتمالية الإطاحة والبطش بمن يخطئ منهم فى أى وقت.. ولاء وخوف.. تلك هى التركيبة السحرية القادرة على احتفاظ أى زعيم عصابة مثله بسطوته ونفوذه ومكانته بين رجاله.. حتى بعد رحيله عن منصب زعيم العصابه رسميا! إنه مسترإكس.. أخطر رجل فى العالم.. والذى بعد أن يتصور الجميع فى نهاية الفيلم أن أسطورته خلاص قد إنتهت.. يظهر طفل صغير بشنب على حمام السباحة.. مؤكدا أنه مستر إكس.. ويجرى تجاه أمه التى تحتضنه وهى تنظر للكاميرا لنكتشف أنها هى أيضا مستر إكس بينما تؤكد لنا على أنه.. مستر إكس مالوش نهاية.. مستر إكسHAS NO END