«واشنطن» تعاقب «الحرس الثورى» بسبب مخطط اغتيال السفير السعودى

فى الوقت الذى بدأت فيه الإدارة الأمريكية فرض عقوبات على الحرس الثورى الإيرانى، بحسب ما أعلنه مسؤول أمريكى بارز فى الرياض، فى إطار مساعى واشنطن لعزل طهران بعد إعلانها الكشف عن مخطط لاغتيال السفير السعودى فى واشنطن عادل الجبير، استبعد خبراء دوليون أن تجبر الأزمة البيت الأبيض على إعلان الحرب على إيران، فيما أكد محللون إيرانيون أن فيلق القدس، التابع للحرس الثورى هو الذى دبر المؤامرة وأراد أن تكتشفها واشنطن وذلك بهدف ضرب قنوات الاتصال بين الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد وواشنطن فى الصراع المحتدم بين المحافظين والإصلاحيين فى إيران.
قال مسؤول أمريكى رفيع لصحيفة «الوطن» السعودية الجمعة إن بلاده بدأت فى تنفيذ عقوبات لعزل الحرس الثورى الإيرانى، ومن بين هذه الإجراءات أشار إلى حظر خدمات السفر الشخصية وتحويل الأموال. وقال المسؤول: لسنا الوحيدين الذين سنتبع هذا الإجراء ولكن ندعو الشركاء الدوليين لفرض هذا الحظر واتخاذ إجراءات جدية ضد إيران. وفى أحدث تفاصيل الأزمة، أعلنت الخارجية الأمريكية عزمها إرسال مبعوثين إلى روسيا وتركيا والصين لعرض الأدلة الموجودة حول وجود مخطط إيرانى لاغتيال السفير السعودى لديها. ورفضت فيكتوريا نولاند، الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، تقديم تفاصيل حول ما وصفته واشنطن ب«اتصال مباشر مع إيران» جرى مؤخراً حول هذه القضية. وكان «أوباما» قد تطرق للقضية فقال إن المؤامرة المزعومة ضد السفير السعودى فى الولايات المتحدة، مؤكدا أن كل الخيارات مطروحة للتعامل مع إيران.
وأكد خبراء ومحللون إيرانيون أنه حتى لو كانت التهم الأمريكية لإيران صحيحة فإن الرئيس محمود أحمدى نجاد وحكومته لا علاقة لهما على الأرجح بهذه المؤامرة، وقالوا لصحيفة «الشرق الأوسط» إن قوات الحرس الثورى وفرع العمليات الخاصة التابع لها والمعروف باسم «فيلق القدس» الذى تتهمه واشنطن بتدبير محاولة الاغتيال الفاشلة لا يخضع لنفوذ نجاد. ولعب الحرس الثورى دورا أساسيا فى مهاجمة نجاد أثناء خلافه الأخير مع رجال الدين الشيعة وأصبح الرئيس لا يتمتع فى الوقت الراهن بنفوذ كبير على أهم وأقوى تنظيمين فى البلاد، وهما وزارة الاستخبارات والحرس الثورى، حيث يخضع كل منهما لسيطرة الزعيم الروحى لإيران على خامنئى. ويعتقد المحللون أن الحرس الثورى دبر المؤامرة المزعومة لقتل السفير السعودى ولكنهم أرادوا أيضا أن يتم اكتشافها من قبل الاستخبارات الأمريكية حتى يتم تدمير أى قنوات للاتصال بين ممثلى نجاد والولايات المتحدة. ودخل أحمدى نجاد فى خلاف علنى مع المرشد الأعلى فى شهر أبريل الماضى عندما حاول عزل وزير الاستخبارات حيدر مصلحى.
ونقلت مجلة «إيكونوميست» تقارير ترى أن وثائق ويكيليكس المسربة مؤخرا تحمل دافع ودليل إدانة لإيران، مشيرة إلى أن طهران سعت للانتقام من السفير السعودى بعدما نقلت برقية بتاريخ 20 أبريل 2008 حثه واشنطن على مهاجمة البرنامج النووى الإيرانى قائلا «إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز يطلب منكم أن تقطعوا رأس الأفعى».
وأشار المحللون الأمريكيون إلى أن «خامنئى» يرى فى المواجهة مع التهديدات الأمريكية فرصة لتدعيم نظامه داخليا خاصة فى ظل الانقسامات والخلافات التى أصابته جراء حركة المعارضة «الخضراء». ولكن ديفيد هيرست يرى فى مقاله بصحيفة «الجارديان» البريطانية أن «المؤامرة الإيرانية» المزعومة تكشف عن صراع بين إيران والسعودية يهدد «الربيع العربى». وقال «هيرست»: «الأطراف المتعلقة بالمؤامرة، مرتبطة بمعارك بالنيابة للدفاع عن مصالحها فى الشرق الأوسط».