مبايعة مشايخ جبهة الإصلاح الصوفى للشيخ علاء الدين أبو العزائم، واعتصامهم من أجل خلع عبد الهادى القصبى من منصبه، كشيخ لمشايخ الطرق الصوفية، لانتمائه إلى الحزب الوطنى المنحل، كانت مفاجأة لأبو العزائم نفسه، حسب قوله. ورغم ذلك رفض الرجل المنصب، الذى سعى إليه، لأسباب يكشفها فى لقائه مع «التحرير». أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية الصوفية، أوضح أنه لا يقبل تعيينه فى ذلك المنصب، بتلك الطريقة التى يريدها مشايخ جبهة الإصلاح الصوفى. مفضلا الانتظار لحين صدور قرار رسمى من المجلس العسكرى، أو موافقة الجمعية العمومية للطرق الصوفية «حتى لا يقال إننا منقلبون على الشرعية، التى هى فى الأصل معنا»، حسب قوله. احتمالية بقاء القصبى، فى منصبه، يستبعدها أبو العزائم. مشددا على أنه إذا لم يتم خلعه من قبل المجلس العسكرى، باعتباره أحد رموز الوطنى المنحل، وعدم شرعية طريقته غير المشهرة بالمجلس الأعلى الصوفى، فيمكن الاستناد إلى القرار الصادر عن هيئة مفوضى الدولة بخصوص تنقية الجداول الانتخابية، بما يمكن اعتباره دليلا على بطلان نتائج الانتخابات، التى أتت به إلى ذلك المنصب، وهو القرار الذى ينتظر تصديق المحكمة الإدارية العليا عليه، نهاية الشهر الجارى. شيخ الطريقة العزمية، لا يمل من وصف نفسه بأنه «الأجدر بالمنصب»، الذى يرفضه الآن، خصوصا بعدما بايعه أعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية بالإجماع، رئيسا للمجلس، خلفا للشيخ أحمد كامل ياسين، بمشاركة عدد كبير من العلماء والمشايخ، على رأسهم وزير الأوقاف السابق محمود حمدى زقزوق، والدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، لكن قيادات جهاز أمن الدولة المنحل، تدخلت لصالح القصبى المحسوب على النظام السابق. اتهامات لأبو العزائم، بأنه يعمل لصالح أجندات خارجية، يصفها هو بأنها مجرد أحقاد بدأتها جمعية العشيرة المحمدية، بعد هجومه عليها، ووصفه لها بأنها جمعية سلفية ترتدى رداء الصوفية. مضيفا: كانت قنبلة احتفالنا بمولد السيدة فاطمة الزهراء والإمام على بن أبى طالب رضى الله عنهما، بداية الهجوم علينا باعتبارنا بوابة التشيع فى مصر، واتهامنا بتلقى تمويل إيرانى. تأييده لمبارك فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، برره أبو العزائم، بقوله «لم يكن لى أى علاقة بالنظام السابق، لكن تأييد الصوفيين له جاء بناء على طلب من الرئيس الليبى معمر القذافى». وأردف قائلا «حتى لا نضع أنفسنا فى موقف حرج، قمنا بتزوير فاكس، نعلن من خلاله مبايعة القذافى مبارك، عبر الاحتفال بليالى آل البيت الكرام، لأننا لسنا أصحاب أجندات سياسية موالية لمبارك». زيارة أبو العزائم لإيران برفقة نحو 30 شيخ طريقة، فى غضون أيام، يبررها هو بأنها تهدف إلى لقاء رموز دينية مرموقة هناك، للوقوف على أسباب الخلاف التاريخى بين السنة والشيعة، والتعرف عن قرب على تركيبة المجتمع هناك. الهدف الأول من عقد مؤتمر «التصوف منهج أصيل للإصلاح»، الذى نظمته جمعية العشيرة المحمدية، كان إظهار ضعف الصوفية، حسب قول أبو العزائم، مبررا ذلك بعدم حضور ممثلين حقيقيين وفاعلين عن الصوفية. واصفا توصيات ذلك المؤتمر العالمى بأنها «جاءت مخيبة للآمال»، لجعلها منصب مشايخ الطرق خاضعا للانتخابات، وهو ما يعتبره أبو العزائم تهديدا للبيت الصوفى، حسب وصفه. تشكيك فى مصادر تمويل ذلك المؤتمر، من قبل أبو العزائم، الذى كشف ل«التحرير»: إن تنظيم المؤتمر كان من المفترض أن تتصدى له طريقته «العزمية»، لكن مفتى الجمهورية نقل مهمة التنظيم إلى العشيرة المحمدية، بتوصية منه، لدى الشيخ عبد الناصر الجابرى، أحد علماء الشام، لأنه تربطه علاقة شخصية وشيخ الطريقة المحمدية الشاذلية الراحل، المنبثقة عنها جمعية العشيرة المحمدية. تجربة الشيخ المتصوف، مع العمل السياسى، بدأت فى الاتساع مع تحالف حزب أبو العزائم، المعروف ب«التحرير المصرى»، مع قوى وتيارات وأحزاب سياسية أخرى، لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة. يقول رئيس الحزب إنه فخور بتلك التجربة، مرجعا قرار تأسيسه ب«قناعته بأن الصوفيين كتلة لا يستهان بها سياسيا، فى مواجهة جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين»، حسب قوله. معتبرا وصول الإخوان والسلفيين إلى البرلمان، «تهديدا لمستقبل الصوفية فى مصر». لافتا فى الوقت نفسه، إلى أنه فى حال قبوله منصب شيخ مشايخ الطرق، «لن يمارس عملا سياسيا»، وسيتراجع عن قراره خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة.