أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم 20 أكتوبر    هبوط الأخضر الأمريكي.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الإثنين 20-10-2025    أول تعليق من ميسي على تتويج المغرب بكأس العالم للشباب ضد الأرجنتين    ويتكوف: التقديرات بشأن كلفة إعادة إعمار غزة تبلغ نحو 50 مليار دولار    الكاف يهنئ المغرب على التتويج بمونديال الشباب 2025    صححوا مفاهيم أبنائكم عن أن حب الوطن فرض    ارتفاع جديد في أسعار الذهب داخل الأسواق المصرية اليوم الإثنين 20 أكتوبر 2025    عاجل - ترامب يؤكد: وقف إطلاق النار في غزة مازال ساريًا رغم الخروقات    ولي العهد السعودي وماكرون يناقشان جهود إحلال الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط    ارتفاع كبير تجاوز 2000 جنيه.. سعر طن الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 20-10-2025    ملخص وأهداف مباراة المغرب والأرجنتين في نهائي كأس العالم للشباب    هل ينتقل رمضان صبحي إلى الزمالك؟.. رد حاسم من بيراميدز    طقس حار وشبورة مائية كثيفة اليوم الاثنين 20 أكتوبر 2025 على أغلب أنحاء مصر    ماكرون: سرقة اللوفر هجوم على تراث فرنسا    كيت بلانشيت: مصر دورها قيادى فى إرساء السلام    «الترحال السياسى».. ظاهرة تثير الجدل فى «الانتخابات البرلمانية»    والد ضحية زميله بالإسماعيلية: صورة ابني لا تفارق خيالي بعد تقطيعه لأشلاء    موعد التحقيق مع عمر عصر ونجل رئيس اتحاد تنس الطاولة.. تعرف على التفاصيل    ميلان يقفز لقمة الدوري الإيطالي من بوابة فيورنتينا    هانى شاكر يُشعل دار الأوبرا بحفل ضخم ضمن مهرجان الموسيقى العربية    يسرا تشعل أجواء احتفال مهرجان الجونة بمسيرتها الفنية.. وتغنى جت الحرارة    عاجل - تفاصيل موعد صرف مرتبات شهر أكتوبر 2025 بعد قرار وزارة المالية    وفاة شابة عشرينية بسبب وشم قبل أسبوع من زفافها    مواد غذائية تساعدك على النوم العميق دون الحاجة إلى أدوية    الذكرى الثامنة لملحمة الواحات.. حين كتب رجال الشرطة بدمائهم صفحة جديدة في تاريخ الشرف المصري    قيادة التغيير    ضربه ب«مفك».. مصرع طالب على يد زميله في الدقهلية    ذكرى الأب تُنهي حياة الابن.. شاب ينهي خياته في الذكرى الخامسة لوفاة والده بالإسماعيلية    المغرب يرفع ميزانية الصحة والتعليم بعد موجة الاحتجاجات    أمريكا تفضح أكاذيب نتنياهو والبنتاجون يكشف حقيقة انفجار رفح    منصّة صيد مشبوهة قرب مطار بالم بيتش تثير قلقًا حول أمن الرئيس الأمريكي ترامب    «سول» تحتجز جنديا من كوريا الشمالية بعد عبوره الحدود البرية    6 أبراج «نجمهم ساطع».. غامضون يملكون سحرا خاصا وطاقتهم مفعمة بالحيوية    هشام جمال: «فشلت أوقف ليلى عن العياط خلال الفرح»    ليبيا.. حفتر يدعو إلى حراك شعبي واسع لتصحيح المسار السياسي    د. أمل قنديل تكتب: السلوكيات والوعي الثقافي    ثقافة إطسا تنظم ندوة بعنوان "الدروس المستفادة من حرب أكتوبر".. صور    فريق بحث لتحديد المتهم بالتعدي على مدرسة لغات في