خبراء: انعدام الرقابة والتهاون فى تنفيذ القانون سبب رئيسى فى انتشار القمامة والذباب.. والتخلص من المخلفات بشكل خاطئ سبب التلوث البيئي وإعادة التدوير صناعة مربحة "كيف نواجه انتشار الذباب؟"، سؤال يطرحه يوميا ملايين المواطنين حول العالم على محرك البحث "جوجل" لمواجهة أسراب الذباب، التى ظهرت فى الآونة الأخيرة، خاصة فى عدد كبير من محافظات الجمهورية، حيث انتشر بصورة فجة واقتحم المنازل والحدائق أكثر من المعتاد، الأمر الذى دفع الكثيرين للاستغاثة، على رأسهم أصحاب المطاعم، فضلا عن شكوى الأهالى فى المناطق القريبة من تجمعات القمامة، مطالبين بوضع حلول جذرية من خلال استخدام المخلفات لزيادة الاستثمار والتخلص من الحشرات نهائيا. وتعانى مصر منذ سنوات طويلة من انتشار المخلفات بمختلف أنواعها فى شوارعها من خلال المقالب العشوائية والعمومية القريبة من المناطق السكنية، وهو ما يساهم فى انتشار الحشرات مثل الذباب والزواحف وغيرها، رغم تخصيص مدافن صحية للقمامة، إلا أن متعهدى جمع المخلفات لا يلتزمون بذلك، إذ أوضح تقرير حالة البيئة الصادر وتعانى مصر منذ سنوات طويلة من انتشار المخلفات بمختلف أنواعها فى شوارعها من خلال المقالب العشوائية والعمومية القريبة من المناطق السكنية، وهو ما يساهم فى انتشار الحشرات مثل الذباب والزواحف وغيرها، رغم تخصيص مدافن صحية للقمامة، إلا أن متعهدى جمع المخلفات لا يلتزمون بذلك، إذ أوضح تقرير حالة البيئة الصادر عن جهاز شئون البيئة، التابع لوزارة البيئة، عام 2016 أن 81% من القمامة يتم تجميعها بمقالب عمومية وعشوائية، و12% من القمامة يتم معالجتها وإعادة تدويرها، و7% من المخلفات يتم دفنها بمدافن صحية. الدكتور حسن الخيمى خبير الإدارة المحلية، قال ل"التحرير"، إنه لا توجد إدارة صحيحة فى مصر لمنظومة المخلفات على مدار السنوات الماضية، بسبب الطرق الخاطئة التى يسلكها البعض للتخلص منها، لافتا إلى أن الطرق الصحيحة للتخلص من المخلفات هى المدافن والمحارق التى تخصصها الحكومة بعيدا عن الكتلة السكنية تجنبا للتلوث، لكن هناك العديد من متعهدى القمامة يختارون لأنفسهم أماكن قريبة لفرز القمامة والتخلص منها وهو ما يسمى بالمقالب العشوائية. ويؤكد الخيمى أن انعدام الرقابة الدورية، والتهاون فى تنفيذ القانون من جانب بعض العاملين فى المجالس المحلية يعد سببا رئيسيا فى تفاقم أزمة المخلفات وانتشار المقالب العشوائية والطرق الخاطئة فى التخلص من هذه المخلفات، مشيرا إلى أن مصر فى حاجة للاستعانة بالشركات العالمية لعمل منظومة قوية للتخلص من المخلفات بشكل صحى، مع وضع الشروط والالتزامات والمتابعة الدورية لعمل هذه الشركات. ويتحدث الدكتور ماهر عزيز استشارى الطاقة والبيئة ل"التحرير"، عن مخلفات المستشفيات، لافتا إلى أن قانون البيئة نص على طرق التخلص من المخلفات بشكل صحى وصالح للبيئة، وهناك ما يقرب من 15 مادة فى القانون تشرح كيفية التخلص من مخلفات المستشفيات بشكل تفصيلى وذلك نظرا لخطورتها الشديدة. ويوضح عزيز أن هناك طريقتين للتخلص من مخلفات المستشفيات، أولاها عن طريق إنشاء محرقة داخل كل مستشفى للتخلص من المخلفات الطبية بشكل صحى لا يضر بالبيئة، والطريقة الثانية هى تخزينها بشكل صحيح ونقلها بالشكل الذى نص عليه القانون بطريقة آمنة ونقلها إلى مدفن الناصرى فى الإسكندرية وهو المدفن الوحيد فى مصر المخصص للمخلفات الخطرة. وعن المخلفات العضوية، يقول عزيز، إن ملايين المصريين ينتجون المخلفات ويلقون بها فى الشوارع بالمقالب العشوائية، وتأتى ناقلات رفع القمامة تحمل جزءا وتترك الجزء الآخر وأثناء توجهها إلى أماكن الفرز المخصصة لها يقع أكثر من نصفها على الطرق، كما أن متعهدى القمامة يأخذون ما ينفعهم ويتركون الباقى فى الشوارع بشكل عشوائى، لافتا إلى أن المنظومة تدار بشكل خاطئ، فالمخلفات تنتشر فى كل الأحياء العشوائية والراقية. ويضيف أن المخلفات العضوية كانت تستخدم كغذاء للخنازير، وبعد غلق مزارع الخنازير، تراكمت المخلفات العضوية بكثرة، مشيرا إلى أنه تقدم بمقترح للمختصين للتخلص من المخلفات العضوية عن طريق إلقاء هذه المخلفات فى مفاعلات لإنتاج الكهرباء، وذلك للتخلص منها بطريقة آمنة وصالحة بيئيا ولكن هذا المقترح لم يطبق. ويشرح سامى برسوم استشارى تدوير المخلفات ل"التحرير"، طرق التخلص من مخلفات المستشفيات، موضحا أنها تتم من خلال المحارق، والمحارق سعرها مرتفع للغاية ويتم استيرادها من الدنمارك، ويوجد منها فى مستشفى قصر العينى، لافتا إلى أنه لا يوجد ثقافة تشغيل المحارق لذا قد يستخدمها البعض بشكل خاطئ يضر بالبيئة. أما المخلفات الصلبة فيتم التخلص منها من خلال تدويرها، والمخلفات العضوية يمكن استغلالها فى صناعة الأسمدة، لأن المدافن الصحية مكلفة جدا ولا يوجد سوى مدفن واحد فقط فى الإسكندرية أما باقى المقالب فعشوائية. ويوضح برسوم أن الحل هو تخريج دفعات من المهندسين متخصصين فى تدوير المخلفات، فهناك مصانع مغلقة بسبب عدم وجود متخصصين، لذا لا بد من إنشاء معهد متخصص فى تعليم إعادة تدوير القمامة، مع الاهتمام بعمل منظومة جيدة لجمع القمامة وعدم تركها فى الشوارع حتى لا تتسبب فى انتشار الحشرات والتلوث والأمراض.