قررت جبهة "الإصلاح الصوفية" شن هجوم مضاد على الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية في إطار محاولتها الإطاحة به من منصبه، ردًا على اتهام زعيم الجبهة الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية بنشر التشيع وتلقي تمويل مالي من إيران. وبدأت أولى السيناريوهات عقب الانتهاء من المؤتمر الدولي للصوفية الذي استضافته القاهرة مؤخرًا، عن طريق قيام أبو العزائم بتسريب خبر لإحدى الصحف يفيد بإقالة القصبي بموافقة المجلس العسكري وتعيينه مكانه، والتأكيد على موافقة أكثر من 25 طريقة صوفية على هذا الإجراء. وفيما اعتبر ذلك محاولة لإحداث شرخ كبير في علاقة الأخير بمشايخ الطرق، الذين لا يميلون إلى أي من الطرفين في الصراع على زعامة المشيخة، سارع القصبي إلى نفي هذه الشائعة، وأكد أنه مستمر في منصبه لإصلاح التصوف في مصر والتصدي لمحاولات نشر التشيع المكشوفة. وأكدت مصادر مقربة من "جبهة الإصلاح الصوفي"، أن هجوم القصبي المستمر على الجبهة واتهامها بنشر التشيع حمل أبو العزائم على التفكير في طريقة أخرى للإطاحة بغريمه، وذلك عن طريق الإيعاز للسفير الإيرانيبالقاهرة بتوجيه الدعوة لأكثر من 20 شيخًا من مشايخ الطرق الصوفية لحضور مؤتمر بإيران، ثم القيام برحلة مكوكية إلى قطر وتركيا، على أن يقوم خلال تلك الجولة بإقناع المشايخ المرافققين له بعقد جمعية عمومية عاجلة فور عودتهم للإطاحة بالقصبي. وفي هذا السياق، كشفت المصادر أن أبو العزائم حصل على تأييد 13 شيخ من "جبهة الإصلاح" بجانب 20 شيخًا آخرين أكدت أنهم يقفون على مسافة واحدة من الطرفين المتصارعين، وهو عدد كاف لعقد جمعية عمومية لمشايخ الطرق الصوفية، الذين يبلغ عددهم 72 طريقة، على أن يقوم خلال عقد الجمعية العمومية بإقناع آخرين بدعم الإطاحة بالقصبي من زعامة المشيخة. ووصف الشيخ طارق الرفاعي شيخ الطريقة الرفاعية، قرار المشايخ بالثورة على الأوضاع المتردية داخل البيت الصوفي منذ تولى القصبى منصبه. وقال إن "طلب القصبي إلغاء توريث داخل الطرق، واختيار شيوخ الطرق على أسس علمية فجر مشاعر الغضب بداخلهم منذ توليه منصبه"، مشيرا إلى قيام المشايخ بإرسال "قرارهم الثوري" إلى المجلس العسكري. من جهته، أكد الدكتور عبد الهادي القصبي ل "المصريون" أن قرار إقالته بزعم موافقة المجلس العسكري عليه غير صحيح، لافتا إلى ان اقتراحاته خلال مؤتمر الصوفية لم تعجب عدد من مشايخ "جبهة الإصلاح" مما دفعهم إلى إطلاق هذه الشائعة، مؤكدًا أنها ليس لها أي تأثير عليه. وأبدى القصبي أسفه لقيام بعض المشايخ التي زعمت "كذبا" أن المجلس العسكري أصدر قرارًا بعزله، وقال إن هذا السلوك لا يليق بمشايخ الصوفية. وقال إن الشائعات التي تهدف إلى النيل من سمعته وتروج لانتمائه للحزب "الوطني" المنحل وإن تعيينه جاء عن طريق "أمن الدولة" كلام غير صحيح، أكد أنه تم انتخابه عن في الجمعية العمومية للطرق الصوفية عن طريق الخمسة عشر عضوا أعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية. وكانت جبهة الإصلاح الصوفي أعلنت دخولها فى اعتصام مفتوح منذ أربعة شهور مطالبة بإقالة القصبى وأعضاء المجلس الصوفي، لكونهم كانوا أعضاء بالحزب "الوطني" المنحل، إلى جانب "تزويرهم" انتخابات المجلس الأعلى للطرق الصوفية، حسب قولهم.