إمبابة    مضاعفاته قد تؤدي للوفاة.. أعراض وأسباب مرض «كاواساكي» بعد معاناة ابن حمزة نمرة    نحافة مقلقة أم رشاقة زائدة؟.. جدل واسع حول إطلالات هدى المفتي وتارا عماد في الجونة    الداخلية السورية: القبض على عصابة متورطة بالسطو على البنك العربي في دمشق    محافظ الغربية يجوب طنطا سيرًا على الأقدام لمتابعة أعمال النظافة ورفع الإشغالات    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 20 أكتوبر 2025 في القاهرة والمحافظات    سهام فودة تكتب: اللعب بالنار    محمد رياض يتصدر التريند بعد إعلان نجله عن نية تقديم جزء ثانٍ من «لن أعيش في جلباب أبي» والجمهور بين الصدمة والحنين    خبر في الجول – نهائي السوبر بتحكيم أجنبي.. وثنائي مصري لنصف النهائي    طارق العشرى: حرس الحدود خلال فترة قيادتى كان يشبه بيراميدز    الذكاء الاصطناعي ضيفًا وحفلًا في جامعة القاهرة.. ختام مؤتمر مناقشة مستقبل التعليم العالي وتوصيات للدراسة والبحث العلمي    تألق لافت لنجوم السينما فى العرض الخاص لفيلم «فرانكشتاين» بمهرجان الجونة    ميلاد هلال شهر رجب 2025.. موعد غرة رجب 1447 هجريًا فلكيًا يوم الأحد 21 ديسمبر    «مشروع مربح» يقبل عليه شباب دمياط ..أسرار تربية الجمال: أفضلها المغربي (صور وفيديو)    لدغات عمر الأيوبى.. بيراميدز "يغرد" والقطبين كمان    «المؤسسة العلاجية» تنظم برنامجًا تدريبيًا حول التسويق الإلكتروني لخدمات المستشفيات    لجنة تطوير الإعلام تتلقى توصيات المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين    نادي قضاة مصر يهنئ المستشار عصام الدين فريد بمناسبة اختياره رئيسًا لمجلس الشيوخ    ندب المستشار أحمد محمد عبد الغنى لمنصب الأمين العام لمجلس الشيوخ    هل زكاة الزروع على المستأجر أم المؤجر؟ عضو «الأزهر العالمي للفتوى» توضح    محافظ الشرقية يترأس اجتماع اللجنة العامة لحماية الطفل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسامة خليل يكتب: فضيحة السوبر تكشف لماذا تكره الدولة العميقة الزمالك؟ وتعشق الأهلى
نشر في التحرير يوم 23 - 02 - 2020


ناقد رياضي
لم أفهم معنى مصطلح «الدولة العميقة» الذي ظل الإعلام يتداوله طوال السنوات العشر الأخيرة التي أعقبت ثورة يناير حتى تجسد أمامي، وظهر بوجهه القبيح، وتحدث إلينا في الإعلام، وفرض نفسه متجاوزًا حقائق وثوابت وإنجازات ترفع صاحبها إلى السحاب، وتضعه في مصاف الأبطال الخارقين أو على أقل تقدير الأبطال، مجرد أبطال. فمصر -أو بالأدق الدولة العميقة- التي عاشت سنوات طويلة على أن هناك بطلا وحيدًا لا يجرؤ أحد على منافسته، ويعذب ويسحق ويشهر بأي مسئول أو إعلامي أو صحفي ينتقده أو يلقي كلمة تفتح ثقبًا في جدار الحماية الذي تصونه وتذود عنه في الحق والباطل، فهو يفعل ولا يفعل به، يضرب ولا يضرب، يهين ولا يهان، يرتكب الخطأ؛ فيصير هو القاعدة، يفوز ببطولة؛ فتقام له الأفراح والليالي الملاح، بينما يحقق غيره نفس ما يحققه؛ فتتحول مصر إلى مأتم وجنازة للندب ولطم الخدود على خسارة البطل.
