ربما تكون نقلة نوعية فى العمل السياسى المصرى، إذ جاء تسلم حزب التحرير الشيعى، الذى أسسه أمين عام قوى آل البيت، الطاهر الهاشمى، وأحمد راسم النفيس، إخطار الموافقة على الحزب من الهيئة العليا لشؤون الأحزاب مؤخرا، ليبدأ الحزب فى ممارسة مهامه السياسية، كأول حزب شيعى سياسى فى مصر، ليعيد الحديث مجددا عن القوة الشيعية فى مصر. الحزب الشيعى عرف نفسه بأنه حزب مدنى يسعى إلى تحقيق التحرر الوطنى الكامل والدفع فى طريق التنمية المستدامة من خلال السعى إلى تحقيق ما سماه بالاستقلال الوطنى الكامل للبلاد فى كل المجالات، وانتقد بشدة عبر برنامجه، فى كلمته التمهيدية تلك الأحزاب التى يقال إنها ذات المرجعية الإسلامية الخاصة. المرأة فى حزب التحرير، وكما جاء فى برنامجه نصف المجتمع، ويستمد الحزب رؤيته تجاهها من التراث الإنسانى المقدس وغيره، لتصبح تلك المرأة القادرة على الولوج فى المجتمع بنفسها، لا بما يمليه عليها الآخرون، وفقا لما ورد فى برنامج الحزب، مضيفا أنها -أى المرأة- شريك كامل فى المجتمع لا مخلوق من الدرجة الدنيا، وشدد على حق المرأة فى ممارسة حريتها السياسية فى جميع المناشط من أقل مستوى ممكن إلى أعلى مستوى تقدر عليه، ما دامت ملكت القدرة على الاطلاع على هذه المهام ورأى المجتمع أنها قادرة على ذلك. ومن المرأة إلى المواطنة رفض الحزب مبدأ ما سماه بالأقليات والجماعات العرقية والطائفية، التى وصفها ب«السوق السوداء السياسية»، واعتبر الحزب أن مبدأ المواطنة يتجسد جليا عبر المشاركة الكاملة فى جميع الحقوق والواجبات. الحزب شدد على أن الوطنية المصرية هى القاسم المشترك الذى يجمع أفراد المجتمع، خصوصا أنهم أمام القانون سواء، مع ضرورة انتفاء الفوارق بين مصرى ومصرى فى المناصب العليا وغيرها، نظرا لاختلاف الدين أو المذهب أو العرق أو الجنس أو الموقع الجغرافى. المواطنة التى حازت مساحة كبيرة فى برنامج الحزب اشتملت على ورقة علاج من خلال تفعيل الدور الكنسى المتمثل فى الكنيسة القبطية المصرية فى قضايا العلاقات الخارجية المصرية. ولم تغب القضية الفلسطينية عن برنامج الحزب، التى عبر عنها من خلال وضع ما سماه ب«استراتيجية الحزب تجاه القضية الفلسطينية والمقاومة»، وتمثلت فى ست نقاط، هى الاستعداد والتأهب لمواجهة أى عدوان محتمل من هذا الكيان الغاصب للقدس، ودعم قوى المقاومة الإسلامية والعربية -سياسيا وإعلاميا- والدفاع عنها فى المحافل الإقليمية والدولية لحين قبول العدو بإعادة كامل الحقوق الفلسطينية المغتصبة وأولها حق العودة، والعمل على تعزيز وحدة الشعب الفلسطينى، خصوصا قوات المقاومة، وتعزيز الوحدة الإسلامية والعربية، وتقوية العلاقات بين هذه الدول باعتبارها حجر الأساس لصيانة حقوق العرب والمسلمين عامة والشعب الفلسطينى خاصة، وتحصين مجتمعاتنا العربية من الاختراق الصهيونى، وإيقاف شتى صنوف التطبيع مع العدو الذى يصر على استكمال خططه العدوانية، وهو يعد الآن العدة لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أطلاله، وإعلاء ثقافة المقاومة وحض الشعوب العربية على إعداد العدة لمواجهة أى عدوان صهيونى محتمل على مقدساتنا. شيعة الحزب لم يغفلوا قضية الحريات، فاعتبارها قضية مركزية فى التحرر الوطنى، سواء كانت هذه الحرية «حرية الاعتقاد أو حرية التعبير وحرية ممارسة السياسة»، وباعتبارها حقا دستوريا يكفله القانون والدستور.