ظاهرة غريبة وعجيبة، للأسف باتت مضحكة بصورة مقززة. والعروض تنهال ولا جديد، بل يبقى الوضع على ما هو عليه. فمنذ عام 2001 ومع ظهور جيل شوقى غريب البرونزى فى الأرجنتين، ونحن نسمع دائما أن لاعبى منتخبات الشباب المشاركين فى المونديال تنهال عليهم عروض من شتى الفرق والدول، والغريب أنهم يعودون إلى الدورى المحلى، ليظهر منهم البعض ويستكمل طريقه، ويختفى الآخر فى طى نسيان وذكريات. أتذكر أننى منذ متابعتى بطولات كأس العالم للشباب ومنذ عام 1981 لم يحترف أى لاعب مصرى خارج قواعد بلاده، اللهم إلا محمد اليمانى الذى كان قاب قوسين أو أدنى من صفوف السيدة العجوز لولا حادثة سيارته الشهيرة التى قضت على حلمه. أتعجب من الصحف ووسائل الإعلام المصرية التى دوما ما تكتب مانشيتات غريبة وعجيبة. فتارة نقرأ «ريال مدريد يفاوض فلانا سرا بملايين»، وتارة نسمع أن «مسؤولى النادى الفلانى فى مصر من أجل التعاقد مع اللاعب الفلانى» أيضا. لننظر إلى الأجيال التى مرت بالأرجنتين والإمارات وهولندا ومصر حتى كولومبيا حاليا، فنجد أن الإشاعات هى صاحبة الحظ الأوفر فى ذلك لأنه بالورقة والقلم لم يحترف أحد بعد تلك البطولات الخمس. شىء غريب يساور شكى العريض بأن اللاعبين يستسلمون لطموحات وقتية يمرون بها فى مرحلة تألق، وما بين تعنت أندية فى الاستغناء عن لاعبيها، تظهر مشكلة اللاعب المصرى فى ثقافته التى لا بد أن تتغير مع الزمن من لغة وحياة احترافية صحيحة مقارنة بالآخرين. ولنا فى غانا ونيجيريا أمثلة عديدة، فلاعبو تلك المنتخبات الإفريقية وصل معدل احترافهم من مونديال الشباب إلى نسبة 77% وفقا لما نشرته صحيفة «الليكيب» الفرنسية فى عددها الصادر فى فبراير من عام 2010 الماضى. «وتنهال العروض».. هكذا نقرأ ونسمع، ولكن الواقع أن الوهم سيطر على خيالنا العميق الذى بات حقل تجارب موسعة لكل مصادر الكلام فى العالم، ولنعلم الحقيقة المريرة التى لا بد من تعلمها، أن المنظومة عندنا فى كولومبيا لا تخدم سوى خمسة لاعبين فقط فى مونديال كولومبيا الحالى هم الأصلح للاحتراف الخارجى. وحتى ننتظر كلمة وتنهال العروض، فإننى حتى مقالى هذا ولحظة كتابته أحاول أن أكذب نفسى حتى أتأكد من تغيير صيغة «وتنهال» إلى «وصول عروض رسمية».