لم أفهم معنى مصطلح «الدولة العميقة» الذي ظل الإعلام يتداوله طوال السنوات العشر الأخيرة التي أعقبت ثورة يناير حتى تجسد أمامي، وظهر بوجهه القبيح، وتحدث إلينا في الإعلام، وفرض نفسه متجاوزًا حقائق وثوابت وإنجازات ترفع صاحبها إلى السحاب، وتضعه في مصاف الأبطال الخارقين أو على أقل تقدير الأبطال، مجرد أبطال. فمصر -أو بالأدق الدولة العميقة- التي عاشت سنوات طويلة على أن هناك بطلا وحيدًا لا يجرؤ أحد على منافسته، ويعذب ويسحق ويشهر بأي مسئول أو إعلامي أو صحفي ينتقده أو يلقي كلمة تفتح ثقبًا في جدار الحماية الذي تصونه وتذود عنه في الحق والباطل، فهو يفعل ولا يفعل به، يضرب ولا يضرب، يهين ولا يهان، يرتكب الخطأ؛ فيصير هو القاعدة، يفوز ببطولة؛ فتقام له الأفراح والليالي الملاح، بينما يحقق غيره نفس ما يحققه؛ فتتحول مصر إلى مأتم وجنازة للندب ولطم الخدود على خسارة البطل.
إنني هنا أتحدث عن الدولة العميقة التي جعلت الأهلي هو البطل الأوحد، وتأبى أن تحتفل بغيره حتى ولو تفوق عليه وتجاوز بطولاته وألقابه، أحدثكم عن فريق الزمالك الذي حقق إنجازًا يقترب من الإعجاز في ظل الظروف والحروب والسيوف والبنادق والمدافع الموجهة له، والمشككة في قدراته، والمحبطة لطموحاته، والقاتلة لأحلامه،
إنني هنا أتحدث عن الدولة العميقة التي جعلت الأهلي هو البطل الأوحد، وتأبى أن تحتفل بغيره حتى ولو تفوق عليه وتجاوز بطولاته وألقابه، أحدثكم عن فريق الزمالك الذي حقق إنجازًا يقترب من الإعجاز في ظل الظروف والحروب والسيوف والبنادق والمدافع الموجهة له، والمشككة في قدراته، والمحبطة لطموحاته، والقاتلة لأحلامه، فريق يفوز بكأس السوبر الإفريقي، ويتوج بطلا لأبطال القارة الإفريقية، وهو الذي حطمت أعصابه، واغتصب الإعلام مواهبه، وأهين بالقول إنه حصالة مجموعته في الكونفيدرالية، ولكن بروح الأبطال وعزيمة الرجال والمواهب المخلصة حقق الزمالك ما لم تتوقعه الدولة العميقة، وفاز بالكونفيدرالية، بينما بطل الدولة العميقة يخسر بالخمسة، ويخرج حاملا الخزي والعار من بطولة الأندية أبطال إفريقيا، ولا أحد يلومه أو ينتقده، ويطير الزمالك إلى قطر ليلعب السوبر وسط أجواء متوترة ومشحونة، وتوقعات بخسارة فاضحة من بطل إفريقيا لعامين متتاليين؛ فيعود بالسوبر عن جدارة واستحقاق، وتقف إفريقيا له احترامًا وتقديرًا، ولكن هذا لم يقنع الدولة العميقة التي لم يفرح إعلامها بما حققه فريق مصري له جمهور عريض وكبير لا يقل عن جمهور فريق الدولة العميقة، وتبدأ حملة التشكيك في قدرة لاعبيه على الصمود أمام بطل الدولة العميقة الأهلي بطل مصر، الذي يتقدم في الدوري المحلي بسرعة الصاروخ، وهو القطار الذي سيدهس الزمالك في السوبر المحلي، ويقضي على فرحته بالسوبر الإفريقي؛ لينسى الناس أن هناك بطلا آخر غير البطل المقرر على الدولة، ويسافر الزمالك إلى الإمارات دون راحة لتأتي الريح بما لا تشتهي الدولة العميقة، ويفوز الزمالك بالسوبر المحلي ليتوج بطلا لأبطال مصر بعد ستة أيام فقط من فوزه بالسوبر الإفريقي.
