توالت أمس ردود الأفعال داخل ايران وخارجها عقب اتهام الولاياتالمتحدة الحكومة الإيرانية بالتخطيط لإغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير ضمن هجوم ارهابي كبير يتضمن سفارتي السعودية واسرائيل. يأتي ذلك في الوقت الذي أطلقت فيه الولاياتالمتحدة تحذيرا لجميع مواطنيها حول العالم من هجمات انتقامية محتملة بعد الاتهامات التي وجهتها لإيران. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها أمس الأول إن الحكومة الامريكية تؤكد أن هذا المخطط المدعوم من جانب ايران لاغتيال السفير السعودي قد يشير الي تركيز أكثر عدوانية من جانب الحكومة الايرانية علي النشاط الارهابي ضد دبلوماسيين من دول بعينها ليتضمن هجمات محتملة في الولاياتالمتحدة, وذكرت الوزارة أن التحذير قائم حتي11 يناير المقبل. وأعرب مندوب إيران الدائم لدي منظمة الأممالمتحدة محمد خزاعي في رسالة احتجاجية بعث بها إلي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس عن غضب بلاده إزاء مزاعم الولاياتالمتحدة بتورط طهران في مخطط لاغتيال السفير السعودي. وكتب خزاعي في الرسالة: أكتب اليكم للتعبير عن استيائنا فيما يتعلق بالاتهامات التي وجهها مسئولو الولاياتالمتحدة الي الجمهورية الاسلامية الايرانية بتورط بلدي في مؤامرة اغتيال تستهدف دبلوماسيا أجنبيا في واشنطن, وأكد أن الامة الايرانية تسعي الي عالم خال من الارهاب وتعتبر دعوات الولاياتالمتحدة الحالية الي الحرب وآلتها الدعائية ضد ايران تهديدا ليس موجها فقط اليها بل أيضا الي السلام والاستقرار في منطقة الخليج. وأضاف خزاعي أن طهران تدين بشكل قاطع وبأقوي العبارات هذا الاتهام الفاضح, كما تستنكر الاتهام الامريكي بوصفه مؤامرة شريرة محكمة التدبير تتسق مع سياستهم المعادية لايران لصرف الاهتمام عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الحالية في الداخل والثورات الشعبية والاحتجاجات ضد انظمة دكتاتورية في الخارج دأبت الولاياتالمتحدة علي تأييدها. ومن جانبه, وصف نائب وزير الخارجية الإيراني حسن قشقاوي الزعم بأن طهران خططت لاغتيال سفير السعودية في واشنطن محاولة مؤذية وحمقاء لتأجيج التوتر بين طهران والرياض, لكنه استبعد أن يكون لمثل هذه الإدعاءات أي تأثير علي العلاقات بين البلدين, بينما توقع محللون سياسيون في ايران تدهور العلاقات بين طهران والرياض. وانتقد رئيس مجلس الشوري الإسلامي الإيراني علي لاريجاني التصريحات الأمريكية, مشيرا في كلمة له أمس أمام البرلمان الإيراني إلي إن الأمريكيين يسعون من خلال تصريحات ساذجة وتغطية إعلامية واسعة العمل علي إخفاء جانب من مشاكلهم الداخلية. وكان الرئيس الامريكي باراك أوباما قد وصف المخطط الإيراني بأنه انتهاك فاضح للقانون الامريكي والدولي, وأفاد بيان للبيت الابيض بأن الرئيس الامريكي باراك اوباما أجري اتصالا هاتفيا بالسفير السعودي في واشنطن بشأن مخطط التفجير الإيراني وعبر له عن التضامن مع المملكة, وجدد للسفير إلتزام الولاياتالمتحدة بالوفاء بمسئولياتها لضمان أمن الدبلوماسيين العاملين علي أراضيها. وقال جو بايدن نائب الرئيس الامريكي إن إيران ستحاسب علي هذه المؤامرة, وقال إن إدارة الرئيس أوباما تعمل علي توحيد الرأي العالمي وراء رد أمريكي محتمل. في غضون ذلك, أعلنت الولاياتالمتحدة فرض عقوبات علي أربعة من عناصر الحرس الثوري الإيراني البارزين بعد الكشف عن مخطط طهران لاغتيال السفير السعودي. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي أن واشنطن دعت أيضا إلي البحث عن وسائل لزيادة عزلة إيران الدولية في عقب كشف قوات الأمن الأمريكية عن هذا المخطط. وفيما يتعلق برد الفعل السعودي, قال الرئيس السابق لأجهزة المخابرات السعودية الأمير تركي الفيصل إن أدلة ضلوع ايران في التخطيط لاغتيال السفير السعودي في الولاياتالمتحدة قوية ويظهر بوضوح الاصابع الإيرانية في هذا المخطط, مشيرا إلي أن ثمة شخصا ما في ايران سيدفع الثمن. وفي الإطار نفسه, أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق بعد إعلان الولاياتالمتحدة عن إحباطها للمؤامرة الإيرانية لاغتيال السفير عادل الجبير, محذرا من عواقب خطيرة قد تحدث في حالة التأكد من هذا المخطط. وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بلاده تجري مشاورات مع الولاياتالمتحدة ودول أخري بشأن فرض مزيد من العقوبات علي طهران واصفا المخطط الإيراني بالعمل المروع. ومن فيينا- مصطفي عبد الله: صرح علي أصغر سلطانية مندوب إيران الدائم لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا بأنه ينبغي إجراء المفاوضات بين اللجنة السداسية وايران في اجواء بناء وايجابية.واضاف ان الحكومة الايرانية دعت يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة منشآتها النووية, واصفا هذه الخطوة بانها تأكيد واضح علي ان ايران مستعدة للجلوس الي طاولة المفاوضات.