من الشرق إلى الغرب، تتسابق الصحف العالمية فى تسليط الضوء على المتحف المصرى الكبير، ذاك المشروع الضخم الذى يهتم لمعرفة تفاصيله كل من يرمى إلى سياحة ثقافية يفهم منها تاريخ الأمم، وخاصة الحضارة المصرية العريقة ذات ال7 آلاف عام. كانت «نيويورك تايمز» الأمريكية من أوائل الصحف التى تناولت هذا المشروع الكبير، فى تقرير موسع، حيث أشاد الكاتب «ستيفن هيلتنر» فى مقال له بالصحيفة، بالمتحف كمشروع ثقافى ضخم يعكس الطموح المصرى فى الحفاظ على تراثها وتقديمه للعالم بشكل مبتكر. كما أبرز فى تقريره التحديات العديدة التى واجهت المشروع منذ بداية بنائه، مثل الأزمات المالية والجائحة العالمية، لكنه أكد أن المتحف قد نجح فى التغلب على هذه العوائق ليظهر أخيرًا كمؤسسة ثقافية هائلة. واعتبر هيلتنر أن المتحف يمثل «وصية ثقافية» مصرية تجسد تاريخ مصر الملكى العظيم. وأضاف أن تصميم المتحف، الذى يتناغم مع محيطه بما فى ذلك الأهرامات، يبرز جمال الحضارة المصرية القديمة ويجعله عنصرًا مكملًا للمنطقة المحيطة. فى أكتوبر 2024، افتُتح المتحف جزئيًا، مع عرض 11 من أصل 12 قاعة عرض، حيث كان تمثال رمسيس الثانى الضخم من أبرز المعالم. كما أشار التقرير إلى صالات عرض توت عنخ آمون التى ستُفتتح فى يوليو 2025، حيث سيتم عرض أكثر من 5000 قطعة أثرية من هذا الملك الصغير. وقدمت وكالة أسوشيتد برس تقريرًا تناول فيه الأثر الثقافى الكبير للمتحف على مستوى العالم، حيث اعتبرت المتحف «هدية للعالم»، مشيرة إلى أن المعروضات الفريدة التى يحتوى عليها ستسهم فى تعزيز الفهم العالمى للحضارة الفرعونية. كما أبرز التقرير استخدام تقنيات حديثة لعرض القطع الأثرية وفقًا للحقب الزمنية المختلفة، ما يسهم فى تثقيف الزوار حول التاريخ المصرى القديم. ولفت التقرير إلى أن المتحف لا يقتصر فقط على جذب البالغين، بل يهدف أيضًا إلى استقطاب الأطفال من خلال الأنشطة التفاعلية والعروض التثقيفية التى تتيح لهم تعلم التراث المصرى بطريقة مبتكرة. أما «الجارديان» البريطانية فقد وصفت المتحف بأنه تحفة معمارية تهدف إلى تسليط الضوء على غنى الحضارة المصرية القديمة. وأثنت الصحيفة على التصميم المعمارى الفريد، الذى يستخدم جدران الألباستر الشفافة التى تمنح المتحف طابعًا مميزًا. كما أشارت الصحيفة إلى أن المتحف سيمثل نقطة محورية لفهم أعمق للحضارة الفرعونية، حيث يمزج بين التاريخ القديم والتقنيات الحديثة فى عرض المعروضات. وأضافت الصحيفة أن المتحف سيُسهم فى تعزيز السياحة الثقافية فى مصر ويُعد وجهة رئيسية للزوار من جميع أنحاء العالم. من ناحية أخرى، اهتمت عرب نيوز بالمتحف، مؤكدة أنه فخر وطني، ويعد أكبر متحف للآثار فى العالم، موضحة أن المتحف سيعرض أكثر من 100 ألف قطعة أثرية فريدة، بما فى ذلك العديد من مقتنيات الملك توت عنخ آمون، التى لم تُعرض فى أى مكان آخر. كما سلطت الضوء على الموقع الاستراتيجى للمتحف بالقرب من أهرامات الجيزة، ما يضيف قيمة إضافية للمعروضات ويعزز من أهميته كواجهة سياحية. وأشارت الصحيفة إلى التوقعات بأن يستقطب المتحف نحو 5 ملايين زائر سنويًا، ما يجعله من أهم نقاط الجذب السياحى فى مصر والعالم. كما أبرزت الصحيفة جوانب بيئية مهمة، حيث يُعتبر المتحف أول «متحف أخضر» فى مصر، بفضل استخدام تقنيات صديقة للبيئة فى تصميمه وتشغيله، ما يعكس التزام مصر بالحفاظ على البيئة ضمن المشاريع الثقافية الكبرى.