ألغت جامعة القاهرة بشكل مفاجئ اللقاء المفتوح الذي كان مقررا عقده ظهر الاثنين بين الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان وطلاب الجامعة، دون الإعلان عن سبب الإلغاء، لكن "المصريون" علمت أن ذلك جاء بناءً على طلب من جهة سيادية، بهدف طمأنة الأقباط وحركات المجتمع المدني، ردًا على ما يتردد عن دعم الدولة لشيوخ السلفيين على حساب الحركات السياسية والأقباط. وطلب رئيس جامعة القاهرة الدكتور حسام كامل من إدارة الأنشطة الطلابية التابعة لوزارة التعليم العالي الاعتذار للجهة الداعية لندوة حسان، بزعم عدم وجود مكان يتسع للقاء، وتعارض موعده مع انتخاب أمين اتحاد الجامعة، على الرغم من أن الانتخابات مقصورة على أمناء اتحاد الكليات وتجرى فى قاعة مؤتمرات صغيرة خارج الحرم الجامعي. وكانت جامعة القاهرة أعلنت عن استضافة الشيخ محمد حسان بمدرج العيوطى، أكبر مدرجات الجامعة عقد لقاء مفتوح بالطلاب فى الثانية عشرة ظهر الاثنين، بعنوان: "مصر تجمعنا"، للتأكيد على الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط في مصر، والدعوة إلى عدم الالتفات إلى حملات الترويع والتخويف من الإسلام لأنه دين الحق والعدل. ويأتي ذلك بعد أن ألقى حسان في الأسبوع الماضية محاضرة بجامعة عين شمس حضرها أكثر من عشرة آلاف طالب فى أول لقاء مفتوح لأحد شيوخ السلفية بالجامعات المصرية في العقود الثلاثة الأخيرة. وتزامن إلغاء ندوة حسان مع عودة فريق من ضباط "أمن الدولة" السابق بالجامعات للعمل بنفس مواقعهم تحت اسم جهاز "الأمن الوطني"، وهو الجهاز الذي أسسه وزير الداخلية منصور العيسوي والذي تقتصر مهمته على مكافحة الإرهاب. وعلمت "المصريون" أن ضباط جهاز "الأمن الوطني" المعنيين بمتابعة الجامعات اجتمعوا أمس مع عدد من مسئولي الإدارات الجامعية وتم إطلاعهم على تقارير توضح نسبة طلاب "الإخوان المسلمين" والحركات السياسية، إلى نسبة الطلاب المستقلين وطلاب الاتحادات السابقة داخل الاتحاد. ويضم الطاقم الأمني كلاً من العميد مدحت عاطف حشاد، نائب مدير مكتب "أمن الدولة" السابق بالجيزة ومسئول شعبة الطلبة ومتابعة الحالة بجامعة القاهرة، والعقيد حسام نبيل حسن، والرائد أحمد تامر فريد، والذين كانوا مسئولين عن متابعة نشاط الطلبة والأساتذة والعاملين بجهاز "أمن الدولة". وقد قام الثلاثة بزيارة مكاتب مسئولين بالجامعة وأخطروهم بمعاودة نشاطهم بمتابعة الجامعة تحت مسمى جهاز "الأمن الوطني".