نقلا عن سي ان ان- أعلنت الخارجية الأمريكية عزمها إرسال مبعوثين إلى روسيا وتركيا والصين لعرض الأدلة الموجودة حول وجود مخطط إيراني لإغتيال السفير السعودي لديها، في حين أشارت مصادر إلى أن مندوبة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة، سوزان رايس، قابلت الممثل الإيراني الدائم لدى المنظمة، محمد خزاعي. أما النائب الجمهوري، جون ماكين، فحمّل الرئيس باراك أوباما مسؤولية ما جرى، قائلاً إن «إدارته تدفع ثمن عدم دعمها للمعارضة بطهران». وقال ماكين، في مقابلة مع شبكة(CBS) «كان يمكننا تجنب هذا الأمر لو أننا دعمنا المظاهرات ضد الرئيس محمود أحمدي نجاد عام 2009 ونجحت المعارضة بإسقاط النظام». وأوضح ماكين، الذي كان ينافس أوباما في الانتخابات الرئاسية عام 2008، أنه لا يقصد القول بأن هذا السلوك الأمريكي دفع إيران إلى طرح خيار تنفيذ الإغتيال، ولكنه ساعد على منع إضعاف حكومة طهران. وشرح ماكين موقفه قائلاً «المحتجون في الشارع هتفوا باسم أوباما سائلين إياه ما إذا كان يقف معهم أو مع النظام، بينما خرج هو ليقول إنه لا يريد تهديد فرصة الحوار مع الإيرانيين، وبالتالي خسرنا هذه الفرصة، لأنني أعتقد أنه لو قمنا بمساعدة المحتجين لكنا رأينا تبدلات كبيرة في النظام اليوم». يشار إلى أن مظاهرات حاشدة ضد النظام إندلعت في إيران بعد الانتخابات الرئاسية عام 2009، بعد شكوك حول تزويرها لصالح نجاد، وقد استمرت الإحتجاجات لأسابيع، ولم تقم الولاياتالمتحدة بإجراءات استثنائية، لدعم تلك التحركات، خاصة وأن أوباما كان قد دشن ولايته بدعوة خصوم بلاده إلى الحوار. وفي واشنطن، قال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن اسمه، «إن التعرف على خطة إغتيال السفير السعودي، جاء بناء على معلومات من ما وصفها بانهامصادر متعددة»، مضيفاً أن تلك المعلومات تعززت بعد كشف تحويلات مالية. من جانبها، قالت فيكتوريا نولاند، الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، إن بلادها تعتزم تقديم معلومات إضافية حول المخطط إلى مسؤولين دوليين أعربوا عن رغبتهم بالإطلاع عليها. وبحسب نولاند، فإن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من بين من طلب الحصول على المعلومات الإضافية، وقد أكدت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية أن وفداً من الوزارة سيقوم بزيارة موسكو وأنقرة وبكين لهذا الهدف. ورفضت نولاند تقديم تفاصيل حول ما وصفته واشنطن ب«إتصال مباشر مع إيران» جرى مؤخراً حول هذه القضية، ولكن مصادر في واشنطن قالت «إن الإتصال هو عبارة عن لقاء تم الأربعاء بين مندوبة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة، والممثل الإيراني الدائم لدى المنظمة، محمد خزاعي». وبحسب المصدر، فإن واشنطن هي التي طلبت عقد اللقاء، غير أن مسؤولين في طهران رفضوا تأكيد حصوله. وكان أوباما قد تطرق للقضية الخميس، فقال إن المؤامرة المزعومة ضد السفير السعودي في الولاياتالمتحدة «ليست مجرد تصعيد خطير فقط، بل إنها جزء من نمط السلوك الخطير والمتهور من جانب الحكومة الإيرانية». ومضى الرئيس الأمريكي يقول إن الولاياتالمتحدة ستعمل مع شركائها الدوليين، وسوف تتخذ خطوات لضمان أن إيران ستدفع الثمن». ويوم الثلاثاء، أعلنت السلطات الفيدرالية الأمريكية أنها أحبطت «مخططاً إرهابياً داخل الولاياتالمتحدة، يبين تورط إيران فيه»، بحسب ما ذكر مسؤول أمريكي رفيع المستوى. وقال المسؤول إن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي ومكتب مكافحة المخدرات أحبطا خطة متورطة فيها إيران لتنفيذ عمل إرهابي داخل الأراضي الأمريكية، موضحاً أن الخطة المزعومة تمت بتوجيه من عناصر في الحكومة الإيرانية وتستهدف إغتيال السفير السعودي لدى واشنطن، عادل الجبير. من ناحيته، قال المتحدث باسم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، «علي أكبر جفانفكر»، الثلاثاء إن المخطط المزعوم بتورط إيران في إرتكاب عمل إرهابي داخل الولاياتالمتحدة ما هو إلا «فبركة». وفي المقابل، أدانت السعودية ومجلس التعاون الخليجي «محاولة إغتيال السفير السعودي لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية»، ووصفت الرياض المحاولة بأنها لا تتفق مع القيم والأخلاق الإنسانية السوية، فيما إعتبرها الأمين العام لدول مجلس التعاون إنتهاكاً سافراً ومرفوضاً لكل القوانين والإتفاقيات والأعراف الدولية.