أخيرا ومع استمرار سقوط قتلى المذابح السورية بمعدلات مخيفة، سمع ضحايا الأسد صوتا عربيا جاء على مهل بعد خمسة أشهر من الصمت المميت والحركة الكسيحة، كان صوت العاهل السعودى الذى تحيط به شكوك حول كونه خالصا لنصرة الثوار.. أعدادهم فى تزايد مستمر، وفقا لما ذكره اتحاد تنسيقيات الثورة السورية. كما أكد المرصد السورى وصول تعزيزات عسكرية وشاحنات تقل الشبيحة لمدينة معرة النعمان فجر أمس، متهما القوات السورية باعتقال ما لا يقل عن 1500 شخص بمدينة حماة، ومواصلة حملات الاعتقال، بينما يواصل شعب سوريا مطالبته بإسقاط النظام غير آبه بوحشية الأسد. وتزامنا مع قصف الدبابات مدينة دير الزور قامت السعودية باستدعاء سفيرها فى دمشق للتشاور بشأن الأحداث بسوريا فى ما يعد أول إجراء عربى نادر تجاه القمع السورى الوحشى. وفى خطاب خصصه العاهل السعودى للسوريين، قال الملك عبد الله بن عبد العزيز مساء أول من أمس (الأحد): «إن ما يحدث فى سوريا لا تقبل به المملكة العربية السعودية، فالحدث أكبر من أن تبرره الأسباب، بل يمكن للقيادة السورية تفعيل إصلاحات شاملة وسريعة، فمستقبل سوريا بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن تختار بإرادتها الحكمة أو أن تنجرف لأعماق الفوضى والضياع». أما الجامعة العربية فقد جاء انفعالها بالدماء السورية بتعبير أمينها العام عن «القلق المتزايد» تجاه الوضع فى سوريا، ودعوته إلى الوقف الفورى لأعمال العنف ضد المحتجين.. وهو ما فعله أيضا بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة، الذى جدد نداءه للأسد بوقف العنف، حيث ينتظر أن يقدم تقريره عن أحداث سوريا لمجلس الأمن غدا، بينما دعت واشنطن السلطات السورية إلى إعادة جنودها لثكناتهم على الفور.. أيضا تتلقى دمشق اليوم رسالة تركيا الحازمة على يد وزير خارجيتها أحمد داوود أوغلو خلال زيارته لسوريا، حيث توعدت الرئاسة السورية بأن تسمع تركيا فى المقابل كلاما أكثر حزما.