"أنا بكره الأهلي جدا، ومينفعش أشجعه حتى لو الأهلي لعب مع فريق اسرائيلي". تكررت هذه الجملة على ألسنة بعض جماهير الزمالك والإسماعيلي والمصري قبل وبعد مباراة الأهلي مع النجم الساحلي التونسي، وأدت هزيمة الأهلي من النجم الساحلي وخسارته للقب الأفريقي إلى شماتة كثير منهم في الأهلي وهي ظاهرة غريبة وجديدة على الجماهير المصرية وتنذر بكوارث مستقبلية في حال استمرارها وتفاقمها. ولعلي في البداية أتذكر موقف مر عليه حوالي 14 عاما وتحديدا في عام 1993 ووصل الأهلي وقتها إلى نهائي بطولة أفريقيا أبطال الكؤوس أمام أفريكا سبور الإيفواري كما وصل الزمالك أيضا الى نهائي دوري أبطال أفريقيا في العام نفسه أمام أشانتي كوتوكو الغاني. ووقتها اتفقت مع مجموعة من الأصدقاء ومنهم الأهلوية والزملكاوية على حضور المباراتين معا لتشجيع ومؤازرة الأهلي والزمالك للتتويج بكأسي أفريقيا، وبالفعل فاز الفريقان بكأسي البطولتين، ولم يفكر أحد وقتها أن الأهلي والزمالك سيتقابلا معا على كأس السوبر الإفريقي ولم يفكر أحد في تمني الهزيمة للفريق الأخر حتى لا يقابله في مباراة السوبر. هذه الروح الجميلة التي كانت تسود بين الجماهير سابقا اختفت تماما في الوقت الحالي وسارت نبرة من التعصب الأعمى وباتت معظم الجماهير غير الأهلوية تساند أندية عربية وأفريقية ضد الأهلي بحجة أن الأهلي يلعب باسمه فقط وليس باسم مصر وهي مقولة خاطئة وعارية تماما من الصحة. فالأهلي في كل المحافل يحمل اسم مصر ويلقب بالأهلي المصري خاصة وأن هناك العديد من الاندية العربية الأخرى التي تحمل اسم الأهلي، كما ان النجم الساحلي يمثل تونس وكلنا نطلق عليه النجم الساحلي التونسي، بل وأن هناك العديد من غير المتابعين لكرة القدم في مصر لم يعرفوا اسم النجم الساحلي وكل ما يعرفوه أن الاهلي يلعب مع فريق تونسي. كما أن الأهلي عندما يتأهل لكأس العالم للاندية يقال إن بطل مصر وصل لكأس العالم، وأعتقد أن معظم الجماهير المصرية قد نست تماما اسم بطل نيوزيلندا الذي التقى مع الأهلي في بطولة كأس العالم الماضية، أو اسم بطل كوريا الذي شارك في البطولة ذاتها، وكل ما يتذكروه هو أسماء الدول فقط. إذن لماذا تشمت بعض جماهير الأندية الأخرى في الأهلي؟ الإجابة قد تتلخص في النقاط التالية:
اخفاقات الزمالك والاسماعيلي في الفترة الأخيرة حرمت جماهيرهم من الفرحة ويكفي أن الزمالك والإسماعيلي خاضا 16 بطولة في السنوات الأربع الأخيرة وفشلا في تحقيق أي منها في الوقت الذي حقق فيه الأهلي 12 بطولة متتالية. * الأهلي هو البطل الأول للكرة المصرية على مدار تاريخها ويمتلك الكم الأكبر من البطولات سواء على المستوى المحلي أو العربي أو الافريقي، فالزمالك حقق تقريبا نصف عدد بطولات الأهلي، كما أن الزمالك حصل على الدوري العام ثلث عدد مرات فوز الأهلي به، وتصب نتائج مباريات الفريقين في صالح الأهلي بفارق كبير، ويكفي أن نعلم مثلا أن الزمالك لم يهزم الأهلي في كأس مصر منذ 48 عاما متتالية، وفاز عليه مرة واحدة طوال السنوات الأربع الماضية في لقاء خاضه الأهلي بالبدلاء على مدار 11 مباراة متتالية. ولذلك فإن انجازات الأهلي المتتالية وبطولاته المتعددة التي وصلت الى 102 بطولة مختلفة تشعر جماهير الزمالك ببعض الضيق تجاه النادي الأهلي وبطولاته وانجازاته. وبالطبع فإن السابق ينطبق أيضا على الإسماعيلي الذي لا يحصل الا على بطولة كل عشر سنوات تقريبا، ويكفي أننا اذا جمعنا عدد بطولات جميع الأندية المصرية معا فلن تصل الى عدد بطولات الاهلي بمفرده. * الشعبية والجماهيرية الكبيرة للنادي الأهلي والتي تعد جماهيره هي الغالبية العظمى من جماهير الكرة المصرية ولذلك فإن جماهير الاندية الاخرى تشعر ببعض الاضطهاد من الجميع خاصة من وسائل الاعلام والحكام وأيضا من اتحاد الكرة المصري والإفريقي وربما الدولي. وتشعر جماهير الزمالك والاندية الأخرى بأنهم قلة مظلومة ومهدور حقها، والفترة التي تولى فيها مرتضى منصور رئاسة الزمالك ويحي الكومي رئاسة الاسماعيلي زادت من هذا الشعور لديهم. * اخفاقات الزمالك والاسماعيلي في الفترة الأخيرة حرمت جماهيرهم من الفرحة باي انجاز او تحقيق أي بطولة، ويكفي أن الزمالك والإسماعيلي خاضا 16 بطولة في السنوات الأربع الأخيرة وفشلا في تحقيق أي منها في الوقت الذي حقق فيه الأهلي 12 بطولة متتالية. وبالتالي باتت جماهير الزمالك والاسماعيلي والمصري بالطبع في انتظار أي عثرة أو كبوة للأهلي حتى تشعر بالفرحة والسعادة التي باتت محرومة منها بانجازات فريقها المتعثر دائما ولذلك فهي تفرح بتعثر الأهلي. * نجاح الأهلي في ضم عدد كبير من لاعبي الزمالك والاسماعيلي في الفترة الأخيرة زاد من شعور الغضب والاحتقان لدى جماهير الناديين تجاه النادي الأهلي، رغم ان معظم هؤلاء اللاعبين لم ينتقلوا من الزمالك او الاسماعيلي للاهلي مباشرة، كما أن معظمهم لم يكن من ناشئي الزمالك والاسماعيلي بل اشتراهم الناديين من أندية أخرى، بال