قال الدكتور عمار علي حسن – الخبير السياسي – أن الانتخابات المقبلة لاتزال تواجه احتمالين فإما أن تكون في صالح الثورة المصرية التي راح ضحيتها العديد من الشهداء وتدفعها للأمام، أو أن تكون أداة ردع في أيدي الثورة المضادة. جاء ذلك خلال الصالون الثقافي الذى أقيم مساء أمس الثلاثاء على هامش فعاليات معرض الإسكندرية الدولى للكتاب بأرض المعارض بالإسكندرية ، حيث قام عمار بقراءة فى رواية «شجرة العابد». وأكد أن من يعتقد أن القائمين على إجهاض الثورة من فلول الوطنى فقط فهو خاطئ ، قائلا «هناك ألوان طيف متعددة ضد الثورة، من بينهم إخوان وسلفيين، أصبحوا غير محسوبين على جماعاتهم ، وغيرهم من الأطياف السياسية». وأشار أنه يتوقع إعادة تشكيل الخريطة السياسية فى الفترة القادمة ، مشيرا أن هناك تغيير فى شباب الإخوان المسلمين والسلفيين، حيث خرج من تحت تلك العباءة 5 أحزاب بما يدل على زيادة قوة ذلك التيار فى الفترة المقبلة، بما يسمح باحتمالات دخول تشكيلة متعددة من الأطياف السياسية للبرلمان القادم . وحول سؤال أحد الحضورعن إمكانية ترشح العسكريين وفوزهم بالرئاسة ، قال عمار «حتى لو أراد العسكر الرجوع للحكم سيعودون، فنحن نمتلك انتخابات رئاسية لن تسمح بعد الآن ببقاء رئيس لفترات طويلة، والاهم أن لا نجعل من أحد إله وأن لا نبتعد عن العمل الجماعى»، مطالبا الحضور بعدم الانسياق وراء الأفكار المحبطة، مؤكدا أن من عاش لحظات 28 يناير لا يمكن أن ييأس من الحياة أو يشعر بخوف . من ناحية أخرى أوضح عمار أن المجتمع المصري في حاجة لنوع مختلف من الثورة فى الفكر والثقافة، عقب ثورته السياسية للقضاء ومحو الأمية المتواجد داخله، مشيرا أن الامية التى يعانيها كثير من المواطنين هى الأمية الثقافية وليست الأمية الابجدية، مضيفاً أنه رفض حضور أحد المهرجانات خارج مصر لأنها مكلفة للغاية ودعي منظمي المهرجان بوضع تكليف الحفلة في شراء بعض الكتب، لتثقيف الشعب. وأكد أن من حق الدولة رعاية المثقفين والفنانين مادياً، ومعنوياً وليس معني ذلك شراء أفكارهم وعقولهم كما صنع النظام السابق- على حد قوله، واصفا فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق بأنه كان يعامل المثقفين والفنانين كأنهم «فئران» في المصيدة كما اشار أنه في وقت الثورة فوجئ بوجود أعداد كبير من مختلف الأعمار من المثقفين داخل الميدان، وناقش البعض منهم بعض المقالات التي نشرت طوال السنوات الماضية.