«لدينا شهداء، ولكن لن نعلن عنهم، حفاظا على الروح المعنوية للجنود». كلمات لخص بها المجلس العسكرى موقفه من الإعلان عن شهدائه فى أحداث ماسبيرو، لكن ذلك لم يمنع انتشار أرقام وروايات بشأن شهداء القوات المسلحة. «التحرير» زارت مستشفى معهد ناصر، القريب من منطقة الاشتباكات، وعلمت أن عددا من شهداء ومصابى الجيش وصلوا إليه وإلى المستشفى العسكرى فى كوبرى القبة. عناصر مختلفة من عمال الأمن والأطباء وفريق التمريض وموظفى الاستقبال، اختلفت روايتهم، حسب ما شاهده كل منهم، لكنهم جميعا اتفقوا على دخول نحو 83 من مجندى الشرطة العسكرية إلى مستشفى معهد ناصر، وخروجهم جميعا فى اليوم التالى، لأن إصاباتهم لم تتعد الكدمات والسحجات جراء الإصابة بسلاح أبيض. شهود العيان داخل المستشفى، الذين رفضوا ذكر أسمائهم، قالوا إنهم لم يستقبلوا أى حالة وفاة، وقال طبيب فى قسم الأشعة «كنت مسؤول الوردية بهذا اليوم وقمت بإجراءات الأشعة اللازمة لكل المجندين، كانوا أكثر من 65 مصابا، جميع إصاباتهم خارجية، وإصابة وحيدة خطيرة، بسبب طلق خرطوش مستقر بعظم حوض أحد الجنود، وكانت ساكنة، لا تمثل له خطرا على صحته، ويمكنه التعايش بها، دون الحاجة إلى إجراء جراحى». بينما قال أحد أعضاء فريق الإسعاف إن «الحالة الوحيدة التى قام بنقلها إلى مستشفى كوبرى القبة العسكرى، هى كسر مضاعف بذراع أحد الجنود، ولم تكن هناك أى إصابات نارية به». بخلاف «معهد ناصر» كانت الإدارة الطبية فى الدور السادس بمبنى ماسبيرو شاهدة على كثير من الحقائق، التى لا تزال غائبة. عامل مصاعد يقول إن عشرات الجنود المصابين مروا من أمامه، وبعضهم صعد معه إلى الدور السادس مصابا للعلاج فى الإدارة الطبية. بينما قال موظف آخر فى قطاع الأخبار إن «هناك إصابات خطرة، تم نقلها إلى داخل المبنى، وكان أغلبهم من مجندى الجيش لا الأمن المركزى».