الآن، تستطيع جماهير الزمالك أن ترفع رأسها بعد أن حولت رقم (6) إلى رقم بطولة وإنجاز وانتصار وإعجاز سيذكره التاريخ بعد أن كان هو رقم العقدة والهزيمة والانكسار.
ولكن الدولة العميقة والإعلام الذي تربى سنوات في حضنها لا يريد أن يعترف، وأبى أن يحتفل ببطولات النادي الأبيض؛ ليحول أنظار الناس عن الإنجاز للحديث عن معركة وقعت بعد المباراة، وبالمناسبة هي معركة سبق أن حدثت عشرات المرات، ولكن هذه المرة يجب أن تكون هي البطل والموضوع والقصة والحكاية والرواية، و"الفتة" التي يقدمها الإعلام ليأكلها جمهور التوك شو والبرامج الرياضية، وننسى الكرة والبطولات والإنجازات، ويساعدهم في ذلك اتحاد كرة جاهل بشئون اللعبة والإدارة، ويسخر رئيسه -الزملكاوي- أدواته وقراراته للانتقام من رئيس الزمالك على خلفية صراع قديم بينهما.
وهنا أريد أن أذكر لكم بعضًا من ملاحظاتي على هذا المشهد العبثي:
أولا: إصرار اتحاد الكرة على إقامة مباراة القمة في الدوري قبل أربعة أيام من مباراة الزمالك والترجي في بطولة إفريقيا؛ نزولا على رغبة الأهلي هو نوع من الإعلان الواضح والصريح على إيقاف مسيرة الزمالك، وتقليل فرصه في مواصلة مشواره في البطولة إفريقيا، فبأي عقل أو منطق أن فريقا يلعب سوبر إفريقيا (أربع رحلات طيران)، وبعدها بستة أيام يلعب السوبر المحلي (رحلتي طيران)، وبعدها بأربعة أيام يلعب مباراة القمة أمام بطل الدولة العميقة التي تقف على قدميها لتحقيق الانتقام، وإنهاء فرحة الزملكاوية، ثم بعدها بأربعة أيام يلعب أمام الترجي في دور الثمانية للبطولة الإفريقية، وهو الآخر يريد الانتقام لخسارته السوبر الإفريقي، أي نوع من اللاعبين الذي يتحمل هذا العبء النفسي والعصبي والبدني، لو فريق ليفربول نفسه وضعته تحت هذا الضغط لن يتحمل، ولكنها إرادة الدولة العميقة.
من الواضح أن الانتقام الأعمى سيضر الجميع، ومنهم الأهلي الذي يجب أن يحصل لاعبوه على راحة نفسية ومعنوية وبدنية كافية؛ لأن أمامهم مهمة صعبة وحملا نفسيا ثقيلا، حيث يلتقي مع صن داونز بعد خمسة أيام من لقاء القمة، والمباراة هي الأخرى بطولة خاصة للأهلي الذي أهدرت هيبته الكروية الإفريقية على يد هذا الفريق الموسم الماضي عندما خسر أمامه بالخمسة.
ثانيًا: فيما يخص العقوبات، فهي ليست عادلة، حيث أسقط منها طارق حامد، لاعب الزمالك، وبادجي مهاجم الأهلي (المتواضع المستوى)، ووليد سليمان، الذي وقع على الأرض خلال اشتباكه مع إداري الزمالك، في نفس الوقت طالما تم معاقبة عبدالله جمعه؛ لأنه توجه لجمهور الأهلي وأشار على علامة الزمالك بثلاث مباريات، ففي نفس الوقت يجب معاقبة أجاي بنفس العقوبة؛ لأنه ارتكب نفس الخطأ، وليس مباراتين فقط كما فعلت لجنة الانضباط.

