أعلن الشيح عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، مبادرة لإنهاء الأزمة التي كانت سببا في تفجير ما وصفت بأنها الأزمة الأخطر في تاريخ الطرق الصوفية في مصر، وانشقاق الصوفية إلى جبهتين متنازعتين، وبدأت قبل ثلاث سنوات على خلفية صراعه مع غريمه الشيخ علاء أبو العزائم على زعامة المشيخة. ودعا أمام مؤتمر التصوف العالمي الذي انطلق السبت بالقاهرة برعاية الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلى دراسة إصدار توصيات بتعديل القانون رقم 118 لسنة 1976 الخاص بالطرق الصوفية، تتضمن إلغاء "التأبيد" بولاية شيخ مشايخ الطرق الصوفية، لتصبح لفترة واحدة أو ولايتين بحد أقصى، مع وضع ضوابط شرعية وعلمية لمن يتولى منصب رئيس أي طريقة صوفية. ومثلت التصريحات مفاجأة مدوية خاصة في ظل الجدل المتفجر بين الصوفيين، والتي كان للقصبي النصيب الأكبر منها، والاعتراض على طريقة اختيار مشايخ الطرق، خاصة وأن الطريقة المعتمدة حاليا تقوم على اختيار المشايخ بالتوريث، حيث جرت العادة على أن يخلف الابن والده في مشيخة أي طريقة بعد رحيله. وطالب القصبي بفتح الباب أمام الطرق الصوفية غير المعترف بها قانونيا حتى تتنمكن من توفيق أوضاعها ويتم الاعتراف بها، علما بأن طريقته هي إحدى الطرق غير المعترف بها رسميا من قبل مشيخة الطرق الصوفية. لكن القصبي استهدف على ما يبدو من مبادرته قطع الطريق على خصومه من "جبهة الإصلاح الصوفي" التى يتزعمها الشيخ علاء أبو العزائم التي تطالب بتحديد مدة ولاية شيخ المشايخ وعزل القصبي بعد أن انتهت فترة ولايته في يناير. وكانت جبهة أبو العزائم أقامت دعوى قضائية لعزل القصبي، ولم يكتف مشايخ "جبهة الإصلاح الصوفي" بذلك بل قاموا باقتحام مقر المشيخة العامة بميدان الحسين ونظموا اعتصاما مفتوحا منذ خمسة شهور ولا يزال مستمر. وبدا لافتا مشاركة اثنين من المرشحين لرئاسة الجمهورية وهما عمرو موسى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، بالإضافة إلى ممثلين عن الأحزاب والقوى السياسية وممثلى شباب الثورة في المؤتمر الدولي الأول للصوفية. وكان من بين المشاركين أيضا الأنبا موسى والأنبا مرقص كممثلين للبابا شنودة والكنيسة القبطية كما حضر الدكتور عصام العريان والدكتور عبد الرحمن البر كممثلين لحزب "الحرية والعدالة" وجماعة "الإخوان المسلمين", وشارك أيضا وزير الثقافة عماد أبو غازى ويحيى الجمل نائب رئيس الوزراء السابق. من جهة أخرى، ناقش المؤتمر المنهج الصوفي في الإصلاح، وتبرأ من فتح باب للتشييع بالعالم العربي، حيث حرص المؤتمرون على التأكيد أن الصوفية منتمية لأهل السنة والجماعة، وليس لها علاقة بالشيعة، وحرص على إيجاد السبل الكفيلة بالرد على الشبهات التي تحيط بالفكر الصوفي. ويسعى المؤتمر إلى تأسيس كيان يوحد الطرق الصوفية حول العالم تحت اسم "الاتحاد العالمي للطرق الصوفية"، خلال دورة انعقاده التي بدأت اليوم، وتستمر حتى 26 ديسمبر، وفقا لتصريحات مقرر المؤتمر عصام زكى إبراهيم، رائد العشيرة المحمدية، وعضو مشيخة الطرق الصوفية في مصر.