استمرارا للسياسة الإسرائيلية بشغل الرأى العام الداخلى فى تل أبيب بوجود خطر خارجى لتنويم حركة الاحتجاجات المشتعلة هناك، يعمل كل من بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة ووزير دفاعه إيهود باراك على تجنيد وزراء حكومتهم للحصول على موافقة وإجماع من أجل شن عملية عسكرية ضد إيران. أمس قالت صحيفة «هآرتس» العبرية إن نتنياهو وباراك يواصلان العمل هذه الأيام لتجنيد غالبية وزارية مؤيدة لعملية عسكرية ضد إيران بسبب برنامجها النووى، مضيفة أن هذه المحاولة تلاقى فشلا كبيرا بسبب رفض عدد كبير من الوزراء الهجوم على طهران وعلى رأسهم يوفال شطاينتس وزير المالية وإيلى يشاى وزير الداخلية اللذان يرفضان القيام بعملية عسكرية فى التوقيت الحالى. الرافضون فى إسرائيل يفضلون سلاح العقوبات الاقتصادية الغربية على طهران لإبعاد طهران عن السير باتجاه القنبلة النووية، كما يخشون من القيام بالهجوم دون التنسيق الكامل مع الإدارة الأمريكية وفقا ل«هآرتس» التى نقلت عن مسؤولين بخارجية تل أبيب قولهم إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذى سيصدر فى الثامن من هذا الشهر، سيكون له تأثير حاسم على اتخاذ القرار فى إسرائيل، متوقعة أن يكشف التقرير تفاصيل جديدة كثيرة عن المحاولات الإيرانية لتطوير أسلحة نووية، لا فقط لأهداف مدنية. لكن رغم حالة الرفض، ما زال نتنياهو وباراك يقودان حملات إعلامية وسياسية للفت أنظار المتظاهرين الإسرائيليين الذين قاموا بمسيرات غاضبة السبت الماضى عن احتجاجاتهم، وكان آخر مظاهر ذلك تصريحات لباراك الثلاثاء قال فيها إن تل أبيب ستدافع عن مصالحها دون الاعتماد على جهات خارجية، فى إشارة إلى واشنطن.