أما فيما يخص شيكابلا، الذي ارتكب فعلا فاحشًا فعله رونالدو من قبل في مباراة فريقه أمام أتليتكو مدريد ببطولة أوروبا وعاقبه الاتحاد الأوروبي وقتها بغرامة 22 ألف يورو، فهذا ليس مبررًا لمسامحته على هذا الفعل الفاضح، ولكن أما وأن لجنة الانضباط قد خففت عقوبته؛ مراعاة للضغط النفسي والعصبي الذي تعرض له من هتافات جماهير الأهلي، وهي بالمناسبة كانت هتافات مهينة وقذرة جدًّا، وبعضها كان عنصريًّا لبشرته السمراء، فإن العقوبة التي وقعت على جماهير الأهلي تعد مخففة جدًّا، لو ذهب اللاعب للمحكمة الرياضية، سيعاقب الأهلي عقوبات قاسية، حيث إن الدولة العميقة لا تستطيع أن تحميه؛ لأنهم يضعون الهتافات العنصرية ضمن الجرائم الكبرى.
ثالثًا: لا شك أن ظهور قناة الزمالك بهذا الشكل المبهر الذي تستحق عليه بريزينتيشن التحية بعد أن تحررت من تقليدية ومحدودية خيال ومحسوبية محمد كامل، رئيسها السابق الذي يتولى الآن إدارة قناة الأهلي، لا شك أن القناة لها دور كبير في تحقيق هذه البطولات، حيث تأكد المشككون أو المترددون أن جماهير الزمالك كبيرة وعظيمة ومنتشرة في أرجاء مصر والوطن العربي، وأنهم لو توحدوا لزلزلت الأرض من تحت أقدامهم، وأنها باتت صوتا وصورة على تاريخ الزمالك ونجومه العظام وبطولاته المنسية ومبارياته الكبيرة وألقابه.
في المقابل، فإن قناة الأهلي فقدت بريقها عندما سيطر التعصب على مقدميها، وأغلب البرامج خصصت للرد على الانتقادات والهجوم على المنافس، وتحول أدمن صفحات السوشيال ميديا إلى مقدمي برامج ومعدين، أما برنامج "ملك وكتابة"، الذي كان فاكهة القناة قبل سنوات، فهو يتعامل الآن مع الجمهور باعتبارهم معاقين ذهنيًّا أو مجموعة من المغيبين عقليًّا.
وحتى تتأكدوا كيف تحولت القناة إلى جثة هامدة، شاهدوا ماذا فعلت بعد مباراة السوبر، حيث عرضت مباراة قديمة لكرة الطائرة سيدات بين الأهلي وسبورتنج.
رابعًا: المعالجة الإنسانية الراقية التي قدمها الزمالك وقناته عن الطفل أدهم، الذي مات وهو في طريقه لتشجيع الزمالك في مباراة السوبر قبل الأخيرة، وكيف كرمه النادي، وتصدرت صورته غرفة خلع ملابس اللاعبين؛ ليعلم اللاعبون أن هناك من يحب ناديهم إلى درجة التضحية بروحه.
أو الموقف الإنساني العظيم والرائع والمحزن المبكي لناشئ الزمالك السابق سعد محمد، الذي أصيب بالسرطان في الدم، واستضافته القناة، والقصة الإنسانية التي أبكتني وهو يحكي كيف أخفى مرضه عن الجهاز الفني؛ حتى لا يفقد مكانه في الفريق، ربما يشفى قبل أن يعلموا، وكيف يرفض والده عزيز النفس وهو الآخر يجري حب الزمالك في دمه، أن يتاجر بمرض ابنه ويرفض المساعدة قابلا بقضاء الله وقدره، ثم يكون المشهد العبقري الذي أقبل رأس كل من شارك فيه عندما وجدنا "سعد" يصعد إلى منصة التتويج مع شيكابلا يتسلم كأس السوبر أمام الملايين؛ ليبقى هذا المشهد محفورًا في الذاكرة، كيف أن الزمالك لا يلقي بلاعبيه (قارن ما عاناه مؤمن زكريا، وهو نجم النجوم، مع إدارة الخطيب لعلاجه).
هذه المواقف الإنسانية التي تحسب لإدارة الزمالك ورئيسه كانت محفزا للاعبين كي يقاتلوا في الملعب، وكيف لا يفعلون ذلك وهناك جمهور يهيم عشقًا وحبًّا في ناديهم وفي نجومه وأن إدارته لا تلقي بلاعبيها وجمهورها في الشارع.
