«من كنس شوارع الجامعة ودهن أرصفتها إلى تنظيم الدخول إلى المدرجات وبيع الكتب الدينية» هكذا ظهر الطلاب السلفيون داخل جامعة القاهرة خلال الأيام الماضية، محاولين كسب ود طلاب الجامعة وشغل المساحة التى كان يشغلها طلاب جماعة الإخوان المسلمين الذين تراجعت أنشطتهم الجامعية بشكل ملحوظ فى ظل انشغالهم بمعركة انتخابات مجلسى الشعب والشورى. شباب الدعوة السلفية بجامعة القاهرة انتشروا بساحات الجامعة على مدى اليومين الماضيين حاملين مكانس يدوية ودهانات لتنظيف الجامعة وتجميلها، لكنهم استغلوا تلك المناسبة فى دعوة الطلاب إلى الفصل بين الجنسين داخل المدرجات وجمع التبرعات لشراء أجهزة طبية لمستشفى قصر العينى والإعلان عن معارض بيع الكتب الدينية التى يقيمونها بممرات الجامعة. أنشطة الطلاب السلفيين لم تغب عنها الدعاية الانتخابية لمرشحى التيار السلفى فى الانتخابات البرلمانية، كما لم يغب عنها الدعاية لدروس وخطب مشايخ الحركة السلفية وتنظيم رحلات مصغرة لحضور تلك الدروس الليلية فى القاهرة والمحافظات. الربط الواضح بين الأسر الطلابية والأحزاب السلفية بدا واضحا حتى فى مسمى تلك الأسر، ففى جامعة القاهرة أسس طلاب الدعوة السلفية أسرتهم تحت مسمى حزب النور، بينما تسمّت مجموعة سلفية أخرى باسم أسرة الفضيلة إلى جانب أسر طلابية أخرى، أنشئت تحت اسم الفردوس والأندلس. النشاط الملحوظ لطلاب الدعوة السلفية جاء عقب سنوات طويلة من الحظر والاستبداد الذى مارسه ضدهم النظام البائد الذى حاول بكل الطرق منعهم من ممارسة أى نشاط داخل الجامعة، ولم ينجح طلاب الدعوة السلفية وقتها فى فك هذا الحظر على عكس طلاب الإخوان المسلمين الذى حاولوا بكل الطرق الهروب من حظر النظام السابق ومحاولة إقامة فاعلياتهم ونشاطهم الطلابى فى الجامعة إلا أن الأمر اختلف كثيرا بعد الثورة، فخرج طلاب الدعوة السلفية من منفاهم ليعلنوا بكل قوة عن فاعليتهم ونشاطهم داخل الجامعة مع تراجع طلاب الإخوان المسلمين، ليقتنص طلاب السلفية كعكة الجامعة من طلاب الإخوان المسلمين.