التقى ظهر الخميس الماضى الشيخين علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية والشيخ عبد الهادي القصبي شيخ الطريقة القصبية، المتنازعان على رئاسة المجلس الأعلى للطرق الصوفية للمرة الأولى منذ اشتعال الصراع بينهما في 25 نوفمبر الماضي على مشيخة الطرق الصوفية، في أعقاب وفاة رئيسها السابق أحمد كامل ياسين. وجاء اللقاء على الغداء بأحد فنادق وسط القاهرة، استجابة لدعوة من قيادات جهاز مباحث أمن الدولة، المسئولين عن ملف الطرق الصوفية، لإنهاء الصراع المحتدم بين الشيخين، والذي أدى إلى حدوث انقسام داخل البيت الصوفي بين الجبهتين المتصارعتين، ووصل النزاع بينهما إلى القضاء. وجاءت محاولة تسوية الخلاف بين أبو العزائم والقصبي، بناء على طلب اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية لمباحث أمن الدولة بضرورة إنهاء النزاع داخل مشيخة الطرق الصوفية، وذلك في خطاب جاء فيه "يجب حسم هذا النزاع في أسرع وقت رضاءً أو قضاءً ويفضل أن يتم رضاءً". وبناء على تلك التعليمات، استدعت قيادات أمن الدولة إلى مقرها بلاظوغلي عددا من مشايخ الطرق الصوفية خلال الأيام الماضية، لمناقشة الحلول المطروحة، حيث تم الاتفاق على بندين لإنهاء النزاع؛ الأول: إقرار اختيار الشيخ علاء أبو العزائم، شيخا لمشايخ الطرق الصوفية، بناء على البيعة له في 22 نوفمبر. وجاء الاتفاق على ذلك، نظرا لكبر سن أبو العزائم، في الوقت الذي لا تزال فيه الفرصة أمام الشيخ القصبي لرئاسة المجلس الأعلى للطرق الصوفية في المستقبل، خاصة وأنه لا يزال صغير السن. أما البند الثاني، فيتضمن بدء توفيق أوضاع 13 طريقة صوفية، وعلى رأسها الطريقة القصبية التي يرأسها الشيخ القصبي بطريقة قانونية، وفقا للإجراءات المنصوص عليها في مواد القانون رقم 118 لسنة 1976 الخاص بالطرق الصوفية. من جانب آخر، سافر 15 شخصية دينية وصوفية مصرية إلى ليبيا ليصحبوا الرئيس الليبي معمر القذافي في رحلته إلى موريتانيا والسنغال للاحتفال الكبير الذي يحضره سنويا أكثر من 2 مليون مسلم بمناسبة المولد النبوي، والذي يقوم فيه بإلقاء خطبة يعقبها إمامته للحاضرين، والذين يكون بينهم عدد من رؤساء الدول الإفريقية والشخصيات الدينية التي يدعوها من جميع أنحاء العالم. ومن بين الذين وجه القذافي إليهم الدعوة لحضور الاحتفالات، الشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية والشيخ عبد الخالق الشبراوي شيخ الطريقة الخلوتية والشيخ عبد المجيد الشرنوبي شيخ الطريقة الشرنوبية البرهامية، والشيخ محمد الشهاوي شيخ الطريقة الشهاوية، وعدد من علماء الأزهر الشريف من بينهم الشيخ محمود عاشور والشيخ فوزي الزفزاف والدكتور أحمد السائح. كما دعا القذافي أيضا أولاد عمومته في مصر من مشايخ وزعماء قبائل أولاد علي الذين ينتشون في الصحراء الغربية ويمتد وجودهم ونفوذهم داخل ليبيا. يذكر أن الرئيس الليبي يتحمل تكاليف إقامة هذه الاحتفالات السنوية، حيث يتم إقامة خيام بيضاء ينزل فيها ملايين المحتفلين بالمولد النبوي ويلبسون الملابس البيضاء، كتلك التي يتم ارتداءها في موسم الحج.