وهنا أريد أن أذكر ملاحظة عسى أن تستفيد منها إدارة الخطيب، فالأهلي منساق خلف الألتراس ورغبتهم وجمهور السوشيال ميديا الوهمي، بينما على العكس رئيس الزمالك يقف معاديًا لتصرفات هذه الجماعة المتعصبة، ويهاجمهم بعنف إلا أنه في النهاية كسب معركة الجمهور لصالحه بهذه المواقف الإنسانية وبظهور قناة عززت الانتماء عند الجماهير.
خامسا: مشكلة إدارة الأهلي أنها تريد أن تحصل على كل شيء دون أن تفعل شيئا، إدارة لا تقدم شيئًا سوى أن تصدر بيانات وتتراجع عنها، وتتحدث عن إنجازات ولا تحققها، وتنسب لنفسها بطولات وإنجازات لم تفعلها، ففريق الكرة لم يتقدم خطوة منذ مجلس الإدارة السابق، بل العكس تراجع خطوات، وبعد أن كان يخرج من بطولة إفريقيا في النهائي، يخرج من نصفها بالخزي، ويتعاقد مع لاعبين أجانب دون المستوى، ثم فعل الخطأ الأكبر عندما تعاقد مع كهربا بعد أن حرضه على فريقه، وأدار عملية خطف مسخة دفع ثمنها غاليًا أمام الملايين، ماذا ننتظر من مجلس يسرق مجهود غيره وينسب لنفسه إنجازًا ليس له فيه ناقة ولا جمل؟ عندما وضع حجر الأساس لفرع التجمع الخامس الذي سبق أن اشتراه المجلس السابق، ونفذ رسوماته ووضع محمود طاهر حجر أساسه، ولكنه الوهم الذي يريد أن يبيعه للناس، فهل مجلس بهذا العجز والفشل وقلة الحيلة وسرقة مجهود الآخرين يمكن أن يحقق إنجازًا؟! في المقابل، المجلس المنافس يعمل ليل نهار، ويسوق لجماهيره إنجازات وبطولات وإنشاءات حقيقية، وختمها بقناة تليفزيونية.
سادسًا: من مميزات الدولة العميقة أنها تحمي المسيء طالما من أبنائها ورعاياها، وتفضح الآخر، وتشهر به وتشيطنه فهي لا تعدل في التعامل، فمثلا لا تسمع حديثًا في الوسط الرياضي عن رئيس الزمالك سوى أنه سليط اللسان، ومصدر للمشاكل وأوصاف كثيرة لأفعاله المشينة، في المقابل عندما يرتكب منافسه أفعالا مشينة، ولكن من نوع آخر مثل قبول تبرعات مالية من مسئول سعودي قبل الانتخابات مقابل رئاسة الأهلي الشرفية، أو قبول ساعات روليكس يقدر ثمنها بالملايين، وهي جريمة بشعة في حق الأهلي وتاريخه، لكن لأنه من رعايا الدولة العميقة لا تجد من يذكرها أو يتهم رئيس الأهلي بالفعل المسيء بل الكل يغطي عليها.
وفي النهاية سيأتي السؤال: لماذا الأهلي هو بطل الدولة العميقة؟ وهل صنعته الألقاب والبطولات؟ أم هناك عوامل أخرى صنعت وجوده داخلها؟
الإجابة، البطولات والألقاب تصنع تاريخ الفرق والأندية الكبيرة، ولكنها لا تكون سببًا في قتل طموحات الفرق الأخرى، وإخفاء إنجازاتها، والتقليل أو تجاهل بطولاتها.
الأهلي دخل دائرة الدولة العميقة، واعتبر جزءًا من مؤسساتها مع وكالة الأهرام للإعلان، وبالتحديد مع حسن حمدي، الذي كان يدير الأهلي والوكالة معًا،
ودور الوكالة هنا كان أمرين، الأول: تسويق الأهلي مع المعلنين وزيادة حصته الإعلانية بشكل لا يتسق مع حجم جماهيره إلى جماهير الفرق المنافسة، وبالأخص الزمالك، وبالتالي توفير مصدر مالي ضخم للأهلي ومحدود للأندية الأخرى.
الأمر الثاني: تطويع الإعلام وكبار المسئولين والمؤسسات لخدمة الأهلي، وهنا أحيلكم لكشف الهدايا التي كانت تخرج من ميزانية مؤسسة الأهرام والوكالة لهذه الهيئات والشخصيات.
وهنا سأحكي لكم قصتين حقيقيتين:
القصة الأولى وقعت -على ما أظن- عام 2008، كنت في زيارة مريض لعضو مجلس إدارة نادي الزمالك، أصيب بكسر في قدمه وفاجأني بقوله: أنا السنة دي حطلب من رئيس وكالة الأهرام يجيب لي هدية شاشة 48 بوصة، وحينها كانت هذه الشاشات تقدر بعشرات الألوف.
تخيلوا، عضو مجلس الزمالك ينتظر هدية من مسئول الأهلي، وللتاريخ فإن الوحيد الذي رفض هذه الهدايا كان مرتضى منصور، وأعادها لحسن حمدي.
القصة الثانية: كان بطلها العظيم الرائع المحترم الذي لن يجود الزمان بمثل أخلاقه وحسن إدارته، أبي الروحي اللواء حرب الدهشوري، وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الكرة، حيث أرسلت له وكالة الأهرام هدية من ألماظ قدر ثمنها وقتها بما يزيد على 40 ألف جنيه، وكنت وقتها إلى جواره، حيث أبهرته الهدية، ولكنها لم تغرهِ في التنازل عن قيمه ومبادئه، وقرر أن يعيدها، وكان معنا وقتها شخص قريب الصلة من رئيس الوكالة، وعارض حرب معارضة شديدة، وقال له بالحرف: لو إنت مش عايزها أخدها أنا، هو حد دفع حاجة من جيبه؟ ده هدية مقابل تعاقدنا من الوكالة، ولكن المحترم العزيز الغالي على نفسي وقلبي أصر أن يعيدها، حيث قام بتسليمها لمدرب أحد المنتخبات يعمل في الوقت بالوكالة بعد أن وقع على تعهد بإعادتها للوكالة.
في هذا الوقت تحديدًا، استطاع حسن حمدي تحويل الأهلي من نادي بطولات إلى نادي دولة، هناك من يدافع عنه ويحمي مصالحه في المؤسسة الرئاسية والأمنية والحكومية، وبين الاتحادات واللجنة الأولمبية، ولو تتذكرون وقتها رفع شعار "الأهلي فوق الجميع"، ولهذا قصة أخرى سأحكيها فيما بعد.
بينما كنت أنهي هذه السطور، بلغني خبر آلمني، وأحزنني، وأبكاني، وأوقفني عن استكمال المقال، وهو وفاة عمرو فهمي، نجل المحترم المهذب العظيم الصديق الغالي مصطفى مراد فهمي، والذي اقتربت منه كثيرًا في الأيام الأخيرة، ونحن نضع مشروعًا لكتابة مذكراته، كيف سيتحمل هذا الرجل الرقيق المشاعر ألم فراق نجله؟ وهو فراق تخشع له الجبال، وتزلزل له نفوس أشد الرجال.
صبرًا صديقي وأخي الكبير، سامحني، لا أجد كلمات أواسيك بها، وهل هناك من يعوضك عن فلذة كبدك، عن عضلة قلبك، عن النفس الذي تتنفسه، اعذرني، المصيبة أعجزتني، وأبكتني، وشلت قلمي، كان الله في عونك، إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجر صديقي مصطفى في مصيبته، واخلفه خيرًا منها.
اقرأ ايضا:
أسامة خليل يكتب: أرجوكم.. لا تظلموا الخطيب
أسامة خليل: الإعلام «فرعن» الأهلي.. ومبادئ الأحمر «تفصيل» مع الخطيب
أسامة خليل يكتب: محمود الخطيب واستاد السلام (فنكوش الفناكيش)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.